تعليم ذوي الإعاقة.. قصة قانون 1975 الذي غير وجه التاريخ

تعليم ذوي الإعاقة.. قصة قانون 1975 الذي غير وجه التاريخ

المحرر: محمود الغول - مصر
في 29 نوفمبر 1975، وقع الرئيس جيرالد فورد على قانون تعليم ذوي الإعاقة

تعليم ذوي الإعاقة هو حق إنساني أصيل كرسه التاريخ في مثل هذا اليوم. حيث صدر أول قانون أمريكي شامل لإنصاف هذه الفئة في 29 نوفمبر 1975. في هذا التقرير نستعرض رحلة النضال من أجل الدمج.

يعد هذا التشريع حجر الزاوية في بناء منظومة تعليمية عادلة وشاملة. لذلك، يسلط التقرير الضوء على تطوره وتأثيره العالمي المستمر حتى اليوم. باختصار، إنها قصة نضال توجت بانتصار القانون للإنسانية.

تعليم ذوي الإعاقة وما قبل القانون

قبل عام 1975، كان واقع تعليم ذوي الإعاقة مؤلما ومظلما للغاية في الولايات المتحدة. حيث تم استبعاد ملايين الأطفال من المدارس العامة بشكل منهجي وقانوني. وفقا لبيانات وزارة التعليم الأمريكية، كان مصيرهم البقاء في المنازل أو المؤسسات المغلقة. وفق موقع embryo.

علاوة على ذلك، واجه الأطفال الذين التحقوا بالمدارس تمييزا وعزلا داخل الفصول الدراسية. بسبب ذلك، لم يتلقوا تعليما مناسبا لقدراتهم أو احتياجاتهم الفردية المتنوعة. لذلك، كانت الحاجة ملحة لتشريع يضمن حق ذوي الإعاقة في التعليم بكرامة.

في 29 نوفمبر 1975، وقع الرئيس جيرالد فورد على قانون التعليم لجميع الأطفال ذوي الإعاقة (EHA). هذا الحدث شكل نقطة تحول جذرية في تاريخ الحقوق المدنية والتعليمية. حيث فتحت المدارس العامة أبوابها لأول مرة لملايين الطلاب المنسيين.

بناء على ذلك، التزمت الولايات بتوفير تعليم مجاني ومناسب لجميع الأطفال ذوي الإعاقة. كما أصبح تعليمهم مسؤولية فيدرالية ملزمة تتطلب تمويلا ودعما حكوميا. نتيجة لذلك، بدأ عصر جديد من الدمج والمساواة في الفرص.

تعليم ذوي الإعاقة، في 29 نوفمبر 1975، وقع الرئيس جيرالد فورد على قانون التعليم لجميع الأطفال ذوي الإعاقة (EHA)
في 29 نوفمبر 1975، وقع الرئيس جيرالد فورد على قانون التعليم لجميع الأطفال ذوي الإعاقة (EHA)

تم تغيير اسم القانون وتوسيعه

تطور القانون مع مرور الزمن ليعكس فهما أعمق لاحتياجات الطلاب والمجتمع. ففي عام 1990، تم تغيير اسم القانون وتوسيعه ليصبح قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة (IDEA). هذا التغيير ركز على الفرد أولا بدلا من التركيز على الإعاقة نفسها. وفق قانون «تعليم كل الأطفال المعاقين» الأمريكي.

إضافة إلى ذلك، أضاف القانون فئات جديدة من الإعاقات المؤهلة للحصول على الخدمات. شمل ذلك التوحد وإصابات الدماغ الرضية ضمن مظلة تعليم الأشخاص المعاقين. لذا، أصبح القانون أكثر شمولا واستجابة للتطورات الطبية والتربوية الحديثة.

يرتكز القانون على مبادئ أساسية تضمن جودة وعدالة العملية التعليمية للجميع. أهمها مبدأ التعليم العام المجاني والمناسب (FAPE) الذي يضمن عدم تحمل الأسر أعباء مالية. كما يركز على البيئة الأقل تقييدا (LRE) لضمان دمج الطلاب مع أقرانهم.

طالع: ذوي الإعاقة في الصين.. كيف تعزّز بكين التمكين والدعم بالتعليم والتكنولوجيا؟

هذا يعني أن العزل في فصول خاصة لا يكون إلا للضرورة القصوى فقط. بسبب ذلك، أصبح تعليم المعاقين يتم جنبا إلى جنب مع الطلاب غير المعاقين. حسب الخبراء التربويين، هذا الدمج يعزز المهارات الاجتماعية والأكاديمية لجميع الطلاب.

برنامج التعليم الفردي والخطة الشخصية

يعتبر برنامج التعليم الفردي (IEP) هو القلب النابض لهذا التشريع التاريخي الهام. حيث يتم وضع خطة مخصصة لكل طالب تلبي احتياجاته التعليمية الفريدة بدقة. وفقا لنصوص القانون، يشارك الآباء والمعلمون في صياغة هذه الوثيقة القانونية الملزمة.

في الواقع، يضمن هذا البرنامج أن تعليم ذوي الإعاقة ليس قالبا واحدا يناسب الجميع. بل هو عملية ديناميكية تتطور مع نمو الطالب وتغير احتياجاته المستمرة. لذلك، تعد هذه الوثيقة أداة المساءلة الأهم لضمان حقوق الطالب التعليمية.

منح القانون أولياء الأمور صوتا قويا وحقوقا قانونية واضحة في تعليم أبنائهم. إذ يحق لهم الاطلاع على السجلات والمشاركة في الاجتماعات والاعتراض على القرارات. نتيجة لذلك، تحول الآباء من متلقين للخدمة إلى شركاء أساسيين في صنع القرار.

كما أن القانون وفر آليات لفض النزاعات لضمان حماية حقوق الطلاب وعائلاتهم. هذا التمكين جعل تعليم هذه الفئة عملية تشاركية ديمقراطية داخل المؤسسة المدرسية. لذا، لم تعد المدرسة هي السلطة الوحيدة التي تقرر مصير الطفل. حسب قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة – IDEA.

شهد القانون تحديثات هامة في عام 1997 وعام 2004 لتعزيز فعاليته وتأثيره. حيث تم التركيز بشكل أكبر على التدخل المبكر للأطفال منذ الولادة وحتى المدرسة. كما تم تعزيز إجراءات الانضباط المدرسي لضمان عدم معاقبة الطلاب بسبب إعاقتهم.

علاوة على ذلك، ركزت التعديلات على تحسين النتائج التعليمية والإعداد للحياة بعد المدرسة. بسبب ذلك، أصبح تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة يهدف إلى التوظيف والاستقلال المعيشي في المستقبل. هذا التطور يعكس رؤية طويلة المدى لمستقبل هؤلاء الطلاب في المجتمع.

تعليم ذوي الإعاقة حق من حقوقهم في القانون والدساتير الدولية
تعليم ذوي الإعاقة حق في القانون والدساتير الدولية

الأثر الاجتماعي وتعليم ذوي الإعاقة

أحدث القانون تغييرا جذريا في النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع الأمريكي والعالمي. فقد ساهم في تقليل الوصمة المرتبطة بالإعاقة من خلال الدمج المدرسي المبكر. كما أن وجود الطلاب ذوي الإعاقة في الفصول العادية علم الجميع قبول الاختلاف.

بناء على ذلك، خرج جيل جديد يؤمن بأن تعليم ذوي الهمم حق طبيعي وأساسي. وفقا للدراسات الاجتماعية، زادت معدلات التخرج والالتحاق بالجامعات لهذه الفئة بشكل ملحوظ. لذا، كان للقانون أثر اقتصادي إيجابي بتحويلهم إلى مواطنين منتجين وفاعلين.

رغم النجاحات الهائلة، لا تزال هناك تحديات تواجه التطبيق الكامل للقانون وعدالته. حيث تعاني بعض المدارس من نقص التمويل والكوادر المؤهلة لتطبيق المعايير. كما أن الفوارق العرقية والاقتصادية تؤثر أحيانا على جودة الخدمات المقدمة للطلاب.

مع ذلك، يظل الالتزام القانوني ب تعليم ذوي الإعاقة ثابتا وقويا وضروريا. لذلك، يستمر النشطاء والأهالي في المطالبة بتحسينات مستمرة لسد هذه الفجوات. في النهاية، الطريق نحو المساواة الكاملة يتطلب يقظة وعملا مستمرين من الجميع.

التأثير العالمي للقانون

لم يقتصر تأثير القانون على الولايات المتحدة فحسب، بل ألهم تشريعات عالمية عديدة. حيث اقتبست العديد من الدول مبادئ IDEA في قوانينها المحلية الخاصة بحماية الإعاقة. على سبيل المثال، تأثرت اتفاقيات الأمم المتحدة بمفاهيم الدمج والحقوق الفردية للقانون.

نتيجة لذلك، أصبح تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة معيارا عالميا لقياس تقدم وتحضر الأمم والشعوب. كما ساهم في توحيد المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالتربية الخاصة حول العالم. لذا، يعتبر هذا القانون إرثا إنسانيا عالميا يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية.

في الختام، يمثل قانون 1975 لحظة فارقة ومضيئة في تاريخ حقوق الإنسان. حيث نقل تعليم ذوي الإعاقة من الهامش الخيري إلى صلب الحقوق المدنية والقانونية. لذلك، يجب علينا الاحتفاء بهذا الإنجاز وحمايته وتطويره باستمرار للأجيال القادمة. بإيجاز، التعليم هو البوابة الحقيقية للحرية والكرامة لكل طفل مهما كانت قدراته.

المقالة السابقة
«الموسيقى لغة الجميع».. ندوة بدار الكتب والوثائق المصرية تحتفي بذوي الهمم
المقالة التالية
«القومي للإعاقة» يؤكد حماية حقوق الأطفال وتشديد عقوبات الانتهاكات

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)