تقدّر منظمة الصحة العالمية عدد الأشخاص ذوي الإعاقة عالميًا، بما بين مليار إلى 1.3 مليار شخص، يعاني كثير منهم من التهميش أو نقص الخدمات، خصوصًا في الدول النامية.
المفارقة اللافتة أن أربعة دول فقط تضم ما يقارب ثلث عدد الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم، وسط تباين حاد في حجم الدعم المقدم لفئة ذوي الإعاقة، وتعقيدات وتحديات في إجراء حصر دقيق، إلى جانب وجود اختلاف في تعريف الإعاقة من دولة إلى أخرى
تتصدر الصين، الولايات المتحدة، الهند، وإندونيسيا، قائمة الدول الأعلى في أعداد ذوي الإعاقة عام 2025.
الصين.. رقم متفرد ودعم تقني متزايد
تتصدر الصين القائمة بنحو 85 مليون شخص من ذوي الإعاقة، وفق تقديرات رسمية لاتحاد منظمات ذوي الإعاقة والتقارير الحكومية في 2025، ما يميز الصين اهتمام السلطات بها بالتقنيات التكنولوجية المساعدة في الحياة اليومية والتعليم والعمل، وأستطاعت أن تحجز لنفسها مكانة متميزة في صناعة وتصدير الأجهزة التعويضية والمساعدة.
وتتنوع الإعاقات بين جسدية، بصرية، سمعية، عقلية ومتعددة، مع ازدياد لافت في نسب الإعاقات المرتبطة بالتقدم في العمر، خاصة مع الشيخوخة السكانية السريعة.
الحكومة الصينية خصصت برامج دعم موسعة، حيث أشارت بيانات رسمية إلى استفادة 16.4 مليون شخص من بدلات التمريض، وما يزيد عن 11 مليون من معونات المعيشة، كما غطى التأمين الصحي الأساسي أكثر من 95% من الأشخاص ذوي الإعاقة.
الولايات المتحدة.. ربع البالغين ذوي إعاقة
تأتي الولايات المتحدة في المركز الثاني عالميًا، يصل التعداد إلى 70 مليون بالغ من ذوي الإعاقة، يمثلون نحو 28.7% من إجمالي السكان البالغين، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لعام 2025.
المراقبون والنشطاء في الولايات المتحدة يخضون معارك قانونية للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة وتمكينهم وظيفيا، وضمان دعم اجتماعي وصحي جيد.
وتشمل الإعاقات الشائعة:
13.9% إدراكية (صعوبات في التفكير أو التركيز)
12.2% حركية (صعوبات في المشي أو صعود الدرج)
إلى جانب إعاقات حسية واستقلال معيشي.
تعتمد الولايات المتحدة على تشريعات قوية، أبرزها قانون “الأمريكيين ذوي الإعاقة” (ADA)، وتوفر برامج دعم عبر Medicaid، والرعاية النفسية، والتوظيف، لكن منظمات مدنية حذرت هذا العام من أن تخفيضات الميزانية الفيدرالية قد تؤثر على ملايين المستفيدين.
الهند.. تمويل متواضع وعدد ضخم
تقدر أعداد ذوي الإعاقة في الهند بحوالى 64.6 مليون شخص، ما يعادل 4.5% من عدد السكان، وتُعد الإعاقات الحركية والذهنية والكلامية الأكثر انتشارًا.
ورغم ضخامة العدد، لم تتجاوز الميزانية المخصصة لوزارة تمكين ذوي الإعاقة هذا العام 153 مليون دولار، وقد خُصص جزء منها لبرامج مثل الأجهزة التعويضية، وإعادة التأهيل، والمنح الدراسية، إلا أن مراقبين يرون أن التمويل لا يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات، خصوصًا مع ضعف تطبيق السياسات وصعوبة الوصول في المناطق الريفية.
إندونيسيا.. فجوة في البيانات وضعف في التمويل
احتلت إندونيسيا المركز الرابع عالميًا، مع تقديرات متفاوتة تُراوح بين 22 إلى 39 مليون شخص، لكن وزارة الشؤون الاجتماعية الإندونيسية قدرت العدد بشكل رسمي في 2025 بنحو 11.3 مليون شخص، بينهم 1.9 مليون من ذوي الإعاقات المتوسطة إلى الشديدة.
ورغم اعتراف الحكومة بالحاجة الملحّة لتوسيع الخدمات، إلا أن الميزانية المخصصة للمفوضية الوطنية لذوي الإعاقة تقلّصت هذا العام إلي 360 ألف دولار، ما أثار انتقادات من المجتمع المدني بشأن أولويات الدولة في هذا الملف.