نظم أتوبيس الفن الجميل احتفالية ثقافية وفنية مميزة لأطفال مركز تنمية القدرات لذوي الهمم بمنطقة الزيتون بالعاصمة المصرية القاهرة.
يأتي ذلك ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان. وفي سياق برامج وزارة الثقافة الهادفة إلى دعم الأطفال وتعزيز دمج ذوي الهمم في الأنشطة الثقافية والمجتمعية.
إعاقتي سر قوتي بمركز تنمية القدرات لذوي الهمم
وفي هذا الإطار، افتتحت الفعاليات بلقاء توعوي حمل عنوان «إعاقتي سر قوتي»، حيث تناولت سارة بيومي. أخصائي الصحة النفسية، مفهوم الإعاقة من منظور إنساني إيجابي. مؤكدة منذ البداية أن الإعاقة لا تمثل عائقًا بقدر ما تمثل طاقة كامنة تحتاج إلى اكتشاف وتوجيه.
ومن ثم، ركزت خلال حديثها على الدور المحوري للأسرة، وخاصة الآباء. في دعم أبنائهم نفسيًا وتنمية جوانب القوة لديهم، بما يسهم في بناء الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالقدرة على الإنجاز.
وفي السياق نفسه، أوضحت بيومي أن مصطلح ذوي الهمم يعكس أصحاب الإرادة والعزيمة والإصرار والتحدي. مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال يمتلكون القدرة على تخطي الصعوبات وتحقيق النجاحات في مختلف المجالات. سواء على المستوى الرياضي أو العلمي أو الإعلامي، شريطة توفير الدعم المناسب والبيئة الحاضنة.

وانطلاقًا من ذلك، استعرضت اللقاء عددًا من النماذج الملهمة من ذوي الهمم. حيث تحدثت عن رحمة خالد، أول مذيعة مصرية من ذوي الهمم من متلازمة داون. باعتبارها نموذجًا حيًا للإرادة والنجاح.
كما أشارت إلى بسنت حميدة، العداءة المصرية التي حصدت ميداليات رياضية رغم التحديات الصحية. إضافة إلى محمد الزغبي، لاعب منتخب مصر في ألعاب القوى لذوي الهمم. وإبراهيم الخولي، أول باحث ماجستير مصري من ذوي الهمم في الإعلام. الذي حصل على تقدير ممتاز من معهد البحوث والدراسات العربية.
وفي ختام حديثها، أكدت سارة بيومي أن الأبطال الحقيقيين هم أصحاب الهمم والعزيمة القوية. موضحة أن القوة الحقيقية تنبع من داخل الإنسان الواثق بنفسه وقدراته، خاصة عندما يحظى بدعم أسرته ومعلميه ومحيطه. كما شددت على أن المجتمع يحتاج بشدة إلى قدراتهم الفائقة وإبداعاتهم المختلفة.

ندوة توعوية ضمن الفاعلية لتوعية الأطفال
وعقب ذلك، انتقلت الفعاليات إلى الجانب الفني، حيث شارك الأطفال في ورشة لتصميم لوحات معبرة. أتاحت لهم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم من خلال الألوان والخطوط، الأمر الذي ساهم في تعزيز مهاراتهم الإبداعية وتنمية حسهم الفني.
وفي خطوة مكملة للجانب التوعوي، قدمت الدكتورة إيمان نوار لقاءً تثقيفيًا بعنوان «صرخة ضد التحرش». حيث عرفت الأطفال بمفهوم التحرش بأسلوب مبسط يتناسب مع أعمارهم وقدراتهم الإدراكية.
وإلى جانب ذلك، نفذت محاكاة تمثيلية لتدريب الأطفال على ردود الفعل المناسبة في المواقف المختلفة. بما يحقق وعيًا سليمًا دون إثارة الخوف أو القلق لديهم.
وفي السياق ذاته، واصلت الفعاليات، التي نُفذت تحت إشراف الإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة الدكتورة جيهان حسن. التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، من خلال تنظيم مجموعة متنوعة من الورش الفنية.
وشملت هذه الورش تصميم لوحات عن قاع البحر، وورشًا أخرى لتصميم عناصر من الطبيعة، بالإضافة إلى ورشة لتعليم الرسم والتلوين.
وخلال هذه الورش، قسّم المنظمون الأطفال إلى مجموعات وفقًا لدرجات الإعاقة، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة ممكنة لكل طفل. تحت إشراف الدكتورة ريهام العناني، أستاذ التصميم بكلية الفنون التطبيقية. التي حرصت على توجيه الأطفال وتشجيعهم على الإبداع والتجربة.
وفي ختام الاحتفالية، استمتع الأطفال بعرض مسرح عرائس أضفى أجواءً من البهجة والمرح، كما وزع المنظمون هدايا عينية على الأطفال. وسط أجواء احتفالية عكست روح الاهتمام والدعم، وأكدت في الوقت نفسه دور الثقافة والفن في تمكين ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع.


.png)


















































