«إيس كوكبيرن».. بريطانية مصابة بالشلل الدماغي تكسر عزلة كبار السن

«إيس كوكبيرن».. بريطانية مصابة بالشلل الدماغي تكسر عزلة كبار السن

المحرر: ماهر أبو رماد - بريطانيا
كوكبيرن نجحت في تعزيز صداقتها مع بيلتشر في دار الرعاية

«إيس كوكبيرن» بريطانية مصابة بالشلل الدماغي. استطاعت بعزيمة من حديد أن تكسر عزلة كبار السن من ذوي الإعاقة ومرضى الشلل.

تقول بعض الدراسات إن الحياة في كرسي متحرك صعبة للغاية. لكن بالنسبة إلى إيس كوكبيرن. البالغة من العمر 18 عامًا. فإن الاعتماد على الكرسي المتحرك يمنحها ميزة غير متوقعة. إذ يوفر لها اتصالًا فوريًا مع العديد من سكان دور الرعاية الذين تزورهم كمتطوعة، مما يخلق روابط إنسانية فورية.

بريطانية مصابة بالشلل الدماغي تلهم الأصحاء

كوكبيرن من مدينة ليمينغتون سبا. في وارويكشير. بالمملكة المتحدة. وهى واحدة من آلاف الشباب الذين يخصصون جزءا من وقتهم أسبوعيًا. لزيارة المستشفيات ودور الرعاية. ضمن عمل جمعية «Kissing it Better» لمكافحة العزلة بين كبار السن.

وتسعى الجمعية. التي تم اختيارها ضمن حملة عيد الميلاد لصحيفتي The Times وThe Sunday Times. إلى الجمع بين الأجيال لإنهاء شعور الانعزال في سن الشيخوخة.

كوكبيرن وبيلتشر صداقة ناجحة لم تحدها الإعاقة
كوكبيرن وبيلتشر صداقة ناجحة لم تحدها الإعاقة

وقالت كوكبيرن: «لا أحد يحب أن يكون في كرسي متحرك، لذلك عندما دخلت دور الرعاية لأول مرة. والتقيت سيدة تستخدم الكرسي، نشأت بيننا رابطة فورية. وقد أريتها جميع الحيل التي تعلمتها».

وأوضحت أنها ساعدت السيدة في تناول الطعام باستخدام معدات متخصصة. مما حسن جودة حياتها وأدى إلى صداقة طويلة الأمد، وهو ما يعكس قوة التأثير الإيجابي للحظات الصغيرة.

شباب يزرعون الفرح في دور الرعاية

تتراوح أنشطة المتطوعين الشباب مثل كوكبيرن بين الرقص والشعر. أو مجرد الدردشة العادية مع كبار السن. ويزور نحو 4 آلاف شاب أكثر من 300 دار رعاية سنويًا. في أنحاء المملكة المتحدة. من بين المستفيدين ميك بيلتشر. البالغ من العمر 83 عامًا. وهو متقاعد يعيش في دار Priors House Care Home منذ ثلاث سنوات.

طور بيلتشر صداقة قوية مع كوكبيرن، ويتواصل معها شخصيًا أو عبر الإنترنت أسبوعيًا، مؤكدًا: «أتطلع إلى هذه الزيارات كل أسبوع، وقد فاتني فقط جلسة واحدة بسبب موعد في المستشفى». ويتشاركون الحديث حول الموسيقى والرياضة، ويضحكون كثيرًا، مما يبرز التأثير الإيجابي للزيارات على الحالة النفسية والاجتماعية لكبار السن.

وأضاف بيلتشر أن عمل جمعية «Kissing it Better» يساعد على سد الفجوة بين الأجيال، خصوصًا في الخبرة والتكنولوجيا والمواقف الاجتماعية. فجيله عاش مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بينما لم تعرف كوكبيرن إلا السلام والتكنولوجيا الحديثة. وهذا التبادل يعزز فهمًا متبادلًا ويقوي الروابط الإنسانية بين الشباب وكبار السن.

رغم الشلل الدماغي كوكبيرن تحدث الفارق

أكدت كاتي أوتس، مديرة المشاريع في الجمعية، أن زيارات الشباب ترفع معنويات سكان دور الرعاية بشكل ملحوظ. مضيفة: «التأثير مذهل. وغالبًا ما يكون أبرز حدث في يومهم.

كوكبيرن تضفي جوا من البهجة في دار الرعاية
كوكبيرن نجحت في تعزيز صداقتها مع بيلتشر وأشاعت البهجة في دار الرعاية

وبعد رحيلنا، يبقى شعور بالبهجة في المكان. وهو ما يسعد العاملين أيضًا». وأشارت إلى أن الكثير من المقيمين لا يتلقون زيارات منتظمة. وأن الاستماع لهم ومشاركة القصص والنصائح والضحك معهم. يحسن يومهم بشكل كبير.

وليس كبار السن فقط هم المستفيدون. قالت كوكبيرن إن العمل التطوعي ساعدها على اكتساب منظور جديد للحياة، إذ تعلمت أن تعيش كل يوم كأنه الأخير، ما عزز ثقتها بنفسها ومنحها شعورًا بالتمكين. ونجحت في أن تصبح سفيرة للجمعية، وتشارك في تدريب متطوعين شباب آخرين.

ووصفت أوتس دور كوكبيرن بالقيادة، مؤكدة: «أظهرت قدرة على جمع الناس معًا، وتقديم النصائح والتوجيه حتى دون معرفة مسبقة بأحد». ومع ذلك، تحافظ كوكبيرن على تواضعها، قائلة: «لا أعتبر نفسي قائدة، أنا فقط أحب جمع الناس معًا». وأضافت: «الكبار لا يحكمون عليك لكونك في كرسي متحرك، وهذا يجعلني أشعر للحظة أنني بلا إعاقة».

المقالة السابقة
اتهام مدير مدرسة باغتصاب أختين من ذوي الإعاقة الذهنية في كوريا الجنوبية
المقالة التالية
الكويت تؤكد التزامها باتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة