ركاب أصحاء يستغلون كراسي متحركة لتجاوز إجراءات صعود الطائرات

ركاب أصحاء يستغلون كراسي متحركة لتجاوز إجراءات صعود الطائرات

المحرر: سماح ممدوح حسن-أمريكا
خدمات السفر لذوي الإعاقة

في الوقت الذي تسعى فيه شركات الطيران إلى تحسين خدماتها للمسافرين من ذوي الاحتياجات الخاصة. تصاعد جدل واسع في الولايات المتحدة حول ما وصفه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بظاهرة «رحلات المعجزات».

وهو تعبير ساخر يشير إلى ركاب يطلبون كراسي متحركة أثناء الصعود إلى الطائرات. ثم يغادرونها سيرًا على الأقدام دون أي مساعدة عند الوصول.

استغلال خدمات السفر لذوي الإعاقة الحركية الحقيقية

وبحسب تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز الامريكية. انتقد عدد كبير من المسافرين هذه الممارسات. معتبرين أنها تمثل استغلالًا لخدمات خُصصت أساسًا للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية الحقيقية.

وفي هذا السياق، تداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي تجارب شخصية وصورًا ومقاطع فيديو. تُظهر ركابًا يصلون إلى بوابة الصعود على كراسٍ متحركة، بينما يغادرون الطائرة لاحقًا دون أي دعم.

ومن ناحية أخرى، عرض أحد مستخدمي منتدى r/todayilearned على موقع «ريديت» تفاصيل ما يحدث. موضحًا أن بعض الركاب يتظاهرون بوجود صعوبات حركية، ثم يحصلون على معاملة تفضيلية ومقاعد أفضل داخل الطائرة. وأضاف أن هؤلاء الركاب، بعد انتهاء الرحلة، يغادرون الطائرة بشكل طبيعي، وكأن الرحلة الجوية عالجتهم تمامًا.

وفي المقابل، أقر بعض المستخدمين علنًا باستخدام هذه الخدمة لأسباب غير طبية. حيث قال أحدهم إنه يستعين بكرسي متحرك لجدته في المطار فقط حتى لا تضل الطريق، رغم أنها لا تعاني أي مشكلات حركية.

وفي الوقت نفسه، اعتبر آخرون أن هذا الجدل يمثل هجومًا غير عادل على قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة، مؤكدين أن الإعاقات غير المرئية لا تقل حدة عن الإعاقات الظاهرة.

شركات الطيران تشجع أحيانًا على طلب الكراسي المتحركة

وعلاوة على ذلك، أشار بعض المسافرين إلى أن شركات الطيران نفسها تشجع أحيانًا على طلب الكراسي المتحركة. خاصة في المطارات الكبرى التي تتطلب مسافات طويلة للانتقال بين البوابات. مثل مطار أوهير في شيكاجو، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من الصعب التمييز بين الحاجة الحقيقية والاستغلال.

وفي سياق متصل، أعلنت الرابطة الدولية للنقل الجوي IATA . أن شركات الطيران سجلت زيادة سنوية تقدر بنحو 30% في طلبات المساعدة بالكراسي المتحركة داخل المطارات الكبرى.

وأوضحت الرابطة أن هذا الارتفاع يمثل تحديًا حقيقيًا لصناعة الطيران، خاصة في ظل محدودية أعداد العاملين المكلفين بتقديم هذه الخدمة.

كما لفتت الرابطة إلى أن الطلبات تتركز بشكل ملحوظ في مناطق معينة، من بينها الرحلات من وإلى الولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، والهند، وأوروبا.

وفي الوقت ذاته، شددت على أن كثيرًا من هذه الطلبات لا تأتي بالضرورة من أشخاص ذوي إعاقات جسدية. بل من ركاب يشعرون بعدم القدرة على التنقل داخل مطارات مزدحمة أو من كبار السن الذين يحتاجون إلى دعم إرشادي.

ومن جانبه، أوضح الخبير في صناعة السفر جاري ليف، أن الصعود المبكر يمنح بعض الركاب فرصة للحصول على مقاعد أفضل. وهو ما يشجع البعض على طلب خدمات المساعدة دون حاجة حقيقية.

وأضاف أن عدد العاملين المتعاقدين لتقديم خدمات الكراسي المتحركة محدود في كل مطار. الأمر الذي يؤدي إلى تأخير المسافرين الذين لديهم احتياج فعلي لهذه الخدمة.

وفي السياق نفسه، أكد ليف أن بعض الركاب الذين يطلبون كراسي متحركة يواجهون في النهاية انتظارًا أطول عند النزول من الطائرة. أو يقفون على ممر الطائرة حتى يصل الدعم المطلوب، وهو ما يعكس حجم الضغط الذي تواجهه هذه الخدمات.

مستخدمي الكراسي المتحركة المزيفين يزيدون عناء الرحلات

وفي ضوء ذلك، تسمح شركات طيران كبرى مثل دلتا وجيت بلو وأميركان إيرلاينز بطلب الكراسي المتحركة أثناء حجز التذاكر. دون أن تطلب تقديم تقارير طبية. وفي هذا الإطار، أوضح متحدث باسم يونايتد إيرلاينز أن الشركة لا تشترط أي إثبات رسمي للإعاقة عند طلب هذه الخدمة.

ومن ناحية أخرى، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن أحد الركاب قوله إن رحلته تأخرت مؤخرًا بسبب وجود 25 راكبًا يستخدمون كراسي متحركة. ما عطل عملية الصعود إلى الطائرة. وأكد الراكب أن هذه الظاهرة تزيد من إرهاق تجربة السفر، التي تعاني أصلًا من ضغوط متزايدة.

وفي الختام، يفتح هذا الجدل نقاشًا أوسع حول التوازن بين حماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وضمان عدم استغلال الخدمات المخصصة لهم.

وبينما يطالب البعض بضوابط أكثر صرامة، يحذر آخرون من أن أي تشديد قد يضر بأشخاص يحتاجون فعلًا إلى هذه المساعدة. خاصة أولئك الذين يعانون إعاقات غير ظاهرة.

المقالة السابقة
صعوبات تواجه تنقل المكفوفين في المغرب بسيارات الأجرة ودعوات لتدخل الحكومة
المقالة التالية
«التضامن»: احتفالية الأزهر بذوي الإعاقة رسالة بأنهم شركاء فاعلون في المجتمع المصري