أصدرت جامعة سوهاج، بجنوب مصر، قرارًا بتنفيذ تعيين الطالب يوسف خلف فتح الباب أحمد، الأول على قسم التاريخ بكلية الآداب، معيدًا رسميًا ضمن القرار رقم 1572 الصادر في 13 أغسطس 2025، وذلك بعد استبعاده سابقًا من التعيين بدعوى “عدم اللياقة الطبية” نتيجة إصابته بمرض المهق، وضعف شديد في البصر.
جاء تنفيذ القرار بعد موجة من التضامن على مواقع التواصل الاجتماعي مع الطالب، بعد ساعات من نشر قصة استبعاده من التعيين عبر منصة “جسور” ومواقع إخبارية أخرى، وهو ما دفع وزارة التعليم العالي إلى التحرك السريع لإنهاء الأزمة.

وأكد الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، أن الطالب يوسف تسلّم عمله رسميًا معيدًا بكلية الآداب، عقب الانتهاء من جميع الفحوصات الطبية المطلوبة.
النعماني استقبل يوسف خلف في مكتبه اليوم الأربعاء، مهنئًا إياه ومشيدًا بإصراره وكفاءته العلمية، ومؤكدًا دعم الجامعة الكامل له خلال مسيرته الأكاديمية.
وقال النعماني إن ضعف البصر لم يكن يومًا عائقًا أمام تفوق الطالب، مشيرًا إلى أن يوسف يُعد نموذجًا مشرفًا للإرادة والطموح، ومؤكدًا أن قسم الرمد بمستشفى الجامعة سيتولى متابعة حالته الصحية وتقديم الرعاية الطبية اللازمة له.

وأوضح رئيس الجامعة أن القرار شمل 20 معيدًا آخرين تم اختيارهم وفقًا للترتيب الأكاديمي، لكن حالة يوسف أثارت اهتمامًا خاصًا نظرًا لما واجهه من عوائق طبية وإدارية كادت تحرمه من حقه الطبيعي.
من جانبه، أعرب الطالب يوسف عن شكره وتقديره لرئيس الجامعة ووزارتي التعليم العالي والصحة، مؤكدًا أن الدعم الذي تلقاه أعاد إليه الأمل، ووعد ببذل أقصى جهده للنجاح في مسيرته الأكاديمية وتحقيق حلمه وحلم والديه.

وأوضحت وزارة التعليم العالي، في بيان رسمي، أن الوزير الدكتور أيمن عاشور تواصل بنفسه مع الطالب يوسف ووجّه بسرعة إنهاء إجراءات تعيينه، كما تواصل مع وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار لتيسير الفحوصات اللازمة ومتابعة حالته الصحية.
وكان تقرير طبي سابق قد أوصى بعدم تعيين يوسف بدعوى “عدم اللياقة الطبية”، وهو ما أثار جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبره كثيرون مثالًا صارخًا للبيروقراطية التي تواجه مرضى المهق، والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام.
قصة يوسف تحولت من استبعاد غير مبرر إلى انتصار للحق، وأصبحت رمزًا للأمل في أن لا يُقصى المتفوقون بسبب إعاقتهم.
وقد مثّل تعيينه رسميًا اليوم خطوة مهمة نحو تأكيد أن الإعاقة لا تعني عدم الكفاءة، وأن التمكين يبدأ بإزالة الحواجز، وترسيخ فكرة العدالة والمساواة.