تفشي الإعاقات والأمراض العصبية بين أطفال غزة. بسبب الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال، حيث حذّر مسؤولون صحيون في غزة اليوم الجمعة. من انتشار غير مسبوق للأمراض العصبية. والإعاقات الجسدية والذهنية والنفسية. بين الأطفال، إضافةً إلى تفش شديد لسوء التغذية.
ويأتي ذلك نتيجة الحصار المستمر. ونقص الموارد الطبية. مما يهدّد حياة آلاف الأطفال. ويعرضهم لإعاقات دائمة.
ويُشير الأطباء إلى أن الأطفال هم الأكثر دفعًا ثمن هذه الأزمة الإنسانية.
متلازمة غيلان-باريه تنتشر بسرعة
أوضح أحمد الفرا، مدير قسم الأطفال بمستشفى خان يونس، أن تفشي الإعاقات والأمراض العصبية بين أطفال غزة لم يعد حالات فردية، مؤكدا أن حالات متلازمة غيّلان-باريه (Guillain‑Barré) شهدت انتشارًا غير مسبوق هذا العام، مع تسجيل نحو 200 حالة مقارنة بحالة واحدة سنويًا قبل اندلاع الحرب.

وأوضح أن المرض يبدأ بتنميل وضعف في الأطراف السفلية، ثم قد يصل إلى شلل في الجهاز التنفّسي، ويؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم العلاج بشكل عاجل.
وأشار إلى أن تلوث المياه في مناطق مثل المواسي بخان يونس هو السبب الرئيسي وراء انتشار المرض، وأنه ليس وراثيًا أو معديًا، ولكنه غالبًا يظهر بعد الإصابة بالتهاب المعدة أو بعد التطعيمات.
سوء التغذية يزيد المخاطر
وأشار مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، إلى انتشار واسع لفقر الدم بين الأطفال دون سن عام واحد، حيث بلغت نسبة الإصابة 82%.
وأضاف أن نقص الرعاية الطبية المتخصصة تسبب في تسجيل أكثر من 156 حالة تشوه منذ بداية الحرب. كما سجّلت الوزارة انخفاضًا بنسبة 40% في الولادات مقارنة بالفترة قبل العدوان.
وأكد أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم الأكثر عرضة للوفاة، كما يزيد سوء التغذية من احتمال الإصابة بإعاقات دائمة.
الحصار يفاقم الأزمة الصحية
حذر المسؤولون من أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الأدوية والإمدادات الأساسية لبرنامج رعاية الأطفال، وهو ما وصفه البعض بأنه “هندسة صحية” تؤدي إلى خلق جيل كامل معاق ومصاب بمضاعفات صحية مزمنة.
وأوضحوا أن هذا الحرمان المستمر سيزيد من نسبة الإعاقات والتشوهات ويجعل الأطفال أكثر عرضة للأمراض والموت المبكر.
ودعا المسؤولون المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل الفوري لتوفير الأدوية، والعلاج الفوري، وخدمات إعادة التأهيل للأطفال المصابين. وأكدوا أن التأخر في الاستجابة قد يحول الأزمة إلى كارثة إنسانية وإعاقة جيل كامل لا رجعة فيه.
التركيز على الإعاقة كأولوية
أكد الأطباء أن تفشي الإعاقات والأمراض العصبية بين أطفال غزة. يتطلب تدخلا يركز على الأطفال الأكثر تعرضًا للإعاقة، مع توفير الدعم النفسي والتأهيلي. إلى جانب معالجة سوء التغذية.
وشددوا على أهمية توفير بيئة طبية آمنة ومستدامة تضمن حصول الأطفال على الرعاية اللازمة دون تأخير.
كما دعا المسؤولون إلى تقييم شامل للوضع الصحي للأطفال في غزة ووضع خطط عاجلة لمنع تفاقم الإعاقات والأمراض العصبية.


.png)


















































