نظمت جمعية بيت أمر لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة يومًا ترفيهيًا شاملاً في بلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل، وذلك بهدف دمج الأطفال ذوي الإعاقة وعائلاتهم في فعاليات ترفيهية.
وشهد اليوم مشاركة ما يقارب 700 طفل، استمتعوا بمجموعة متنوعة من الفقرات التي شملت الرسم على الوجوه باستخدام الألوان الزاهية، بالإضافة إلى فقرات اللعب والرسم الحر والألعاب التفاعلية المتنوعة التي لاقت إعجاب الحضور.

وأكدت مديرة الجمعية سوسن زعاقيق أن هذا النشاط يأتي في إطار استمرارية الجمعية في تنفيذ برامجها الهادفة إلى خدمة ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة، معربة عن حرص الجمعية على تعزيز مثل هذه المبادرات التي تسهم في إدخال البهجة إلى قلوبهم.
وأضافت زعاقيق أن الظروف الصعبة والتحديات التي يمر بها شعبنا في المنطقة تستدعي تكثيف الجهود نحو تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهذه الفئة، والعمل بشكل متواصل على توفير مساحات للتفريغ النفسي والإيجابي لهم، مما ينعكس إيجابًا على حالتهم النفسية ويساعد في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على الاندماج في المجتمع.

تُعد قضية ذوي الإعاقة في الضفة الغربية بفلسطين من القضايا الإنسانية والاجتماعية العميقة، التي تتأثر بشكل مباشر بالظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان تحت الاحتلال الإسرائيلي.
يعاني ذوو الإعاقة من نقص حاد في الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية المتخصصة، والوصول إلى التعليم الشامل، وفرص العمل المناسبة، بالإضافة إلى التحديات اليومية المرتبطة بالتنقل بسبب القيود المفروضة على الحركة والبنية التحتية غير المهيأة بالشكل الكافي. كما أن الحصار المستمر والصراعات المتكررة تساهم في زيادة أعداد المصابين بإعاقات جسدية ونفسية، مما يضاعف من حجم المشكلة ويجعلها أكثر تعقيدًا.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها المؤسسات المحلية والدولية لتحسين أوضاع هذه الفئة، إلا أن التحديات تبقى كبيرة بسبب شح الموارد والتمويل، وعدم وجود سياسات شاملة ومستدامة تدعم حقوق ذوي الإعاقة بشكل فعّال. وتلعب الجمعيات الأهلية، مثل جمعية بيت أمر في الخليل، دورًا محوريًا في سد جزء من هذه الفجوة من خلال تقديم برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وأنشطة الدمج المجتمعي، والتي تسعى إلى تخفيف العبء عن كاهل الأسر وتعزيز قدرة ذوي الإعاقة على المشاركة في الحياة العامة. ومع ذلك، تبقى الحاجة ماسة إلى تدخل أكبر على مستوى السياسات الوطنية والدعم الدولي لضمان حياة كريمة لهذه الفئة التي تستحق الاهتمام والرعاية في ظروف أكثر استقرارًا وإنصافًا.