كشف تقرير بحثي حديث أن التقنيات الذكية المساعدة (Intelligent Assistive Technologies – IATs) تلعب دورًا متزايد الأهمية في تحسين جودة الحياة والمشاركة الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في جنوب أفريقيا.
وأشار التقرير إلى أن هذه التكنولوجيا تمثل أكثر من مجرد أدوات وصول، بل هي وسائل للتمكين والاندماج في المجتمع الرقمي.
الدراسة، التي أعدّها كل من الباحثين رونالدو نومباكوسي، نيلز ميسرشميت، بيتسو تسيبولاني، ومحمد عرفان خالد، استندت إلى النموذج الاجتماعي للإعاقة، والذي يفسر الإعاقة كنتيجة لحواجز اجتماعية ومؤسسية، لا كنتيجة مباشرة للإعاقة الجسدية أو الحسية.
وبمشاركة 61 شخصًا من ذوي الإعاقة البصرية، جمعت الدراسة بيانات نوعية عبر مقابلات شبه مهيكلة واستبيانات إلكترونية، ليتم تحليلها باستخدام الإحصاء الوصفي وتحليل المقارنة النوعية (QCA).
الاستقلالية وإمكانية الوصول مفتاح النجاح
خلص التقرير إلى أن أهم عاملين يحددان فاعلية التقنيات الذكية المساعدة في دعم الإدماج الاجتماعي هما:
استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية
مدى توفر وسهولة الوصول إلى هذه التقنيات
وأشار الباحثون إلى تسع “تكوينات” أو أنماط من الظروف التي تعزز أو تعيق فاعلية التكنولوجيا، مؤكدين أن الاستخدام الفعال للتكنولوجيا الذكية يتطلب بيئة داعمة ومراعية، سواء من حيث البنية التحتية أو السياسات.
دعوة للسياسات الشاملة ودعم الابتكار المحلي
وفي ختام التقرير، دعا الباحثون إلى تطوير سياسات تقنية شاملة في دول الجنوب العالمي، خصوصًا تلك التي تراعي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة في تصميم التكنولوجيا وتوفيرها. كما شددوا على أهمية إشراك ذوي الإعاقة البصرية أنفسهم في عمليات التصميم والاختبار لضمان أن تكون الحلول التكنولوجية ذات صلة وفعالية.
نقلة نوعية في فهم التكنولوجيا والإعاقة
ويُعتبر هذا التقرير مساهمة بارزة في أدبيات نظم المعلومات، حيث يقدم رؤية جديدة للعلاقة بين التكنولوجيا والمشاركة الاجتماعية، خصوصًا في السياقات النامية، حيث لا تزال التحديات البنيوية والسياساتية تعيق تحقيق الإدماج الكامل.
يُقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من فقدان الرؤية في جنوب أفريقيا، بأكثر من 11 مليون شخص لعام 2020، من بينهم حوالي 370 ألف شخص أعمى تمامًا.
نسبة العمى في السكان تُقدَّر بحوالي 0.75٪ من إجمالي السكان، أي ما يقارب 360 ألف شخص.
أما ضعف الرؤية أو الرؤية المنخفضة (عضويًا شديد أو متوسط) فمنتشرة بدرجة أكبر: في مقاطعة كيب تاون مثلاً تُقدَّر نسبة العمى الثنائي (bilateral blindness) بـ 1.2٪، أما الرؤية المنخفضة فتبلغ 4.2٪ من السكان.
العوامل الرئيسة المساهمة في الإعاقة البصرية تشمل المياه المنقولة غير المصححة (uncorrected refractive error)، والماء الأبيض (cataract)، والجلوكوما.
من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، حوالي 97٪ من الأشخاص المكفوفين أو ضعاف البصر هم من غير القادرين على الحصول على عمل.
وفي المناطق ذات الدخل المنخفض، أو الريفية تحديدًا، تُعاني نسبة أكبر من الفئات المكفوفة من صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية والعلاجات الجراحية البسيطة مثل إزالة المياه البيضاء.