يعاني محمود عزت من أحد أسوأ أنواع ضمور العضلات، (دوشين) الذي يهدده بالموت في كل لحظة، ومع ذلك فإن حقنة واحدة قادرة على هزيمة المرض وإعادته صحيحًا معافى.
المشكلة أن ثمن الحقنة 3 ملايين دولار (ما يعادل 150 مليون جنيه مصري). محمود عزت (26 عامًا)، تخرج في كلية الإعلام، ويحلم بمصباح علاء الدين الذي يحقق له أمنيته الوحيدة. أما مصباح علاء الدين في قصة محمود فقد يكون الحكومة المصرية إذا تعاطفت مع حالته ووفرت له العلاج. قد يكون المصباح فنانًا، أو رجل أعمال، أو جمعية خيرية، أو ثروة تهبط عليه من السماء إذا أراد الله لها أن تهبط.
المهم في القصة أن الأمل موجود داخل قلب والدته التي أصابها الحزن على ولدها (الوحيد) بالمرض، وجعلها هي الأخرى لا تقوى على الحركة.

في السابعة من عمره، شعر محمود بضعف شديد في جسده، وبدأت مشيته تتغير. تقول والدته لـ«جسور»: عرضناه على الأطباء الذين أجروا له التحاليل، لنكتشف أنه مريض بضمور العضلات. ومع ذلك، لم يمنعه المرض عن الدراسة، ولم يحرمه من التفوق!
وتضيف: ظل لسنوات يستطيع المشي بطريقة بطيئة، ولكنه حين وصل إلى سن 17 عامًا، صار قعيدًا على كرسي متحرك. ولم يتوقف أبدًا عن جلسات العلاج الطبيعي، ومتابعة أطباء في تخصصات عديدة، لأن المرض يؤثر على مختلف الأعضاء.
تصمت قبل أن تواصل: خطورة المرض أنه يتطور ويصيب أماكن عديدة حتى يصل إلى عضلة القلب، ما يشكل خطورة على حياته. وتنظر إلى ابنها الجالس بجانبها وتقول: “محمود من صغره عنده صبر وتحمّل ومتفهم”.
في الثانوية العامة، حصل محمود على مجموع 91%، ويقول لـ«جسور»: اخترت دخول كلية الإعلام (2017) على أمل ممارسة الصحافة التي أحبها، لكن جلوسي على الكرسي يثقل من حركتي، ولا يجعلني قادرًا على الذهاب لصحيفة أو مجلة أو موقع للانضمام إلى فريق العمل.
يهوى محمود القراءة، ويعترف أنه مغرم بروايات نجيب محفوظ وطه حسين. ومنذ عام، كتب منشورًا وناشد الجميع بمشاركته ليصل صوته إلى رئاسة الجمهورية، من أجل توفير العلاج وإنقاذه من موت محقق. لكن “المنشور” تم استغلاله من آخرين، عن طريق إنشاء صفحات وهمية لجمع التبرعات، ما جعل والدته تؤكد أنها ترفض تلقي أي تبرعات، وليس لابنها حسابات في البنوك.
وتختتم والدته: تجميع المبلغ من التبرعات صعب جدًا، لكنه ليس مستحيلًا. ويقول محمود: العلاج جيني اسمه elevidys، عبارة عن حقنة تؤخذ مرة واحدة، ثمنها (150 مليون جنيه)، موجودة في الإمارات وقطر والكويت والبحرين.