Skip to content

تعديلات مشروع قانون الرعاية يثير قلق ذوي الإعاقة في بريطانيا

تعديلات مشروع قانون الرعاية يثير قلق ذوي الإعاقة في بريطانيا

لندن – جسور – سماح ممدوح حسن

حذرت النائبة البريطانية أوليفيا بليك، إحدى نواب حزب العمال، وهى من ذوي الإعاقة، من أن التعديلات الأخيرة التي طرأت على مشروع قانون الرعاية الاجتماعية، قد تؤدي إلى خلق “نظام غير أخلاقي من درجتين”، أو بمعني أدق يعامل الأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل غير متساوٍ، بناءً على توقيت تقديم طلباتهم للحصول على الدعم.

جاءت تصريحات بليك في أعقاب تراجع الحكومة البريطانية، بقيادة كير ستارمر، عن بعض بنود مشروع القانون، وسط احتجاجات من أكثر من 120  نائبًا عماليًا، وتزايد الضغوط الشعبية الرافضة لتقليص امتيازات ذوي الإعاقة.

وقالت بليك:”بدلاً من معالجة جذور المشكلة، نحاول تحسين مشروع قانون يظل ضارًا في جوهره. التعديلات المقترحة تهدد بخلق فجوة بين من يحصلون على الدعم حاليًا، وبين المتقدمين الجدد بنفس الظروف الصحية.”

وأعربت النائبة، التي تعاني من آلام مزمنة واضطرابات أيضية وراثية، عن استيائها من طريقة صياغة التعديلات، مؤكدة أنها جاءت “ارتجالية ومن دون استشارة حقيقية مع الأشخاص ذوي الإعاقة” وأضافت: “لقد حاولت مرات عدة، طوال الأشهر الماضية التنبيه إلى خطورة هذه التعديلات. لكن التعامل مع الحكومة كان أشبه بالصراخ في جدار صامت”

تفاصيل التعديلات المثيرة للجدل

كان مشروع القانون في صيغته الأصلية يهدف إلى تشديد شروط الحصول على “إعانات الاستقلال الشخصي” (PIP)، بالإضافة إلى خفض الدعم المخصص لإعانات المرض للعاطلين عن العمل. وفي محاولة لامتصاص الغضب النيابي، تعهدت وزيرة العمل والمعاشات ليز كيندال بأن المستفيدين الحاليين لن يتأثروا، مع زيادة المكون الصحي في “الائتمان الشامل” وفقًا لمعدلات التضخم.

ورغم هذه التنازلات، ترى بليك أن ما تم تقديمه غير كافٍ، موضحة:”لا يمكن أن تؤدي التعديلات الحالية إلى تحميل المتقدمين الجدد أعباءً إضافية ولا يجوز التضحية بحقوق هذه الفئة في سبيل تمرير القانون.”

تجربة شخصية مع نظام الإعانات

ولم تكتف بليك بمواقفها داخل البرلمان، بل خاضت تجربة شخصية مع النظام المعني، حيث تقدمت بنفسها في عام 2023 للحصول على إعانة “PIP” لفهم معاناة ذوي الإعاقة من الناخبين. ورغم ظروفها الصحية الصعبة، لم تحصل إلا على نقطتين فقط في التقييم النهائي، وهو ما وصفته بأنه “مذهل ومخيب للآمال”، حيث كان السبب الوحيد لحصولها على أي نقاط هو إصابتها بعسر القراءة، أو الديسلكسيا، دون الاعتراف بباقي إعاقاتها الصحية.

استقالة احتجاجية وتصاعد الغضب النيابي

وفي تطور لافت، أعلنت النائبة العمالية فيكي فوكسكروفت، التي تعاني من التهاب المفاصل الروماتويدي، استقالتها من منصب منسقة الحزب (whip)، احتجاجًا على استمرار الحزب في دعم مشروع القانون.

واختتمت بليك تصريحاتها بدعوة الحكومة إلى “الاستماع الحقيقي لأصوات ذوي الإعاقة”، قائلة:”الحكومة مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بفتح  قنوات حوار حقيقية مع أصحاب الشأن، وأن تتوقف عن تهميش أصواتنا داخل البرلمان وخارجه.”

المقالة السابقة
الكويت تُوظف 7872 من ذوي الإعاقة في القطاعين الحكومي والخاص
المقالة التالية
ناشطة أردنية: الأطفال ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات للقبول في المدارس