.png)
احتفلت محافظة حضرموت أمس بتكريم خريجي ذوي الإعاقة البصرية، ضمن فعاليات اليوم العالمي للعصا البيضاء، الذي نظمته الشبكة الوطنية لمناصرة حقوق ذوي الإعاقة بالشراكة مع جامعة سيئون كلية البنات وجمعية التربية الخاصة (أيادينا سند)، تحت شعار “العصا البيضاء رمز استقلال لا إعاقة”.
وفي هذا السياق أكد عبدالله أحمد باجري، مسؤول العلاقات والتعاون الدولي بالشبكة الوطنية لمناصرة حقوق ذوي الإعاقة، لـ”جسور”، أن هذا الاحتفال لا يُمثل مجرد مناسبة رمزية، بل هو تجسيد حي لروح الالتزام الوطني والمجتمعي تجاه فئة أساسية من أبناء الوطن، فالأشخاص ذوو الإعاقة البصرية هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني، ولهم كامل الحقوق في التعليم، والتمكين، والمشاركة الفاعلة.
وأضاف أن الشبكة الوطنية تنطلق في رؤيتها من إيمان عميق بأن قدرة الإنسان لا تُقاس بما يفتقده، بل بما يملكه من إرادة، وعزيمة، وطموح، وأن قدرة الكفيف ليست أقل من غيره، بل قد تكون أعمق حين تتوفر له البيئة الداعمة والفرص العادلة، موضحًا أن التمكين الحقيقي يبدأ من التعليم، ومن توفير بيئة دامجة تضمن للطلبة المكفوفين حقهم الكامل في التحصيل العلمي، والمشاركة الأكاديمية، والتفاعل المجتمعي.
وأشار إلى أن العصا البيضاء، التي نحتفي بها اليوم، ليست مجرد أداة، بل رمزٌ عميق للاستقلال والكرامة، ودليل على قدرة الإنسان على تجاوز التحديات حين يُمنح الدعم والاعتراف والمكانة التي يستحقها.
وأوضح أن الشبكة الوطنية تعمل على ترسيخ هذا المفهوم من خلال بناء شراكات استراتيجية مع الجامعات والمؤسسات التعليمية، وتقديم المبادرات التي تُسهم في تطوير البرامج، وتدريب الكوادر، وتوفير الأدوات التي تُمكّن المكفوفين من ممارسة حياتهم التعليمية والمهنية باستقلالية وفاعلية، بما يعكس الالتزام الوطني والمجتمعي تجاههم، ويعزز من حضورهم كأفراد فاعلين ومنتجين في المجتمع.
وختم بالقول :«إن مسؤوليتنا تجاه ذوي الإعاقة البصرية ليست مسؤولية مؤقتة أو موسمية، بل هي التزام مستمر، وواجب وطني وأخلاقي، يتطلب منا جميعًا أن نكون صوتًا داعمًا، ويدًا ممدودة، وبيئة حاضنة للتميز والإبداع»
وفي كلمته، أكد وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء الأستاذ عامر سعيد العامري أن مشاركة السلطة المحلية في هذه المناسبة تأتي إيمانًا بأهمية دعم ذوي الإعاقة وتمكينهم من الاندماج في الحياة العامة، مشيدًا بجهود المنظمين وما حققه الخريجون من إنجاز يعكس إرادة قوية وتحديًا حقيقيًا للصعوبات.
من جانبه، أشار الدكتور مرشد الجرو، عميد كلية البنات بجامعة سيئون، إلى أن الاحتفال بخريجي ذوي الإعاقة البصرية يعكس التزام الجامعة بتوفير بيئة تعليمية دامجة تمكّن الطلاب من ممارسة حقوقهم التعليمية والاجتماعية بحرية واستقلالية، مؤكدًا أن هؤلاء الخريجين يمثلون نموذجًا حيًا للإرادة والتميز والمشاركة الفاعلة في المجتمع.
وتخلل الحفل عدد من الفقرات الرسمية والفنية والتوعوية، من بينها تلاوة قرآنية وحديث نبوي شريف، ومشهد تمثيلي بعنوان “دقيقة في عالمي”، إلى جانب أركان تفاعلية مميزة أبرزها:
ركن تعريفي بالعصا البيضاء وأنواعها ودلالاتها.
تجربة الغرفة المظلمة (عيش تجربة الكفيف).
ركن كتابة الأسماء بطريقة برايل
ركن الأطفال للرسم والتعبير عن مفهوم العصا البيضاء.
وفي ختام الحفل، تم تكريم الخريجين وعدد من الجهات الداعمة والمهتمين، تقديرًا لجهودهم في خدمة قضايا ذوي الإعاقة البصرية وتعزيز قيم الدمج والمساواة.
حضر الفعالية الدكتور أحمد العوش، نائب عميد كلية المجتمع بسيئون، وسامي أنيس الكاف، رئيس جمعية المكفوفين بوادي حضرموت، وعدد من الأكاديميين وذوي الإعاقة وأسر الخريجين والمهتمين بالشأن الحقوقي.
وأكد المنظمون أن هذا اليوم يجسد وحدة الرسالة في حضرموت من شرقها إلى غربها في دعم وتمكين ذوي الإعاقة البصرية، وترسيخ الوعي المجتمعي بحقوقهم، مشيرين إلى أن العصا البيضاء ستبقى رمزًا للكرامة والاستقلال والإرادة.
