بمشاركة كويتية.. الدوحة تستضيف القمة العالمية للصحة النفسية

بمشاركة كويتية.. الدوحة تستضيف القمة العالمية للصحة النفسية

المحرر: عبد الصبور بدر - قطر

اختتمت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، تحت شعار «النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية» والتي شارك فيها من دولة الكويت وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتور المنذر الحساوي، إلى جانب عدد من وزراء الصحة من مختلف دول العالم.

و شهدت الفعاليات على مدى يومين مشاركة ممثلي منظمات دولية وإقليمية معنية بالصحة النفسية، إلى جانب حضور نخبة من الخبراء والمختصين العالميين في هذا المجال.

وأكد وزير الصحة العامة القطري السيد منصور آل محمود خلال الجلسة الختامية على أن مداولات القمة أثبتت التزاماً مشتركاً لتحسين الصحة النفسية على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.

وأضاف بأن مخرجات القمة والأولويات الرئيسية التي تم تحديدها ستسهم في تعزيز الاستثمار في الصحة النفسية والابتكار وتبني الحلول الرقمية، مع التركيز على مبادئ الإنصاف والشمولية والتعاون وتبادل المعرفة، مما يساهم في معالجة التحديات العالمية الكبيرة في مجال الصحة النفسية والعمل على تحقيق تحسين مستدام في الخدمات للجميع.

وأقرت القمة الوزارية عدداً من الأولويات المصممة لتقديم الدعم للحكومات من أجل ترججة التزاماتها إلى خطط عمل وطنية ملموسة، وذلك في سياق موضوعها الرئيسي الرامي إلى النهوض بالرعاية. وشملت أعمال القمة عقد جلسات وورش عمل استعرض فيها وزراء الصحة وقادة المنظمات الدولية والخبراء سبل النهوض برعاية الصحة النفسية.

وفي ختام أعمال القمة، تم الإعلان عن أن جمهورية رواندا ستتولى شرف استضافة الدورة القادمة من القمة العالمية في العام المقبل. وتستهدف القمة معالجة الصحة النفسية كجزء أساسي من الصحة العامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، تماشياً مع قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الصحة النفسية وحقوق الإنسان واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

شكلت القمة العالمية الوزارية للصحة النفسية محطة دولية بارزة في مجال الصحة النفسية، حيث جمعت تحت مظلتها وزراء الصحة وقادة الفكر والخبراء العالميين من مختلف أنحاء العالم. مثلت هذه القمم منصات حيوية لتعزيز التعاون الدولي وتبادل أفضل الممارسات وتطوير حلول مبتكرة هدفَت إلى تحسين أنظمة رعاية الصحة النفسية .

وجاءت القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، التي استضافتها حكومة قطر في مدينة الدوحة خلال الفترة من ٣٠ سبتمبر إلى ١ أكتوبر ٢٠٢٥، لحظة تاريخية، وتمثلت أهمية هذه الدورة في كونها المرة الأولى التي استضافت فيها منطقة الشرق الأوسط هذا الحدث الدولي الرفيع المستوى. وحملت القمة شعاراً طموحاً هو “النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية”، مما عكس التوجهات الحديثة في قطاع الرعاية الصحية النفسية.

السياق التاريخي وبناء الزخم العالمي

لم تأتِ قمة الدوحة منعزلة عن سياقها التاريخي، بل بنت على الزخم والإنجازات التي حققتها القمم الوزارية السابقة التي عُقدت في عواصم عالمية مختلفة. فقد انطلقت المسيرة من لندن عام ٢٠١٨، ثم انتقلت إلى أمستردام ٢٠١٩، فباريس ٢٠٢١، وروما ٢٠٢٢، وبوينس آيرس ٢٠٢٣. وأكدت هذه القمم مجتمعة على الحاجة الماسة لإدماج الصحة النفسية في صميم السياسات العامة، وسلطت الضوء على أهمية التزام عالمي حقيقي بهذا الملف الحيوي.

الرؤية والأهداف الاستراتيجية للقمة

استندت الرؤية الاستراتيجية للقمة إلى التزام عالمي حقيقي بمجال الصحة النفسية، تماشى مع المبادرات الدولية الكبرى مثل خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠، وخطة عمل منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية ٢٠١٣-٢٠٣٠. وتَمثل الهدف الجوهري لهذه اللقاءات في تعزيز التعاون الدولي ووضع حلول مبتكرة لتحسين الأنظمة الصحية، مع التأكيد على معالجة الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

شعار القمة ومحاور النهوض بالصحة النفسية

اكتسب شعار القمة “النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية” أهمية استثنائية في عالمنا سريع التغير. حيث تناول التحديات والفرص الناشئة في قطاع الرعاية الصحية النفسية من خلال ثلاثة محاور رئيسية:

الاستثمار: حيث ركزت القمة على ضرورة زيادة الاستثمار في البنية التحتية للصحة النفسية وتبني الحلول الرقمية والابتكار لتعزيز إتاحة الخدمات وجودتها.

الابتكار: من خلال تشجيع الابتكار في آليات تقديم الخدمات وتمويلها، بهدف تلبية الاحتياجات المتنوعة للفئات السكانية الضعيفة بشكل خاص.

الحلول الرقمية: بالاستفادة من التقنيات الرقمية التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، لتحسين الوصول إلى الخدمات ورفع جودتها ومكافحة الوصمة الاجتماعية.

المحاور الرئيسية.. الابتكار والرقمنة والتمويل

ضمن هذا الإطار العام، بحثت القمة عدة مجالات حيوية شملت الابتكارات في تقديم الخدمات الصحية النفسية وتمويلها، مع نظرة خاصة لاحتياجات الفئات الضعيفة. وناقشت رقمنة الخدمات والأنظمة الصحية، من خلال تنفيذ حلول رقمية عملت على تبسيط العمليات وزيادة كفاءة النظام الصحي ككل. وذلك عبر دمج السجلات الصحية الإلكترونية ومنصات الرعاية عن بُعد لضمان استمرارية رعاية المريض وإتاحة الخدمة له أينما كان.

التركيز على الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي

تطرق النقاش في القمة إلى استخدام خدمات الصحة النفسية عن بُعد والتقنيات القائمة على الإنترنت لتعزيز القدرات التقديمية وتخطي الحواجز الجغرافية. واستكشفت القمة الإمكانات الواعدة للذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوضاع النفسية وتشخيصها وعلاجها، دون إغفال مناقشة الجوانب الأخلاقية ومخاوف الخصوصية والأمان التي تترتب على هذه التطبيقات المتقدمة.

المشاركون وهيكلية برنامج القمة

شارك في هذا المحفل الدولي ٦٤ متحدثاً محلياً ودولياً، إلى جانب حضور واسع من وزراء الصحة وخبراء متخصصين وممثلي منظمات دولية معنية بالصحة النفسية. تضمن برنامج القمة الممتد على يومين عقد جلسات عامة وجلسات فرعية، صُممت لتوفير منصات متنوعة للنقاش وتبادل الآراء والتعاون البناء. وشهدت القمة انعقاد اجتماع طاولة مستديرة رفيع المستوى جمع بين القادة وصناع السياسات لمناقشة القضايا العاجلة للصحة النفسية.

المخرجات المتحققة وأثر القمة العالمي

حققت القمة جملة من المخرجات المهمة، تمثل أبرزها في تحديد وتوضيح الأساليب والتدخلات المبتكرة التي من شأنها تسريع وتيرة الوصول إلى خدمات الصحة النفسية. وسهلت تبادل أفضل الممارسات وقصص النجاح عبر مختلف المناطق والسياقات، وناقشت الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ لتحسين نماذج الصحة النفسية المجتمعية. وتمكنت القمة من إعداد قرار عالمي بشأن الصحة النفسية لتعزيز الممارسات الفضلى على مستوى العالم، وعززت الاستثمار في البحث والابتكار في هذا المجال.

نحو مستقبل أفضل للصحة النفسية

مثلت القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية في دولة قطر فرصة تاريخية وفريدة لمواجهة التحديات المترابطة والمتصلة بالصحة النفسية في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع. ومن خلال تركيزها الثلاثي على الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية، مهدت الطريق نحو إحداث تغييرات جذرية في مشهد الرعاية الصحية النفسية العالمية، وسعت نحو ضمان أن تكون هذه الخدمات فعالة وشاملة ومتاحة للجميع في كل مكان دون استثناء.

المقالة السابقة
الكويت.. الإدارة العامة للتدريب بوزارة الداخلية تختتم دورة أساسيات لغة الإشارة
المقالة التالية
رحلة بلا أمل.. حكاية مصري يحمل نجله المصاب بالشلل في المترو

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (460) اتفاقية الإعاقة (608) الإعاقة (142) الاستدامة (1099) التحالف الدولي للإعاقة (1072) التشريعات الوطنية (844) التعاون العربي (514) التعليم (83) التعليم الدامج (65) التمكين الاقتصادي (90) التنمية الاجتماعية (1094) التنمية المستدامة. (84) التوظيف (64) التوظيف الدامج (827) الدامج (56) الدمج الاجتماعي (637) الدمج المجتمعي (163) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (73) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (508) الكويت (86) المجتمع المدني (1076) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1069) تمكين (87) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (527) حقوق الإنسان (76) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (373) ذوو الإعاقة (156) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1037) ذوي الإعاقة (528) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (396) سياسات الدمج (1057) شركاء لتوظيفهم (386) قمة الدوحة 2025 (649) كود البناء (449) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (342) مجتمع شامل (1064) مدرب لغة الإشارة (640) مصر (84) منظمة الصحة العالمية (663)