بعد تعيينه في مجلس الشيوخ.. من هو القبطان ولاء حافظ صوت الإرادة المصرية؟

بعد تعيينه في مجلس الشيوخ.. من هو القبطان ولاء حافظ صوت الإرادة المصرية؟

المحرر: محمود الغول - مصر
القبطان ولاء حافظ أثناء تسلم بطاقة مجلس الشيوخ

تعرف على قصة القبطان ولاء حافظ، ضابط القوات البحرية الذي أصيب بشلل رباعي، ثم حطم رقما قياسيا عالميا في الغوص، وتوج بتعيينه عضوا في مجلس الشيوخ المصري ليكون صوت ذوي الإعاقة التشريعي.

يمثل تعيين القبطان ولاء حافظ في مجلس الشيوخ بداية لفصل جديد في خدمة الشأن العام، ففي يوم الأحد 12 أكتوبر 2025، صدر القرار الجمهوري رقم 575 لسنة 2025، بتعيين القبطان ولاء حافظ عضوا في مجلس الشيوخ المصري للفصل التشريعي الثاني، وهو ليس تكريما شخصيا إنما بيان سياسي واضح، حيث جاء تقديرا لدوره الإنساني والوطني، وإصراره على تجاوز التحديات وتحويل الإعاقة إلى طاقة إيجابية تخدم المجتمع.

ويعكس هذا الاختيار توجها استراتيجيا للدولة يتماشى مع سياستها الأوسع لتمكين ودمج «ذوي الإعاقة»، محولة إياه من رمز للإلهام إلى فاعل رسمي في الدولة، ففور صدور القرار تعهد النائب حافظ بتكريس جهوده لخدمة الوطن، وخاصة «الفئات الأكثر احتياجا، وعلى رأسهم ذوو الهمم»، مؤكدا أن هدفه هو «تعديل وسن قوانين جديدة تضمن راحة ذوي الهمم وتوفر لهم فرص حياة كريمة».

القبطان ولاء حافظ يدخل موسوعة جينيس لتحقيقه أطول غوصة تحت الماء
القبطان ولاء حافظ يدخل موسوعة جينيس لتحقيقه أطول غوصة تحت الماء

سنوات ما قبل المحنة
لفهم عمق إرادة القبطان حافظ لا بد من العودة إلى السنوات التي شكلت شخصيته، حيث تم صقل انضباطه وقدرته الاستثنائية على التحمل الجسدي والنفسي.

بدأت مسيرة ولاء حافظ المهنية في بيئة تتطلب أقصى درجات القوة والتحمل، وهي «لواء الوحدات الخاصة البحرية» المصرية، الذي يصفه بأنه «بيته الثاني» الذي تعلم فيه قيم «الصبر والتحدي» الأساسية، وبعد خدمته العسكرية انتقل إلى أدوار مدنية لا تقل أهمية، أبرزها عمله كمرشد بحري في هيئة قناة السويس، إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية والاستراتيجية في مصر.

الأهم من ذلك أنه قبل الحادث الذي غير مسار حياته، كان رياضيا من طراز فريد، ففي عام 2015، حقق أول إنجاز عالمي له بتسجيل رقم قياسي في موسوعة جينيس لأطول غطسة في المياه المفتوحة، حيث مكث تحت الماء لمدة 51 ساعة و24 دقيقة و13 ثانية، وهذا الإنجاز يثبت قدراته الخارقة كشخص سليم، مما يضفي بعدا أكثر إعجازا على إنجازاته اللاحقة.

طالع: مصاب بالشلل.. ضابط مصري سابق يسجل رقما قياسيا في الغوص تحت الماء

ولاء حافظ في مواجهة الشلل الرباعي
في عام 2016 تعرض القبطان حافظ لحادث سير مروع أدى إلى إصابات كارثية، وكان التشخيص النهائي هو الشلل الرباعي الدائم، حيث كانت الأضرار الجسدية بالغة وشملت كسرا في النخاع الشوكي، واستئصال إحدى الكليتين والطحال، وانخفاض قدرة الرئة إلى 30% فقط من طاقتها.

كانت الفترة التي تلت الحادث صراعا نفسيا وجسديا هائلا، لكنه رفض بشكل قاطع أن تكون الإصابة «نهاية طريقه»، وقرر أن يجعل منها «نقطة انطلاق نحو المجد»، ولقد تحول من «رجل على كرسي متحرك» إلى «روح شامخة» و«رمز للإرادة».

وامتدت رحلته للتغلب على الحواجز المادية لتخطي «الألم النفسي والانكسار الذاتي والنظرات المشفقة والحواجز الاجتماعية» وقد اختار الغوص، وهو النشاط الذي يتطلب تحكما فائقا، كساحة جديدة لتحدي هذا الضعف، مرسلا رسالة مفادها أن «أكبر نقاط ضعفي هي مصدر قوتي الجديدة الأعظم».

تحدي المستحيل في الأعماق
في أغسطس 2025 خاض القبطان حافظ تحديه الأكثر جرأة على الإطلاق في حمام السباحة الدولي بهيئة قناة السويس في الإسماعيلية ونجح في تسجيل رقم قياسي جديد في موسوعة جينيس لأطول غطسة متواصلة لشخص مصاب بشلل رباعي، حيث بقي تحت الماء لمدة 6 ساعات و4 دقائق و45 ثانية.

وفي هذا الإنجاز كان يعتمد كليا على فريق دعم متكامل مكون من 30 غواصا بالتناوب، لإدارة معداته وتغذيته وتواصله، حيث لم يكن قادرا على استخدام يديه، وتضمن الحدث إشرافا طبيا معقدا من قبل خبراء، مما يجعله نموذجا جديدا للنجاح القائم على «الإنجاز المترابط»، والأنشطة التي مارسها تحت الماء، مثل تناول الطعام والصلاة، كانت أفعالا رمزية تهدف إلى إيصال رسالة بأن الحياة الطبيعية والإيمان يستمران حتى في ظل أقسى الظروف.

هو رئيس جمعية «ساند» للتنمية المجتمعية، ونائب رئيس اللجنة العليا للأشخاص ذوي الإعاقة باتحاد المستثمرات العرب

صوت من لا صوت لهم
يشغل القبطان حافظ عدة مناصب قيادية تشكل العمود الفقري لعمله في مجال المناصرة فهو رئيس جمعية «ساند» للتنمية المجتمعية، ونائب رئيس اللجنة العليا للأشخاص ذوي الإعاقة باتحاد المستثمرات العرب، وأمين أمانة متحدي الإعاقة في حزب حماة الوطن، وهذا التاريخ يمثل منظومة متكاملة ومتعددة الأذرع للدفاع عن قضاياه، ويعد مشروع «أنا إنسان» هو أبرز مبادراته، وهو برنامج دعم شامل يهدف إلى توفير التدريب وفرص العمل، وتوزيع المستلزمات الأساسية، وتوفير الأجهزة التعويضية مثل الأطراف الصناعية، وتعزيز الشعور بالمساواة والدمج المجتمعي.

ويمكن القول إن تعيينه في مجلس الشيوخ يضمن أن صوت هذا المجتمع سوف يسمع وسيصبح جزءا لا يتجزأ من عملية صنع القانون. هدفه الأساسي هو الدفاع عن حقوق ذوي الهمم، مؤكدا أن برنامجه ليس نظريا، بل ولد من رحم «معاناته» وتحدياته اليومية.

المقالة السابقة
معلم هندي يفتح نوافذ النور لفتاتين كفيفتين
المقالة التالية
معجزة في غرفة عمليات: طبيب مصري ينقذ بصر رضيع عمره يوم واحد

وسوم

أمثال الحويلة (481) إعلان عمان برلين (562) اتفاقية الإعاقة (718) الإعاقة (160) الاستدامة (1216) التحالف الدولي للإعاقة (1188) التشريعات الوطنية (960) التعاون العربي (630) التعليم (97) التعليم الدامج (69) التمكين الاقتصادي (103) التنمية الاجتماعية (1207) التنمية المستدامة. (101) التوظيف (75) التوظيف الدامج (930) الدامج (68) الدمج الاجتماعي (740) الدمج المجتمعي (180) الذكاء الاصطناعي (98) العدالة الاجتماعية (84) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (614) الكويت (107) المجتمع المدني (1183) الولايات المتحدة (71) تكافؤ الفرص (1177) تمكين (101) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (620) حقوق الإنسان (89) حقوق ذوي الإعاقة (105) دليل الكويت للإعاقة 2025 (463) ذوو الإعاقة (175) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1131) ذوي الإعاقة (597) ذوي الهمم (66) ريادة الأعمال (495) سياسات الدمج (1161) شركاء لتوظيفهم (484) قمة الدوحة 2025 (748) كود البناء (548) لغة الإشارة (81) مؤتمر الأمم المتحدة (441) مجتمع شامل (1172) مدرب لغة الإشارة (741) مصر (130) منظمة الصحة العالمية (766)