عاد مشروع “سيرتش” إلى كامل طاقته بعد سنوات من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا مستعدًا لتدريب دفعة جديدة من الطلاب ذوي الإعاقة ومنحهم فرصة حقيقية لبدء مسيرتهم المهنية.
تقول كاتي جيتز منسقة المشروع ومعلمته منذ 11 عامًا، إن الجائحة تسببت في تقليص أعداد الطلاب واضطرار الفريق للعمل بجهد أكبر لاستقطاب متدربين جدد، لكن الصفوف الآن عادت إلى كامل استيعابها.
وتضيف:”كان هدفي لسنوات فقط هو التعافي من آثار الجائحة أما اليوم فقد حان الوقت للتفكير في أهداف جديدة”.
ترجع جيتز نجاح المشروع خلال عقدين كاملين إلى أنه لا يقتصر فقط على الجانب الإنساني أو العاطفي، لكن أيضا لأعتبارات ربحية، حيث يتمركز داخل مؤسسة OhioHealth التي توفر بيئة تدريب حقيقية للطلاب. وتوضح: “عندما يبدأ طلابنا تدريباتهم يكون موظفو OhioHealth محيطين بهم بالكامل، وهذا يمنحهم شعورًا بالانتماء والدعم”.
وتروي جيتز كيف يبادر العاملون بمختلف الأقسام للترحيب بالطلاب وتشجيعهم بشكل شخصي، مؤكدة أن الدعم المعنوي يترك أثرًا بالغًا في نفوسهم.
تدريب عملي وفرص توظيف
يخوض الطلاب خلال عام كامل ثلاثة تدريبات عملية مختلفة تساعدهم على اكتشاف نوع العمل الأنسب لهم إضافة إلى تعلم السلوكيات المهنية اليومية. وفي الربيع يتعاون المشروع مع وكالات متخصصة لربطهم بفرص عمل مجتمعية.
وقد نجح العديد من الخريجين في الالتحاق بوظائف داخلOhioHealth في مجالات مثل الخدمات البيئية والتغذية وسحب الدم وخدمة صف السيارات وخدمة العملاء. بينما وجد آخرون فرصًا في شركات كبرى مثل FedEx، إضافة إلى دور رعاية ومواقع طبية ومدارس ومطاعم، وأعمال محلية.
وتؤكد جيتز”نسبة نجاحنا في التوظيف تتفوق كثيرًا على المعدلات الطبيعية، لأننا نقضي عامًا كاملًا في إعداد الطلاب ودمجهم في السلوكيات المهنية اللازمة لسوق العمل”.
تجربة شخصية مع المشروع
تروي جيتز كيف وصلت إلى هذا العمل بالصدفة عندما أخبرتها جارتها عن وظيفة شاغرة أثناء لعب أطفالهما في الحديقة، ورغم ترددها في البداية إلا أنها بحثت عن المشروع وتقدمت للوظيفة بعد 24 ساعة فقط. ومنذ ذلك الحين، كرست حياتها لمساعدة هؤلاء الشباب.
وتقول: “أجمل لحظة بالنسبة لي هي حفل التخرج، عندما نشاهد شريط صور يلخص رحلة الطلاب، فنرى كيف تحولوا إلى بالغين مستعدين للعمل”.
قصة نجاح داستن مور
يعد داستن مور 36 عامًا، أحد أبرز خريجي “سيرتش” ويُلقب اليوم ب”سفير المستشفى” تخرج عام 2007 والتحق بالعمل في كافيتريا OhioHealth عام 2008، حيث لا يزال يعمل حتى الآن مع ثلاثة زملاء آخرين من ذوي الإعاقة.
ورغم شعوره بالرهبة حين يُنظر إليه كقصة نجاح إلا أنه يشعر بالامتنان، ويحرص على طمأنة الطلاب الجدد الذين يخشون ارتكاب الأخطاء: “أقول لهم إن وجودهم هنا للتعلم والتدريب وليس هناك ما يخيف”.
يشير مور إلى أن البرنامج منحه الثقة والقدرة على طرح الأسئلة وفهم الأنظمة داخل المستشفى مؤكدًا أن “سيرتش” مثالي لمن يبحثون عن مسار وظيفي واضح بعد التخرج.
بعد 20 عامًا يظل مشروع “سيرتش” النموذج الوحيد في المنطقة الذي يمنح الشباب ذوي الإعاقة فرصة عملية للتأهيل والاندماج في سوق العمل بشكل فردي، جامعًا بين التدريب والدعم الإنساني الحقيقي.