تضرر الأطفال من ذوي الإعاقة جراء تسريح جماعي في إدارة التعليم الأمريكية

تضرر الأطفال من ذوي الإعاقة جراء تسريح جماعي في إدارة التعليم الأمريكية

المحرر: سماح ممدوح حسن - أمريكا

قالت مصادر في وزارة التعليم الأمريكية لشبكة ABC News إن خدمات التعليم الخاص في الولايات المتحدة، تأثرت بشدة، بعد موجة التسريحات الجماعية التي وقعت بداية الأسبوع الجاري، داخل الوزارة، وهو ما قد يترك أثرًا مباشرًا على الأطفال من ذوي الإعاقة.

أحد قيادات الوزارة صرّح قائلًا «هل يدرك الناس ما يحدث لهؤلاء الطلاب الضعفاء؟»، مضيفًا بغضب «إذا لم يكن هناك موظفون فمن الذي سيتولى إدارة هذا البرنامج؟ هذا هو العبث بعينه».

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفًا من الانتقام، أن عددًا من الموظفين في مكتب برامج التعليم الخاص OSEP وإدارة خدمات إعادة التأهيل RSA  وهما الجهتان المكوّنتان لمكتب التعليم الخاص وخدمات إعادة التأهيل OSERS ، تم الاستغناء عنهم خلال عطلة نهاية الأسبوع.

فصول طلاب التعليم الخاص عقب تسريح العاملين

ويُشرف هذا المكتب على تنفيذ قانون «تعليم الأفراد ذوي الإعاقات IDEA» الذي يضمن حق الأطفال ذوي الإعاقة في تعليم مجاني ومناسب، ويموّل خدمات التعليم الخاص بما يقارب 15 مليار دولار.

ووصف أحد مسؤولي الوزارة عمليات التسريح بأنها «سخيفة»، محذرًا من أن العائلات التي لديها أطفال من ذوي الإعاقة ستتضرر بشكل مباشر، قائلاً:«هناك خطر في ألا تُرسل الأموال المخصصة لتعليم أطفالهم إلى الولايات، وأن يُحرموا من خدمات الدعم والمناصرة بسبب غياب الموظفين القادرين على إدارة قانون IDEA».

تُعد وزارة التعليم أصغر وكالة على مستوى مجلس الوزراء في الحكومة الفدرالية الأمريكية، فمع بداية إدارة ترامب، كان عدد موظفيها يزيد قليلًا عن 4000 موظف، لكن مع برامج التقاعد المبكر والاستقالات الطوعية وعمليات خفض القوة العاملة  RIF، تقلص العدد إلى النصف تقريبًا في وقت سابق من هذا العام.

وقالت مصادر إن العديد من مكاتب الوزارة قد تم تفريغها مرة أخرى، بما في ذلك مكاتب الاتصالات والتوعية والتعليم الابتدائي والثانوي، وغيرها من الإدارات.

وذكرت نقابة الاتحاد الأمريكي لموظفي الحكومة AFGE ، وهي أكبر نقابة للعاملين الفدراليين، في دعوى قضائية، أن وزارة التعليم فصلت 466 موظفًا، أي نحو 20% إضافية من القوة العاملة خلال فترة الإغلاق الحكومي.

وقالت رايتشل جيتلمان، رئيسة الفرع المحلي للنقابة  AFGE Local 252، إن جميع المكاتب التابعة لمكتب التعليم الخاص وخدمات إعادة التأهيل OSERS تحت مستوى الإدارة العليا قد شملها التسريح يوم الجمعة.

وأضافت: «تسريح موظفي مكتبي OSERS وOESE  يضاعف الضرر الواقع على طلاب ومدارس التعليم العام في جميع أنحاء البلاد، الذين يعانون بالفعل من آثار إضعاف مكتب الحقوق المدنية بعد عملية التسريح في مارس الماضي».

ووفقًا للمصادر، فإن خبر التسريح الجماعي جاء صادمًا للعاملين في مجال التعليم الخاص، إذ يشعر الموظفون الذين فقدوا وظائفهم باليأس والإحباط.

كما حذر مسؤولون في الوزارة من أن التخفيضات الجديدة قد تشلّ قدرة الولايات على إدارة البرامج التعليمية. وقال أحد المصادر «إذا تم تنفيذ هذه التسريحات بالكامل، فلن تتمكن وزارة التعليم من إدارة قانون  تعليم الأفراد ذوي الإعاقة، لأنه لم يعد لدي موظفون لتوزيع الأموال أو مراقبة الولايات».

وقد أعرب منتقدو خطة إدارة ترامب لإغلاق الوزارة عن قلقهم الشديد من المساس ببرنامج  تعليم الأفراد ذوي الإعاقة، الذي يُعد من البرامج التشريعية الإلزامية ويحظى بدعم من الحزبين في الكونجرس.

وفي صورة التُقطت في 31 يوليو 2025، ظهر الرئيس دونالد ترامب إلى جانب وزيرة التعليم ليندا ماكماهون خلال توقيع أمر تنفيذي في البيت الأبيض، وتؤكد ماكماهون أن هدفها هو إعادة سلطات ومسؤوليات التعليم إلى المستويات المحلية والولايات، وقد حاولت تهدئة المخاوف بالتأكيد على أن الوزارة ستستمر في تمويل وتنفيذ جميع البرامج التي يقرها الكونجرس.

لكن أحد قيادات الوزارة قال لشبكة ABC News إن هذه التسريحات تتناقض مع وعود ماكماهون، مضيفًا:«لقد أكدت مرارًا أنها ستحمي قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة، لكن ما يحدث الآن ليس حماية، بل تدمير للفريق المسؤول عن تنفيذه، فما الذي تفعله إذًا؟ ومن سيتولى إدارة القانون».

ولم ترد وزارة التعليم على طلبات شبكة ABC News للتعليق.

أما الرئيس ترامب، فقد قال إن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، تحت قيادة روبرت ف. كينيدي جونيور، ستتولى إدارة برامج ذوي الإعاقة والتغذية للطلاب، إلا أن عملية النقل لم تتم بعد.

وفي الأثناء، توقّع أحد قيادات الوزارة أن الموظفين القلائل المتبقين في إدارة التعليم الخاص لن يكونوا مؤهلين لتحمل مسؤوليات زملائهم المسرّحين، قائلاً: «هذا أشبه بأن تطلب من جرّاح أن يصبح عامل بناء، أو من عامل بناء أن يجري عملية جراحية، إنه أمر غير منطقي على الإطلاق».

المقالة السابقة
إندونيسيا تستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير تقنيات التعرف على الصوت والوجه لذوي الإعاقة
المقالة التالية
السعودية.. «بنان» تطلق برامج تدريبية متخصصة لتأهيل ذوي الإعاقة لسوق العمل

وسوم

أمثال الحويلة (443) إعلان عمان برلين (521) اتفاقية الإعاقة (668) الإعاقة (149) الاستدامة (1166) التحالف الدولي للإعاقة (1138) التشريعات الوطنية (910) التعاون العربي (580) التعليم (89) التعليم الدامج (66) التمكين الاقتصادي (96) التنمية الاجتماعية (1160) التنمية المستدامة. (95) التوظيف (71) التوظيف الدامج (889) الدامج (61) الدمج الاجتماعي (696) الدمج المجتمعي (171) الذكاء الاصطناعي (94) العدالة الاجتماعية (81) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (570) الكويت (99) المجتمع المدني (1139) الولايات المتحدة (68) تكافؤ الفرص (1131) تمكين (96) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (577) حقوق الإنسان (86) حقوق ذوي الإعاقة (100) دليل الكويت للإعاقة 2025 (422) ذوو الإعاقة (169) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1091) ذوي الإعاقة (572) ذوي الهمم (62) ريادة الأعمال (449) سياسات الدمج (1117) شركاء لتوظيفهم (440) قمة الدوحة 2025 (707) كود البناء (507) لغة الإشارة (78) مؤتمر الأمم المتحدة (397) مجتمع شامل (1128) مدرب لغة الإشارة (697) مصر (112) منظمة الصحة العالمية (721)