حصة الجابر.. الصماء المثالية وحكم الشطرنج الدولي التي زارها بن راشد

حصة الجابر.. الصماء المثالية وحكم الشطرنج الدولي التي زارها بن راشد

المحرر: سحر شيبة - الإمارات

حصة الجابر الأم الإماراتية الصماء التي فقدت زوجها مبكرا، لتتولى مسؤولية تربية أربعة أبناء بمفردها، حملت على كتفيها عبء الأم والأب معًا، وعملت بجد في بلدية دبي، لتصبح نموذجًا للإرادة والتحدي.

تقول حصة عن رحلتها لـ” جسور” تعلّمت من طفولتي أن الحياة ليست سهلة، لكنها تستحق أن تُعاش بكرامة، وُلدت وسط عائلة كبيرة تضم ستة إخوة وتسع أخوات، خمسة منهم مصابون مثلي بالصمم والبكم، لكن وجود والدي كان نقطة الضوء التي أنارت طريقنا، فهو من غرس في قلبي الثقة، ودفعني وإخوتي إلى مواجهة التحديات والتمسك بحقوقنا في أن نكون جزءاً فاعلاً في المجتمع، ومازال رغم تقدّم عمره المرجع الأول لي في جل قراراتي.

محكمة الشطرنج حصة الجابر
محكمة الشطرنج حصة الجابر

كبرت وأنا أحمل إعاقتي الوراثية كجزء من هويتي، لا كقيد يعيقني، وعندما جاء وقت الزواج، وجدت نصفي الآخر في رجل من أصحاب الهمم، يشبهني في الإعاقة ويكملني في الروح، وبنينا معاً بيتاً صغيراً يملؤه الحب، أنجبنا أربعة أبناء أصحاء، لكن القدر خبأ لي امتحاناً أقسى، رحل زوجي بعد صراع مع مرض في قلبه، وتركني بمفردي في مواجهة الحياة ومعي  أربعة أيتام.

تكريم الإماراتية حصة الجابر بعد فوزها بلقب الأم المثالية

تكمل حصة حديثها: ” لم أسمح للحزن أن ينهي حياتي، بل قررت أن أكون الأم والأب معاً، أملأ الفراغ الذي تركه والدهم، وأزرع في قلوب أبنائي القوة والحب معا، تسع سنوات مرّت منذ ذلك الرحيل، كبر خلالها أبنائي وكبر معهم الصبر في قلبي، ومن كرم الله وفضله التحق ابني البكر راشد بالخدمة الوطنية، بينما واصلت أنا العمل بلا انقطاع.

تقول: كانت أمنيتي الكبرى بعد وفاة زوجي أن امتلك بيتاً يأوينا ويحمي مستقبل أولادي، وفي ذات مرة ذهبت لأداء فريضة الحج، وهناك دعوت الله أن يحقق لي أمنيتي وهي بيت في دبي لأمان أبنائي وبالقرب من عملي، وعادتني الدعوة محمّلة بالمفاجآت، إذ فوجئت بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى بيتي المتواضع، يمنحني جائزة الأم المثالية، ثم يأمر بتوفير منزل لي مجهز بالكامل في دبي لي ولأولادي.

تكريم محمة الشطرنج والأم المثالية حصة الجابر

وتستطرد حصة:”في حياتي العملية لم أكتف بالعمل في بلدية دبي، بل عملت أيضا في مقصب دبي منذ 21 عاماً، أقدم الشرح بلغة الإشارة للموظفين والطلاب من الصم حول ضوابط ذبح المواشي، وأطبع التقارير الخاصة بالمؤتمرات، وبعد ساعات العمل أعود إلى أبنائي، أتابع دروسهم، نضحك ونلعب ونحلم ونتحدث عن خططنا المستقبلية، وأمنحهم وقتاً للمرح في مراكز الترفيه أو بين الأهل.

وتصف حصة نفسها قائلة:” أنا شخصية لا تؤمن بالاستسلام، بل أرى الحياة جميلة بالعمل والحركة، تعلمت من نشأتي وظروف طفولتي شتي دروس الصبر والعزيمة، وأثر ذلك في كل قراراتي وإختياراتي حتي لعبتي المفضلة هي الشطرنج لعبة تشبهني في الصبر والحكمة والنجاح بصمت، فأصبحت عضو وحكم دولي للشطرنج في نادي دبي لأصحاب الهمم، وأمارس الفنون اليدوية وأشارك في المعارض، وأكثر ما أكرهه المبالغة في الحزن علي المفقود، فهذه طبيعة الحياة التي يجب أن نتفهمها لنرضي بكل أقدارنا، أحب دوما أن أملأ حياتي بما يجعلها جميلة، فالوقت ثمين جدا لا يجب أن نضيّعه في الحزن.

المقالة السابقة
باسم الحابل.. ناشط فلسطيني أصم ينقل إلى العالم معاناة غزة بلغة الإشارة
المقالة التالية
قطر.. فرص وظيفية في «سمارت مايند» للمتخصصين في تعليم ذوي الإعاقة الذهنية