حنان العنزي تكتب: التمكين.. من الأقوال إلى الأفعال

حنان العنزي تكتب: التمكين.. من الأقوال إلى الأفعال

المحرر:
حنان العنزي

عندما بدأت رحلتي مع «جسور»، كنت أؤمن بأن الدمج ليس مجرد فكرة نناقشها في المؤتمرات، ولا شعار يُرفع في المناسبات، بل هو عمل جماعي يحتاج إلى إرادة صادقة وتعاون مؤسسي ومجتمعي واسع.

اليوم، وأنا أكتب هذه الكلمات لقراء «جسور» في عددها الرابع، أشعر بالفخر أن خطتنا للدمج لم تبقَ حبرًا على ورق. لقد تحولت إلى قصص نجاح حقيقية، بفضل شراكة مميزة مع مؤسسات المجتمع المختلفة، التي لم تتردد في أن تكون جزءًا من التغيير.

قوة التعاون

تعلّمت من تجربتي أن التمكين لا يمكن أن يقوم به طرف واحد. فحين تتحد جهود الجامعات، والمدارس، والهيئات الحكومية، والشركات الخاصة، إلى جانب منظمات المجتمع المدني، يصبح الدمج نهجًا ثابتًا، ويصبح صوت ذوي الإعاقة حاضرًا في كل مساحة.

هذا التعاون لم يفتح أبواب الفرص فحسب، بل ساعد على تغيير النظرة النمطية، ليصبح ذوو الإعاقة شركاء فاعلين في التعليم، والعمل، والرياضة، والفنون، وفي صناعة المستقبل.

الكويت ورؤية التمكين

دولة الكويت، برؤيتها الطموحة 2035، وضعت الإنسان في قلب التنمية. ومن هنا، كان دعمها لبرامج الدمج والتمكين ترجمة عملية لالتزامها بأن يكون التمكين عملًا، لا قولًا. فالتشريعات، والسياسات، والدعم المستمر للمبادرات المجتمعية، كلها رسائل واضحة بأن الكويت تؤمن بالعدالة والمشاركة المتكافئة.

«جسور».. مساحة أمل

اليوم، «جسور» ليست مجرد مجلة تُقرأ، بل منصة إنسانية تجمع التجارب، وتوثّق النجاحات، وتفتح آفاقًا جديدة أمام ذوي الإعاقة. رسالتنا أن نكون جسرًا بين الحلم والواقع، وبين الطموح والإنجاز.

تمكين مستدام

التمكين ليس محطة مؤقتة، بل رحلة مستمرة تتجدد مع كل تحدٍ ومع كل إنجاز، فما يُبنى اليوم يحتاج إلى رعاية الغد، حتى تبقى قصص النجاح متجددة ومتضاعفة. والاستثمار الحقيقي ليس فقط في توفير الفرص، بل في صناعة بيئة داعمة تُلهم وتحتضن طاقات الأفراد، وتمنحهم الثقة للابتكار والإبداع.

ومن خلال الاستمرارية والمتابعة، يمكننا أن نحول الدمج من مبادرات موسمية إلى ثقافة راسخة، هذه الثقافة هي الضمانة الوحيدة لبناء مجتمع عادل، يضع الإنسان أولًا، ويؤمن بأن التنوع قوة، وأن العدالة شراكة لا غنى عنها لصناعة المستقبل.

رسالة إلى القارئ

أكتب إليكم من قلب التجربة: إن كل خطوة صغيرة نحو الدمج هي حجر أساس لمستقبل أكثر عدلًا. لنجعل تمكين ذوي الإعاقة مسؤولية نتقاسمها جميعًا، فبهم يكتمل المجتمع، ومعهم نصنع وطنًا لا يُقصي أحدًا.

حنان خلف العنزي

مؤسِسة ورئيسة مجلس إدارة شركة جسور العالمية للخدمات الاستشارية

المقالة السابقة
الحويلة: أسر ذوي الإعاقة تشكل نموذجًا متكاملًا للرعاية المتبادلة
المقالة التالية
النيابة الإدارية في مصر تختتم دورة لغة الإشارة دعمًا لذوي الإعاقة

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)