Skip to content

“جود” كبيرة الممرضات في بريطانيا: الدواء وحده غير كاف لذوي الإعاقة

“جود” كبيرة الممرضات في بريطانيا: الدواء وحده غير كاف لذوي الإعاقة

لا توجد تعليقات

– فاطمة الزهراء بدوي

في سياق الاحتفاء بأسبوع الإعاقة التعلمية، تبرز جود، كبيرة الممرضين المجتمعيين والمصرحة بالوصف غير الطبي، كنموذج مهني وإنساني يوازن بين الدقة السريرية والفهم العميق لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة التعلمية. تقدم عبر عملها اليومي مثالًا حيًا على كيف يمكن للممارسات الصحية أن تكون فعالة وعادلة في آن واحد.

جود ممرضة خبيرة، وأيضًا موصية بالعلاج من خارج الإطار الطبي التقليدي، ما يعني أنها تخضع لتدريب متخصص يمكنها من وصف الأدوية بشكل مستقل، دون الرجوع لطبيب، ضمن حدود قانونية صارمة. هذا الدور يتطلب فهمًا شاملًا لأنواع الأدوية، آليات عملها، وتفاعلها مع الخصائص النفسية والسلوكية للمريض، إضافة إلى إدراك واسع للعوامل الاجتماعية المحيطة.

توضح أن المريض من ذوي الإعاقة التعلمية لا يحتاج فقط لعقار، ولكن يحتاج إلى من يفهم لغته الخاصة، ويحترم طريقته في التعبير، ويمنحه مساحة للمشاركة في القرارات العلاجية. وتضيف أن كل وصفة دوائية تصدر عنها تمر بمرحلة تأمل وتحليل واطلاع على الخلفيات الطبية والاجتماعية والنفسية، لضمان أن العلاج لن يكون عبئًا إضافيًا على المريض، بحيث يصبح وسيلة لتحسين نوعية حياته.

تعمل جود ضمن فريق STOMP، وهي مبادرة بريطانية وطنية تهدف إلى وقف الإفراط في استخدام الأدوية النفسية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة التعلمية. تبنّت وزارة الصحة هذه المبادرة في السنوات الأخيرة، بعد رصد ارتفاع نسب صرف الأدوية المهدئة دون أسباب سريرية دقيقة. ومن خلال STOMP، يتم العمل على مراجعة الأدوية التي يتناولها المرضى، وتقليل الجرعات غير الضرورية، وإتاحة بدائل علاجية سلوكية أو بيئية عند الإمكان.

بالنسبة إليها، لا تقتصر مهمتها على تقليل الأدوية، ولكنها تمتد إلى خلق حوار علاجي فعال مع المريض وأسرته، والتأكد من أن الاستشارة السريرية ليست مجرد موعد طبي، بل تجربة شاملة تراعي التفاصيل الصغيرة التي تصنع فارقًا كبيرًا. وتوضح أن جزءًا من نجاح الاستشارة يكمن في القدرة على الاستماع دون استعجال، وطرح الأسئلة المناسبة التي تكشف عمق الاحتياج الحقيقي.

وتسعى إلى تطوير نماذج تدخل مستقبلية تعتمد على المرونة والتكيف مع كل حالة، إذ لا توجد خطة علاجية تنفع للجميع. تركز على أن الرعاية الجيدة يجب أن تُبنى على الفرد لا على التشخيص، وعلى ما هو مناسب لشخص محدد في بيئته الواقعية، وليس فقط وفق البروتوكولات العامة.

الجدير بالذكر أن الممارسة التي تقدمها جود لا تهدف إلى الاستغناء عن الدواء، ولكن إلى ترشيده وضمان ألا يكون هو الخيار الوحيد، خاصةً إذا كان بالإمكان تقديم دعم نفسي أو اجتماعي موازٍ قد يحقق نتائج أفضل بأقل ضرر.

ترى  أن تمكين الممرضين من وصف الأدوية يمنح الرعاية الصحية المجتمعية دفعة قوية نحو تحسين كفاءة الاستجابة وتقصير المسافات بين المريض والعلاج، لا سيما في مجالات معقدة مثل الإعاقة التعلمية، حيث تختلف تعبيرات الألم والانزعاج من شخص لآخر. وفي ختام حديثها، تؤكد أن المريض هو من يجب أن يكون في مركز كل خطة، وأن كل تدخل يجب أن ينبع من احترام الاختلافات، والاقتناع بأن تحسين الحياة اليومية مهمة إنسانية أولًا.

المقالة السابقة
محكمة إنجليزية تقضى بتعويض موظف تعرض للتمييز بسبب الإعاقة
المقالة التالية
“جسور” نظمت العرض..لأول مرة بالكويت تقديم مسرحية”ملك المسرح” بلغة الإشارة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed