أثار تسريب غير مقصود لبريد إلكتروني من مكتب خدمات إمكانية الوصول للطلاب (SAS) في جامعة ماين الأمريكية موجة غضب واسعة بين الطلاب ذوي الإعاقة، بعد أن كشف الخطأ عن بيانات مئات المستفيدين من خدمات الدعم.
وبحسب صحيفة «ماين كامبس» الطلابية، لم يكن هذا الحادث سوى جزء من سلسلة مشكلات أعمق تتعلق بمدى التزام الجامعة بتوفير بيئة تعليمية شاملة وآمنة.
وكشف البريد المسرب في أغسطس الماضي عن أسماء طلاب مسجلين بخدمات الدعم، ما اعتبره كثيرون خرقاً خطيراً للخصوصية، ووصفت الطالبة إيلا فريك الحادث بأنه «رمز لمشكلة أكبر»، مؤكدة أن الإدارة لم تضع حماية هذه الفئة ضمن أولوياتها.
وروى لينكولن تينر، طالب تاريخ ومحارب قديم، تجربة مروعة حينما دق جرس إنذار حريق داخل مبنى اتحاد المحاربين القدامى ليكتشف أن جميع الممرات مغلقة ولا يوجد مخرج سوى السلالم.
واعتبر أن مثل هذا الوضع يمثل تهديداً مباشراً للحياة بالنسبة له ولغيره ممن يستخدمون الكراسي المتحركة أو العصي، وعندما طلب خطط الطوارئ، اكتشف أنها لا توفر بدائل حقيقية لذوي الإعاقة.
جدل حول موقع مكتب الخدمات
أدى انتقال مكتب SAS إلى أطراف الحرم الجامعي إلى زيادة الصعوبات، إذ بات الوصول إليه يتطلب صعود منحدر حاد وعبور شارع مزدحم، ورأت العميدة المؤقتة أندريا جيفورد أن الموقع «الأكثر ملاءمة» بفضل قربه من الحافلات ومواقف السيارات، لكن الطلاب أكدوا أن الأمر يشكل عائقاً يومياً.
إلغاء الخدمات وتراكم العقبات
ألغت الجامعة خدمة النقل بالحافلات المخصصة لذوي الإعاقة، مبررة ذلك بـ «انخفاض الطلب وصعوبة الصيانة»، لكن الطلاب وصفوا القرار بضربة جديدة لفرصهم في الحركة داخل الحرم الجامعي، خصوصاً في أجواء ولاية ماين القاسية. وظهرت مشكلات مماثلة في مرافق أخرى: مدرجات هوكي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر السلالم، أبواب حمامات ثقيلة بلا أزرار مساعدة، ومسارات ضيقة داخل أماكن تناول الطعام.
تجارب شخصية
واجه تينر صعوبات قاسية في حضور مباراة هوكي، إذ اضطر زملاؤه إلى تفكيك كرسيه المتحرك لمساعدته في صعود السلالم، ليجد نفسه غير قادر على رؤية الملعب أو استخدام دورة المياه، وطالب تينر بمشاركة فعلية للطلاب في القرارات، كما أشارت فريك إلى خوفها المتكرر من استخدام المصاعد بعد سلسلة أعطال وقعت في السكن الجامعي وتركَت الطلاب عالقين بداخلها، ودعت إلى تنظيم فعاليات اجتماعية لكسر العزلة وتعزيز روح المجتمع بينهم.
واشتكى الطلاب من تغييبهم عن عملية صنع القرار، مؤكدين أن نقل مكتب SAS جرى «بطريقة طويلة ولكنها صامتة»، وحتى مع الحصول على خطابات التسهيلات الرسمية، تجاهل بعض الأساتذة تنفيذها، ما أجبر الطلاب على المطالبة بحقوقهم بأنفسهم في مواجهة العبء الإداري والقانوني.
رد الجامعة
وفي المقابل أوضحت جوليا إنديكوت، مديرة الاتصالات في منظمة «ديسابيلتي رايتس ماين»، أن الطلاب المتضررين يمكنهم رفع شكاوى رسمية لدى سلطات حقوق الإنسان في الولاية، رغم أن هذه المسارات قد تستغرق وقتاً طويلاً.
وأصدرت رئيسة الجامعة، جوان فيريني-موندي، بياناً أكدت فيه أن المؤسسة «تواصل الاستثمار في موارد وخدمات جديدة لإزالة الحواجز وخلق بيئة تعليمية شاملة»، لكنها لم ترد على تفاصيل الشكاوى التي أثارها الطلاب.