أوصى فريق عمل حكومي بريطاني بضرورة فرض تدريب إلزامي على جميع موظفي شركات الطيران والمطارات في المملكة المتحدة عن الوعي بالإعاقة وإمكانية الوصول، وذلك بعد تصاعد الشكاوى من سوء معاملة المسافرين ذوي الإعاقة وتكرار الحوادث المؤسفة التي يتعرضون لها أثناء السفر.
التحقيق الذي قادته البارونة تاني جراي-تومبسون البطلة البارالمبية السابقة وعضو مجلس اللوردات، وصف تجربة الطيران بالنسبة لذوي الإعاقة بأنها “فوضوية غير متسقة وأحيانًا كارثية” مشيرًا إلى غياب الإجراءات الموحدة والوعي الكافي بين طواقم الطيران والأمن الأرضي.
حوادث متكررة تثير القلق
ذكر التقرير عدد من الحوادث المؤلمة من بينها ما رواه الصحفي في هيئة الإذاعة البريطانية فرانك جاردنرالذي اضطر إلى “الزحف إلى دورة المياه” فى إحدى الرحلات بعد أن تُرك دون دعم. كما أُجبر على البقاء داخل الطائرة بعد هبوطها أربع مرات على الأقل.
وفي حادثة أخرى عام 2022 توفي رجل مسنّ كان بحاجة إلى مساعدة بعد سقوطه من سلم كهربائي في مطار جاتويك.

ثغرات خطيرة في الخدمات الأمنية
حذر التقرير من وجود “فجوة واضحة” في تدريب موظفي الأمن على التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة ومعداتهم. مشددًا على ضرورة أن يدرك الموظفون أهمية الأجهزة المساعدة والتنقلية وتأثير أي تلف فيها على حياة المسافرين.
قضايا الإقصاء والمعاملة غير اللائقة
أشار التقرير أيضا إلى ضعف الوعي بالإعاقات غير المرئية كالإعاقات الذهنية أو الحسية، مما يتسبب في مواقف مهينة وإقصاء غير مقصود. وأبلغ العديد من المسافرين عن تعرضهم لمعاملة سيئة من موظفي التفتيش الأمني، الذين يشكّلون “مصدر قلق رئيسي” حسب وصف التقرير.
ارتباك في السياسات والإجراءات
كشف فريق العمل عن انتشار واسع للارتباك بين المسافرين بسبب غياب سياسة واضحة في ما يخص المقاعد المخصصة وحق اصطحاب مرافق أو كلب المساعدة، أو السفر بالأدوية والأكسجين. كما لفت إلى مشاكل متكررة في نقل الكراسي المتحركة التي تُخزَّن غالبًا في عنبر الشحن وتتعرض للتلف أو تؤدي إلى رفض صعود الراكب بحجة مخاطر بطاريات الليثيوم.
تزايد في الطلب على خدمات المساعدة
أظهرت بيانات هيئة الطيران المدني البريطانية أن نحو 5.5 مليون مسافر طلبوا المساعدة في مطارات المملكة المتحدة عام 2024 أي ما يعادل 1.9% من إجمالي المسافرين. وهي زيادة بنسبة 40% عن مستويات ما قبل الجائحة وتضاعف مقارنة بعام 2010.
ورغم أن التقرير قدّم 19 توصية رئيسية لتحسين التجربة منها تعزيز الإجراءات الموحدة وتبسيط آليات تقديم الشكاوى. إلا أن جراي-تومبسون أوضحت أن القدرة على فرض هذه التوصيات تبقى محدودة بسبب الطبيعة الدولية لقطاع الطيران، وقالت: “بعض الحوادث التي يتعرض لها ذوي الإعاقة تحظى بتغطية إعلامية لكن الحقيقة أن الغالبية تمر في صمت”
رحبت وزيرة النقل البريطانية هايدي ألكسندر بنتائج التقرير، مؤكدة: “يجب أن يتمكّن الجميع من السفر بكرامة بما في ذلك ذوي الإعاقة. أرحب بهذا التقرير الذي سيفتح الطريق نحو طيران أكثر شمولًا”
من جانبه قال تيم ألدرسليد الرئيس التنفيذي لشركة إيرلاينز يو كيه:”مع تزايد الطلب على خدمات المساعدة تظل شركات الطيران ملتزمة بإزالة الحواجز وجعل الطيران متاحًا للجميع”.. أما كارن دي المديرة التنفيذية لـ”أيربورتس يو كيه” فأكدت أن: “توصيات التقرير ستسهم في البناء على ما تحقق بالفعل لضمان أن يكون السفر الجوي متاحًا للجميع”.