Skip to content

بطلة مصر في ألعاب القوى آلاء عصام.. أول ميدالية جمهورية هى الأقرب لقلبي

بطلة مصر في ألعاب القوى آلاء عصام.. أول ميدالية جمهورية هى الأقرب لقلبي

جسور- مصر- شيماء اليوسف

داخل قرية “كوم الزهير” الهادئة بمحافظة المنيا، خرج صوتٌ ناعم يحمل في نبراته صلابة الجبال. آلاء عصام عبدالرحمن، طالبة بكلية الحقوق، لم تكن مجرد فتاة عادية من ذوي الهمم، بل كانت شرارة نور تتحدى ظلام الألم، وتكتب يوميًا قصة انتصارها عندما ظنه البعض نهاية.

لم تعرف آلاء عصام، اللهو المعتاد منذ طفولتها، بل عرفت أنين المستشفيات، ووخز الإبر، وأنفاس الأمل المتقطعة بين جلسات علاج طويلة. لكنها لم تُهزم. ولم تتراجع، واستكملت رحلتها حتى صنعت من الوجع جناحين، لتحلق إلى أحلامها وتمسك بها أيمنا تقع وبدأت رحلتها نحو الحلم بخطى ثابتة لا تعرف الانكسار

منذ أن دبت قدميها في حرم جامعة المنيا العريقة، وقف رئيس الجامعة ومحافظ المنيا ليكرّما هذا الوجه الصغير الذي يحمل روحًا عظيمة، تقديرًا لتفوقها وإصرارها اللافت على النجاح والمشاركة. وفي ميادين الرياضة، ارتفعت رايتها المشرفة كبطلة جمهورية في ألعاب القوى، تثبت أن الجسد قد يتعب، لكن الروح حين تؤمن… تنتصر.

في حديث خاص لمجلة جسور، فتحت بطلة مصر في ألعاب القوى، آلاء عصام عبدالرحمن، قلبها لتحكي كيف قادتها “صدفة عابرة” إلى أن تصبح اسماً لامعاً في سماء الرياضة، وواحدة من أبرز النماذج الملهمة بين أبطال ذوي الهمم.

“كنت بدوّر على حاجة تثبت لنفسي قبل أي حد إنّي أقدر، وفعلاً… الصدفة فتحت لي أجمل باب في حياتي”، بهذه الكلمات بدأت آلاء روايتها عن نقطة التحول التي غيّرت مسار حياتها. لقاء عابر بصحفية دلّها على أحد الأندية، وهناك بدأت رحلتها مع ألعاب القوى؛ رياضة وصفتها بـ”التحدي الحقيقي”.

ورغم الصعوبات، وجدت آلاء دعماً غير مشروط من والديها، خاصة والدتها التي لم تتخلّ عنها لحظة. كما آمنت بها مدربتها التي رأت فيها بطلة حتى قبل أن تصعد أول منصة تتويج.

لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود. واجهت آلاء الكثير من النظرات السلبية والتعليقات المثبطة، لا سيما من بعض من لا يرون في فتاة صعيدية قصيرة القامة مرشحة لأي إنجاز رياضي. “كانوا بيقولوا مش هتقدري، وأنا كنت بردّ بالفعل، مش بالكلام… حوّلت كل نظرة شك إلى طاقة، وكل كلمة إحباط إلى خطوة جديدة لقدّام”.

تتحدث آلاء، عن أقرب الإنجازات إلى قلبها، قائلة: “أول ميدالية جمهورية”. لم تكن الأغلى من حيث القيمة المادية، لكنها كانت الأغلى من حيث المعنى. “كانت البداية… فيها تعب وخوف ودموع… لكنها لحظة علّمتني إن مفيش حاجة مستحيلة، وإن كل تعب لازم يجيب نتيجة”.

ورغم التحديات، تحافظ آلاء على روتين يومي صارم يجمع بين الدراسة والتدريب، مدفوعة بحلم لا يعرف السكون. “كل يوم ببدأه بتذكير نفسي بالهدف… التدريب جزء من كياني. والتوفيق بينه وبين الدراسة مش سهل، لكنه ضروري، لأن كل خطوة منهم بتكملني”.

وتختم بطلة ألعاب القوى رسالتها بنداء صريح: “إحنا مش بنطلب تمييز، إحنا بنطلب مساواة… عدل حقيقي يدعم أبطالنا من ذوي الهمم، لأننا نستحق”.

المقالة السابقة
جمعية “سندهم” السعودية تفتح باب التسجيل ببرامج التأهيل لذوي الإعاقة