بريطاني مصاب بمتلازمة الشلل الكامل يؤلف كتابًا بحركة عينيه

بريطاني مصاب بمتلازمة الشلل الكامل يؤلف كتابًا بحركة عينيه

المحرر: سماح ممدوح حسن- بريطانيا

حين تُغلق الحياة كل الأبواب قد تترك لك نافذة صغيرة، هى إشارة البدء لرحلة من النجاح والإلهام إن أحسن استغلالها، وهذا ما فعله برام هاريسون الرجل البريطاني مصاب بشلل كلي، لا يستطيع تحريك أي شئ إلا رموش العين، ورغم ذلك تمكن من أن يُشارك العالم قصته بكلمات كتبها بنظراته.

برام 48 عامًا، يعيش مع متلازمة “الشلل الكامل وهي حالة نادرة تُبقي المصاب واعيًا ومدركًا لكنه يفقد القدرة على تحريك أي جزء من جسده، باستثناء العينين، منذ إصابته بـ تلف دماغي بعد حادث دراجة قبل 27 عامًا، يعيش في دار رعاية بمدينة إكستر ويستخدم جهازًا ذكيًا يُتحكّم به بالعين للتواصل مع محيطه.

ورغم هذه الإعاقة القاسية نجح برام في كتابة فصل من خمسة آلاف كلمة ضمن كتاب جماعي صدر حديثًا بعنوان: “إعطاء صوت لمن يعيشون مع متلازمة الحبس الكامل” من تحرير العالمة العصبية شانان كين.

يحمل الفصل عنوان “التحوُّل” ويستعرض فيه برام تفاصيل الحادث وتحوّله من الغيبوبة إلى التواصل وكيف كسر جدار الصمت بتكنولوجيا العين.

غلاف كتاب برام الذي كتبه بنظرات عينيه

“تخيّل أن تكون محبوسًا داخل صندوق صغير بداخل مبنى مهجور، ولا أحد يعلم بوجودك. أن يتم تشخيصك يعني أن هناك مَن أصبح يعلم أنك على قيد الحياة”، هكذا وصف برام إحساسه الأول حين فهم الأطباء حالته وبدأوا محاولة التواصل معه.

من الصمت إلى الصوت

تسع سنوات كاملة مرّت على برام وهو عاجز عن الكلام أو الحركة، لكنه يصف لحظة استخدامه الأولى للجهاز بأنها أشبه بالخروج من “الظلام الكثيف إلى الضوء” لحظة التقط فيها روحه لا صوته فقط.

برام لا يرى نفسه ضحية بل ناجٍ يبحث عن معنى، لم يكتفِ بالكتابة بل عمل أيضًا كمقدم برامج إذاعية على راديو محلي، مستخدمًا لقب “دي جي لايف تك DJ Life Tech”متحديًا حدود الجسد ومنتصرًا عليها بالفكر.

تقول شانان كين عن قصته: “ما شدّني في كتابته لم يكن الحادث فقط، بل ما بعده. كيف عاش وكيف أعاد ترتيب حياته ليصنع منها حياةً مليئة بالمعنى لا مجرد وجود.”

برام لا يكتب فقط من أجل التعبير بل يكتب ليخلّف أثرًا، يقول: “لطالما رغبت أن تُسجَّل حياتي، لم أتخيل أبدًا أن أكون كاتبًا لكن هذا ما حدث، آمل أن تساعد كلماتي من سيواجهون هذه الحالة بعدي.

ويعتبر التكنولوجيا هي أمله وأمل من يشبهونه، قائلا: “كل يوم تفتح التكنولوجيا أبوابًا جديدة،  اليوم أعيش حياة معقدة لكنني أريد أن أستفيد منها قدر استطاعتي”.

حالة طبية نادرة لكنها إنسانية بامتياز

تُعدّ متلازمة ” الشلل الكامل أو الحبس الكامل” واحدة من أشد الإعاقات تعقيدًا. المريض يشعر ويسمع ويرى، لكنه لا يستطيع التفاعل جسديًا مع محيطه. أسبابها عديدة أبرزها الجلطات الدماغية أو الإصابات البالغة.

برام مثال حيّ على أن الإرادة قد تجد طريقًا حتى في أكثر الأماكن ظلمة. قصته تطرح أسئلة مهمة على الأطباء والمجتمع: كيف نتعامل مع من لا يستطيعون الكلام؟ وهل نمنحهم فرصة لأن يكون لهم صوت، حتى لو جاء عبر رمشة عين؟

المقالة السابقة
الحويلة تترأس اجتماع لجنة تنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
المقالة التالية
الأردن تبحث آليات تنفيذ الالتزامات الدولية تجاه ذوي الإعاقة