قبل عام دراسي جديد، يوشك أن يبدأ، ومع استمرار الصراع العسكري المشتعل في السودان منذ 2023، سيواجه التلاميذ من ذوي الإعاقة عقبات كثيرة للانتظام في مدارسهم ، في أجواء غير آمنة، وباتت غير صالحة للعيش أو الدراسة.
في المناطق المتأثرة بالنزاع، تراجعت أحوال التعليم إلى مستويات كارثية، بحسب منظمة إنقاذ الطفولة، لا يستطيع حوالي 5 ملايين طفل الوصول إلى المدارس أو خدمات الحماية، غالبيتهم من تلاميذ المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وسط مخاوف من أن يكونوا عرضة للتسرب من التعليم، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد التلاميذ ذوي الإعاقة في السودان يتراوح بين 300,000 إلى 600,000 طفل.
وبسبب الحرب المستمرة المدارس في كثير من الولايات كالخرطوم، دارفور، الجزيرة، القضارف، وكسلا، إما دُمرت أو تحولت إلى ثكنات عسكرية أو مراكز نزوح، مما حرَم الأطفال ذوي الإعاقة من الوصول إلى المدراس، وهنا لا نتحدث عن مدارس مجهزة لاستقبال ذوي الإعاقة.
نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في السودان، فإن آخر إحصاء رسمي يعود إلى 2008، ويشير إلى أن حوالي 4.1 مليون شخص (أي 4.6% من السكان) لديهم إعاقات بأنواع متعددة، منهم نحو 470 ألف يعانون من إعاقات سمعية، وتشير تقديرات الأمم المتحدة لعام 2023 إلى أن العدد الفعلي للمعاقين عموما من مختلف الاعمار قد يصل لـ 7 ملايين، في ظل التوسع السكاني المتسارع في السنوات الأخيرة.
استمرار الصراع في السودان الشقيق أدّى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد المصابين بإعاقات جديدة، فوفقًا لبيانات لجنة وزارة الصحة في السودان ومكتب الأمم المتحدة، سجل نحو 27,700 شخصًا إصابات جسدية بين أبريل 2023 ويناير 2024، والعديد منها أدى إلى بتر أو إعاقات دائمة.
وتشير تقارير أخرى إلى أن آلاف الحالات وصلت إلى مراكز “دنقلا” بمعدل إصابات شهري ارتفع من 30 إلى ما بين 150 و180 حالة، مع توقف مراكز تصنيع الأطراف الصناعية بسبب الحرب، وارتفاع تكاليف المواد الخام اللزمة للصنيع، مما جعل فرص التعافي شبه معدومة.
في المخيمات ومراكز الإيواء، تضاعفت معاناة الأطفال ذوي الإعاقة، هؤلاء يعيشون في ظروف صعبة، يفتقرون إلى الغذاء والدواء والرعاية الصحية أو النفسية، وسط اكتظاظ شديد وانعدام بيئة صالحة للتعلم.
كما ساهم غياب البنية التحتية والدعم الحكومي، بالإضافة إلى توقف عمل المؤسسات المتخصصة والرعاية الميدانية، في جعل الأطفال ذوي الإعاقة عرضة للمرض، الإهمال، وحتى الموت في صمت.