تدشين العمل بمركز« دنقلا» للأطراف الصناعية في السودان بعد إعادة تأهيله

تدشين العمل بمركز« دنقلا» للأطراف الصناعية في السودان بعد إعادة تأهيله

المحرر: ماهر أبو رماد - السودان
أطراف صناعية في السودان

شهدت مدينة دنقلا تدشين العمل بورشة تصنيع الأطراف الصناعية بمركز دنقلا، بعد إعادة تأهيلها وصيانتها عقب تعرضها لحريق مؤخراً.

جاء ذلك بحضور الأمين العام المكلف لحكومة الولاية الشمالية، حسن آدم، الذي أكد استمرار جهود حكومة الولاية ودعمها للمركز، باعتباره “واحداً من المراكز الحيوية والإنسانية المهمة في تقديم الخدمات لشريحة المعاقين حركياً وتخفيف معاناتهم، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة”.

وتضمن الحدث أيضاً تدشين منظومة الطاقة الشمسية بالمركز، بحضور عدد من أعضاء حكومة الولاية وقيادات تنفيذية وشعبية.

من جانبها، أكدت الأمين العام للأمانة العامة للشؤون الاجتماعية،منال مكاوي إبراهيم، أن المركز يشهد استقراراً وتطوراً ملحوظاً، وأشارت إلى أنه يقدم خدماته للمواطنين، إلى جانب جرحى ومصابي معركة الكرامة. وأشادت بجهود حكومة الولاية وجميع الجهات الداعمة للمركز وبرامجه.

تفقد مقر هيئة الأجهزة التعويضيةعقب تدميره

في السياق، أوضح المدير التنفيذي لمحلية دنقلا، د. مكاوي الخير الوقيع، أن المحلية ستواصل دعمها ورعايتها للمركز، لما يقدمه من خدمات جليلة لشريحة المعاقين من المدنيين والعسكريين.

من جهته، أكد مدير مركز الأطراف الصناعية، عثمان حسن عثمان، جاهزية المركز لاستقبال جميع المواطنين من داخل وخارج الولاية، وأوضح أن عدد الحالات الموجودة في قائمة الانتظار يبلغ 225 حالة، تم إنجاز 70 حالة منها حتى الآن.

معاناة مضاعفة وحاجة ماسة للخدمات

في ظل الحرب المستمرة بالسودان منذ أبريل 2023، يعيش ذوو الإعاقة أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، فقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الصراع أدى إلى تعطّل العديد من مراكز التأهيل وورش تصنيع الأطراف، مع تصاعد عدد الإصابات الجسدية التي تحتاج إلى رعاية وتأهيل طويل الأمد.

ووفقاً لتقارير حديثة، يشكّل ذوو الإعاقة نحو 16% من نازحي السودان داخل البلاد، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويُقدّر عدد الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية مختلفة في السودان ما بين 1.9 و3.8 مليون شخص، بحسب وكالة التعاون السويدية (SIDA)

وتسببت الحرب في خروج معظم مراكز إعادة التأهيل عن الخدمة، كما وثّقت منظمة الصحة العالمية 88 هجوماً على مرافق صحية حتى منتصف 2025، مما ساهم في حرمان آلاف المصابين من الوصول إلى خدمات إعادة التأهيل الأساسية.

وفي غياب الدعم الطبي واللوجستي، يواجه ذوو الإعاقة ما يُعرف بـ”ثلاثية المعاناة” إصابة جسدية، فقدان النفاذ للخدمة، وتدهور الأوضاع المعيشية من مياه وغذاء وتنقّل.

وفي هذا السياق، تكتسب مراكز مثل مركز دنقلا للأطراف الصناعية أهمية إنسانية مضاعفة، باعتبارها متنفساً حيوياً يقدم خدمات نادرة وضرورية لفئة مهمّشة تزداد حاجتها يوماً بعد يوم.

زيارة تفقدية لمقر الهيئة بالخرطوم

في نفس السياق قام الفريق ركن عصام الدين سعيد كوكو، مدير عام الهيئة العامة للأجهزة التعويضية للمعاقين بالسودان، بزيارة تفقدية لمباني الهيئة في الخرطوم، ورافقه خلال الزيارة مدراء الإدارات وعدد من الموظفين المرابطين.

سعيد كوكو يتفقد تلفيات فرع الخرطوم

وجاءت الزيارة للوقوف على حالة مباني الهيئة بعد الدمار الذي لحق بها، كما هدفت إلى تقييم إمكانية تشغيلها في ظل تزايد أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في ولاية الخرطوم.

شملت الفئة المستهدفة الحالات الجديدة والمستفيدين القدامى، خاصة الذين تلفت أطرافهم بعد انقضاء العمر الافتراضي، وتم التركيز على تسهيل إمكانية وصول المستفيدين إلى موقع الخدمة.

كما أشار الوفد إلى أنهم سيقومون بزيارة مركز مدني للتأهيل الحركي، وسيُجرى في المركز تقييم فني وفحص طبي للضحايا المدنيين الذين أصيبوا في الحرب، يأتي ذلك بغرض تركيب الأطراف الصناعية لهم في مركزي كسلا والقضارف.

يُذكر أن صلاح الدين سعيد كوكو يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأجهزة التعويضية للمعاقين.

كما يرأس المفوضية العامة للجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي، وتحت قيادته، ركزت الهيئة على تحسين جودة وكفاءة خدمات تصنيع وصيانة الأطراف الصناعية، وتُعد هذه الخدمات حيوية لشريحة واسعة من ذوي الإعاقة في السودان.

وأطلقت الهيئة برامج لتحديث ورش التصنيع، وسعت التغطية الجغرافية لتشمل ولايات مختلفة، مما ساعد في تقليل قوائم الانتظار التي تضم آلاف الحالات، كما عملت على تحسين وصول الخدمات إلى المناطق النائية التي تعاني من نقص الدعم.

وعزز كوكو التعاون مع منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية، ونجحت الهيئة تحت إدارته في تقديم خدمات لأكثر من 8500 مستفيد خلال السنوات الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، أطلق كوكو حملات توعية لتعزيز حقوق ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع، وشجع تبني سياسات وطنية لدعم ذوي الإعاقة في التعليم والعمل.

ساهم ذلك في رفع مستوى الخدمات وتحسين ظروف حياة آلاف السودانيين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تشير التحديات الراهنة إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب إعادة تشغيل خطوط الإنتاج في الهيئة بشكل عاجل، ذلك يأتي لتلبية الطلب المتزايد على الأجهزة التعويضية، خاصة مع ازدياد أعداد ذوي الإعاقة جراء النزاعات الأخيرة والحوادث المختلفة.

وتسعى الهيئة إلى ضمان استمرارية توفير الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة دون انقطاع، كما تركز على تطوير الكفاءات الفنية وتحديث المعدات لتسريع وتيرة الإنتاج.

وتعتبر إعادة التشغيل خطوة أساسية لتقليل قوائم الانتظار التي وصلت إلى آلاف الحالات، وتسهم هذه الجهود في تخفيف معاناة المستفيدين وتمكينهم من استعادة قدراتهم الحركية.

وتؤكد الهيئة على أهمية الدعم الحكومي والدولي لإنجاح هذه المرحلة الحيوية.

المقالة السابقة
خريجو الإعاقة السمعية في السعودية يكرّمون عثمان آل عثمان تقديرًا لعطائه الإنساني والتعليمي
المقالة التالية
«girls’ society».. حملة كويتية للتوعية بسرطان الثدي عبر تنسيق الزهور

وسوم

أمثال الحويلة (485) إعلان عمان برلين (566) اتفاقية الإعاقة (722) الإعاقة (160) الاستدامة (1220) التحالف الدولي للإعاقة (1192) التشريعات الوطنية (964) التعاون العربي (634) التعليم (97) التعليم الدامج (69) التمكين الاقتصادي (103) التنمية الاجتماعية (1211) التنمية المستدامة. (101) التوظيف (75) التوظيف الدامج (934) الدامج (68) الدمج الاجتماعي (744) الدمج المجتمعي (180) الذكاء الاصطناعي (98) العدالة الاجتماعية (85) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (618) الكويت (107) المجتمع المدني (1187) الولايات المتحدة (71) تكافؤ الفرص (1181) تمكين (102) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (624) حقوق الإنسان (90) حقوق ذوي الإعاقة (105) دليل الكويت للإعاقة 2025 (467) ذوو الإعاقة (176) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1135) ذوي الإعاقة (599) ذوي الهمم (66) ريادة الأعمال (499) سياسات الدمج (1165) شركاء لتوظيفهم (488) قمة الدوحة 2025 (752) كود البناء (552) لغة الإشارة (81) مؤتمر الأمم المتحدة (445) مجتمع شامل (1176) مدرب لغة الإشارة (745) مصر (134) منظمة الصحة العالمية (770)