يعيش أكثر من 1.3 مليار شخص يمثلون 16% من سكان العالم، بإعاقات ما بين جسدية وحسية ومعرفية، إضافة إلى الحالات المرتبطة بتقدم العمر، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية.
وحسب التقرير يوجد بين هؤلاء هناك ملايين يعانون من صعوبات في الحركة أو مهارات التحكم الدقيقة، ما يجعل مهامًا يومية مثل تصفيف الشعر أو وضع المكياج أو لعب ألعاب الفيديو أكثر صعوبة بكثير.
واليوم تساعد التكنولوجيا المبتكرة الأشخاص ذوي الإعاقة على اكتساب مزيد من الاستقلال والثقة والسيطرة على حياتهم، وغالبًا دون أن تُسوَّق هذه الأدوات بشكل صريح على أنها “تقنيات مساعدة”.
إذ تقود شركات مثل دايسون ولوريال ومايكروسوفت تحولًا نحو التصميم الشامل، ما يثبت أن الابتكار الموجّه للجمهور العام يمكّن أيضًا أولئك الموجودين على هامش السوق.
تقول جيسيكا سميث وهي ناشطة في مجال الإعاقة وُلدت بدون الساعد الأيسر، في حديث لصحيفة The National: “الأمر لا يتعلق بما إذا كنت قادرة على فعل شيء بل السؤال هو: هل يُتيح لي المنتج القيام به بكفاءة واستقلال وبنفس التجربة التي يحصل عليها أي شخص آخر”.
تستخدم سميث جهازDyson Airwrap i.d. الجديد، وهو أداة لتصفيف الشعر تستخدم المستشعرات والتحكم في تدفق الهواء وإعدادات قائمة على تطبيق ذكي لتبسيط عملية تجعيد وتجفيف الشعر. وتقول إنه أحد الأدوات القليلة في عالم الجمال التي شعرت بأنها صُممت لأشخاص مثلها.
تضيف سميث: “القدرة على تصفيف الشعر باستخدام يد واحدة بسهولة أكبر هي نقطة تحول حقيقية. من المدهش رؤية كيف يمكن لهذا المنتج أن يدعم روتيني اليومي”.
يعمل جهاز Airwrap i.d. من دايسون بتقنيات الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في روتين الجمال والعناية الشخصية، وبحسب دايسون فإن فوائد الجهاز في مجال الإتاحة لم تكن جزءًا من أهداف التصميم الأصلية بل ظهرت بشكل طبيعي ضمن جهود تسهيل التصفيف لجميع المستخدمين.
يقول لو تشين نيو المدير المساعد للتصميم في قسم دايسون بيوتي، لـ The National “الهدف من البداية كان جعل التصفيف والتجعيد أكثر راحة وسهولة للجميع وليس بالضرورة التوجّه خصيصًا لذوي الإعاقة”، ويتصل الجهاز بتطبيق يتيح رقمنة خطوات مختلفة في التصفيف، وهو ما يعد مفيدًا جدًا للأشخاص ذوي الحركة المحدودة.
توضح نيو:”الجهاز يُلغي الحاجة إلى الضغط المستمر على زر التشغيل أثناء التصفيف أو إبقاء زر التبريد مضغوطًا. كما أن الاسطوانات التي تلتف تلقائيًا حول الشعر والإعدادات الشخصية تقلل من الجهد اليدوي المطلوب”.
وتضيف:”الشعر يلتف تلقائيًا على الاسطوانات دون حاجة المستخدم إلى لفها يدويًا كما أن تسلسل التصفيف المُخصص يُبسّط الاستخدام ويمنح المستخدمين القدرة على التصفيف دون الضغط على أزرار متعددة”.
تأمل سميث أن تحذو شركات أخرى حذو دايسون، فالشمولية يجب أن تكون هي القاعدة لا الاستثناء، الجمال والعناية الشخصية عنصر كبير في ثقة الناس بأنفسهم وتعبيرهم عن ذواتهم، لكن ولسنوات طويلة، تجاهلت العلامات التجارية احتياجات المستهلكين ذوي الإعاقة، هذه هي الطريقة التي يمكن أن يلبي بها الابتكار احتياجاتنا فعلًا”.
سوق متنامية بإمكانات غير مستغلة
تُعدّ تكنولوجيا المساعدة قطاعًا سريع النمو يركز على تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة أو القيود المرتبطة بتقدم السن. وتشمل هذه التكنولوجيا منتجات وأجهزة وبرمجيات تساعد المستخدمين في إنجاز مهامهم اليومية، من التواصل والحركة إلى العناية الشخصية والوصول الرقمي.
العلامات التجارية مثل دايسون ولوريال ومايكروسوفت بدأت تساهم هي الأخرى في هذا المجال. فابتكاراتها الموجهة للمستهلكين عمومًا وإن لم تُصمم خصيصًا للأشخاص ذوي الإعاقة، تُظهر أن التصميم الشامل يمكن أن يكون له تأثير بالغ عندما يُصمَّم للجميع.
مكياج مبتكر
جهاز HAPTA من لوريال وهو أداة ثورية لوضع أحمر الشفاه مصممة خصيصًا للأشخاص الذين يعانون من محدودية في حركة اليد أو الذراع.
تم الكشف عن HAPTA لأول مرة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES في لاس فيجاس في يناير 2023، حيث وضعت لوريال التصميم الشامل في قلب استراتيجيتها الابتكارية.