حولت جمعية “نبض” السورية فقدان البصر من معاناة شخصية إلى حكاية كفاح ملهمة، إذ انطلقت عام 2023 من محافظة إدلب بمبادرة شبابية قادها مجموعة من المكفوفين، لتؤكد أن الإعاقة ليست نهاية الطريق بل بداية لصناعة الأمل وبناء مستقبل جديد.
وفي مشاركتها بمعرض دمشق الدولي بدورته الـ62، وهو معرض تجاري واستثماري فى مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية والتعليمية والصحية والتراثية، تعرض الجمعية تجربتها الرائدة في تقديم خدمات تعليمية نوعية لذوي الإعاقة البصرية، وتسعى من خلال وجودها في المعرض إلى بناء شراكات استراتيجية تعزز من أثرها المتنامي محلياً ودولياً.
وقالت ندى قنطار إحدى مؤسسات”نبض” لوكالة الأنباء السورية“سانا” إن الجمعية ترتكز على محورين أساسيين هما: الدعم التعليمي الشامل والدمج المجتمعي الفعّال. مشيرة إلى أن جهودها تستهدف تذليل العقبات أمام المكفوفين عبر توفير أدوات الوصول إلى المعرفة.
وتمكنت الجمعية خلال عام واحد فقط من تسجيل نحو 100 ألف صفحة صوتياً من المناهج الدراسية، وتحويل نحو50 ألف صفحة PDF إلى ملفات Word قابلة للقراءة عبر البرامج الناطقة، مما أسهم في تمكين آلاف الطلاب أكاديمياً.
كما أطلق فريق”نبض” منصة إلكترونية مجانية تحمل اسم”شعاع الأمل” لتقديم دعم أكاديمي متخصص لطلاب التعليم الأساسي والثانوي، وسجلت المنصة نسب نجاح متميزة بين المستفيدين. إلى جانب ذلك، نظمت الجمعية دورات تدريبية في استخدام الحاسوب والهواتف الذكية وورشات توعوية لغير المكفوفين لنشر ثقافة التعامل الإيجابي مع هذه الفئة.
وقد أوضح رئيس الجمعية عبد القادر شيخو أن المشاركة في المعرض تمثل فرصة للتعريف بأنشطة”نبض” وفتح قنوات تعاون مع المؤسسات والشركات التكنولوجية لتطوير حلول مبتكرة، لافتاً إلى أن خدمات الجمعية وصلت بالفعل إلى طلاب في الأردن مع تزايد الطلبات من فلسطين والسعودية، في خطوة نحو التوسع العالمي.
وأضاف”نطمح لأن نصبح منظمة ذات أثر عالمي ونؤمن أن المكفوفين قادرون على قيادة التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم تماماً كما يفعل الآخرون”
ويشهد معرض دمشق الدولي هذا العام إقبالاً واسعاً. حيث بلغ عدد زواره خلال خمسة أيام فقط 891 ألف شخص، بمشاركة 800 شركة محلية وعربية وأجنبية، وتمثيل رسمي من44 دولة، ما يعكس أهميته كأبرز تظاهرة اقتصادية وثقافية في سوريا والمنطقة.