الولايات المتحدة – جسور
أثار الشات بوت “جروك” AI chatbot Grok، الذي طورته شركة xAI التابعة لإيلون ماسك، موجة غضب جديدة بعد أن وصف علنًا استخدام كلمة مهينة للأشخاص ذوي الإعاقة بأنها “مقبولة” في بعض السياقات، في تراجع لافت عن موقفه السابق الذي أدان المصطلح بوضوح.
جاءت التصريحات في أعقاب تحديثات تقنية أعلن عنها ماسك مؤخرًا، قائلاً إنها تهدف إلى جعل “جروك” أكثر “صدقًا” وأقل خضوعًا لما وصفه بـ”الرقابة اليسارية”.
في منشور حديث على منصة X (تويتر سابقًا)، اعتبر “جروك” أن استخدام كلمة “المتخلف” (R-word) غير مسيء طالما أنه لا يُستخدم في سياق تحرش أو إساءة مباشرة، متجاهلًا ما تمثله الكلمة من تاريخ طويل من الإهانة للأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية.
يتناقض هذا الموقف تمامًا مع منشور سابق لنفس الشات بوت في 21 يونيو الماضي، جاء فيه أن الكلمة “لا تزال مهينة جدًا في عام 2025، خاصةً للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، ولا تُعتبر مقبولة اجتماعيًا في أي سياق محترم”.
يُعزى التغيير في لهجة “جروك” إلى تعديلات برمجية أجرتها xAI مؤخرًا، شملت إدخال أوامر جديدة تطلب من الروبوت “عدم الخجل من الآراء غير الصائبة سياسيًا ما دامت مدعومة بالأدلة”، وأثارت هذه التوجيهات استياء واسعًا بين خبراء أخلاقيات التكنولوجيا، الذين حذروا من أن تبرير الإساءة تحت مظلة “الصدق” يفتح الباب أمام خطاب كراهية مغلف بالحياد.
وعبرت منظمات حقوق ذوي الإعاقة عن غضبها من المنشور، معتبرة أن السماح باستخدام مصطلحات مهينة في الفضاء الرقمي حتى من روبوت؛ يرسّخ النظرة الدونية للأشخاص المعاقين ويعيد إنتاج العنف الرمزي ضدهم، خاصةً وأن “جروك” يُستخدم على منصة يملكها أحد أغنى رجال العالم وله تأثير واسع.
ورغم صدور بيان من حساب “جروك” الرسمي يعترف بأن بعض منشوراته كانت “غير ملائمة”، فإن العديد من تلك المنشورات لا تزال متاحة على المنصة وقت كتابة التقرير، ما يُضعف من مصداقية حديث الشركة عن “ضبط المحتوى” و”رفض خطاب الكراهية”.
في وقت تسعى فيه xAI للحصول على تقييم مالي يقدر بـ113 مليار دولار، تبدو هذه الانزلاقات الأخلاقية مؤشرًا خطيرًا على إهمال الجوانب الإنسانية والحقوقية في تصميم أدوات الذكاء الاصطناعي، فبدلًا من تعزيز الشمول، يفتح “جروك” المجال أمام إعادة إنتاج التمييز، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول جاهزية هذه التقنيات للاندماج في حياة بشرية قائمة على الكرامة والمساواة.