رغم أن أصوات القصف خمدت، إلا أن معانا الأطفال في غزة ما زالت تعيش في تفاصيل الحياة، في الأجساد الهزيلة، وفي عيون الأطفال التي فقدت بريقها.
وبين أنقاض الأمل ترقد الطفلة بيان صقر، ابنة العشرة أعوام، كظلّ لطفلة كانت يومًا مليئة بالحياة. جسدها النحيل بات أشبه بهيكل عظمي، تتشبث أنفاسها بالحياة بصعوبة، فيما يعجز الأطباء عن تقديم أكثر من المواساة، لتستمر معاناة الأطفال في غزة.

وتجسد معاناة الأطفال في غزة، الطفلة بينان بوصفها واحدة من أقسى صور المعاناة الإنسانية في غزة،بعدما أنهكها سوء التغذية الحاد وحساسية القمح والإسهال المزمن، ما تسبب لها في قئ متواصل وتساقط شعر وهزال شديد وارتفاع متكرر في الحرارة، حتى فقدت شهيتها تمامًا وعجزت عن الحركة.
حالتها تتدهور يومًا بعد يوم في ظل تأخر سفرها للعلاج
فقدت بيان من وزنها نحو عشر كيلوجرامًا،و تتدهور حالتها يومًا بعد يوم في ظل تأخر سفرها للعلاج، بينما يقف الأطباء عاجزين أمام واقع صحي يفتقر إلى الأدوية والمستلزمات الضرورية، وهو ما يؤكد معاناة الأطفال في غزة.
بيان تفقد حياتها ببطء، وجسدها المنهك لم يعد يقوى على الصمود،وبحاجة إلى إجلاء عاجل قبل أن تنطفئ كما انطفأت أحلام كثيرة في غزة.

تقول والدتها لـ«جسور»: «بيان كانت بنت مليانة طاقة وضحك، كانت تحب ترسم وتغني، لكن اليوم ما بتقدر حتى تحكي، صارت تبكي بس، ودموعها ما بتوقف».
تتوقف الأم لحظة، ثم تتابع بصوت مبحوح: «بدأت حالة بيان من سوء تغذية، ومعها حساسية قمح ما عرفنا عنها إلا بعد ما تدهورت صحتها. صار عندها إسهال مزمن، واستفراغ متواصل، وجسمها ضعف كتير. كانت تزن 25 كيلو، واليوم وزنها ما بيتجاوز 15».
تضيف الأم بحرقة: «ما في دواء، ولا تغذية خاصة، ولا حليب يناسب حالتها،الأطباء بيحاولوا بس الإمكانيات محدودة، بيحكولي لازم نسافر للعلاج، بس كيف، المعابر مقفلة والظروف صعبة لتستمر معاناة الأطفال في غزة.
وتتابع:«بيان ما بقت تحكي، بس بتبصلي بعيون كلها قهر وخوف. صارت شبه منغلقة، ما بتتفاعل مع حدا، حتى إخوتها ما بتقعد معهم. بيحكولي إنها صارت شبه متوحدة من كتر الضغط والتعب النفسي والجسدي».
تتنهد الأم وهي تحاول حبس دموعها: «كل يوم بحس إنها عم تفقد جزء من حياتها،بيان بحاجة لإجلاء عاجل، قبل ما نفقدها زي ما فقدنا كتير من الأحلام بهالبلد».
أمراض يمكن علاجها بسهولة لكنها في غزة تهديد مباشر للحياة
في غزة، لا تنتهي الحروب بانتهاء القصف، فالمأساة مستمرة في أجساد الأطفال الذين يواجهون الجوع والمرض بصمت، ينتظرون فرصة للحياة وسط عالمٍ يغضّ الطرف عن وجعهم.
منذ اندلاع الحرب في غزة، تحوّلت حياة الأطفال إلى سباق يومي مع الجوع والخوف والمرض. فالغارات المتواصلة أدت إلى تدمير المنازل والمدارس والمستشفيات، ودفعت آلاف العائلات إلى النزوح القسري نحو مناطق مكتظة لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة.
ومع انهيار النظام الصحي ونقص الأدوية والغذاء والمياه الصالحة للشرب، أصبح الأطفال الفئة الأكثر تضررًا، يعانون من أمراض يمكن علاجها بسهولة في الظروف الطبيعية، لكنها في غزة تتحول إلى تهديد مباشر للحياة.

حيث تسبّبت الحرب في ارتفاع كبير بحالات سوء التغذية لتستمر معاناة الأطفال في غزة، إلى جانب انتشار الأمراض المرتبطة بانعدام النظافة والمياه الملوثة، مثل الإسهال المزمن والالتهابات الشديدة. وفي ظل غياب الرعاية الطبية المتخصصة وتعطّل برامج التغذية العلاجية، يجد آلاف الأطفال أنفسهم في مواجهة الموت البطيء بلا دواء ولا علاج.
كما خلّفت الحرب آثارًا نفسية قاسية على الصغار فسنوات من الخوف المتواصل وفقدان الأحبة والعيش تحت القصف حفرت في أرواحهم ندوبًا عميقة، لتظهر بينهم أعراض الصدمة والانعزال واضطرابات النوم والتوتر الحاد.

ورغم أن أصوات المدافع قد تخفت أحيانًا، إلا أن مأساة أطفال غزة لا تهدأ،فالحرب لم تدمّر المباني فقط، بل امتدت لتفتك بطفولة كاملة تُحرم يومًا بعد يوم من حقها في الحياة والأمان والشفاء، فمن ينهي معاناة الأطفال في غزة.
يذكر أن الزميل عمرو طبش كان أول من نشر عبر صفحته الشخصية بموقع فيسبوك عن حالة بيان.


.png)


















































