أثار خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت ف. كينيدي الابن الخاصة بالتوحّد موجة من الانتقادات من العائلات والناشطين والمتخصصين، الذين اعتبروا أن الرسائل الصادرة عن الإدارة الحالية مؤذية وتعيد النقاش خطوات إلى الوراء، بحسب موقع Wisconsin Examiner.
في مؤتمر صحفي عقد الاثنين بواشنطن، وصف ترامب التوحّد بأنه “أزمة رهيبة” بينما كان كينيدي قد صرّح في وقت سابق بأن “التوحّد يدمّر العائلات” ويشكّل “مأساة فردية” هذه التصريحات رفضتها أسر عديدة في ولاية ويسكونسن.
فقد شددت ميجان هافتون وهي أم لطفلين مصابين بالتوحّد وتعمل مختصة في جمعية التوحّد لجنوب وسط ويسكونسن، على أن التوحّد ليس مأساة كما يُصوَّر، قائلة”ليس هذا هو الوصف الذي أصف به عائلتنا أو حياتنا على الإطلاق”. وأكدت أن البحث العلمي لم يثبت وجود علاقة سببية بين تناول الأسيتامينوفين أثناء الحمل والتوحّد، كما أن الدراسات دحضت المزاعم بوجود رابط بين اللقاحات والتوحّد.
من جانبها قالت بيث سويدين، المديرة التنفيذية لمجلس ويسكونسن للأشخاص ذوي الإعاقات النمائية، إن مثل هذه التصريحات “تُصوّر المصابين بالتوحّد كفئة ينبغي تقليل وجودها” مؤكدة أن “الأمريكيين المصابين بالتوحّد لهم الحقوق نفسها في الحياة والحرية والسعي وراء السعادة”. فيما أضافت رئيسة المجلس سيدني بادو: “الأشخاص المصابون بالتوحّد كانوا موجودين دائمًا، ونحن جزء من صورة الإنسانية”.
الأهالي الذين تمت مقابلتهم عبّروا عن استيائهم من العودة إلى تصوير التوحّد كمرض. فقد قالت هيذر موراي، والدة شاب يبلغ 20 عامًا، “التوحّد ليس مرضًا يمكن علاجه، بل هو طريقة للوجود وهوية لا يمكن فصلها عن الشخص”.
أما جيني برايس من ماديسون، وهي ناشطة في الدفاع عن حقوق الأسر، فوصفت خطاب كينيدي بأنه غير مفيد لأنه يرسخ صورة سلبية ومضللة عن التوحّد.
الانتقادات طالت أيضًا أولويات الإنفاق على البحث العلمي. فقد أشارت راشيل شافي المديرة التنفيذية لمنظمة “أوتيزم يونايتد أوف ويسكونسن”، إلى أن 418 مليون دولار صُرفت عام 2020 على أبحاث التوحّد، لكن 8% فقط وُجّهت إلى تطوير الدعم والخدمات، واعتبرت ذلك “فرصة ضائعة”.
وتؤكد إيرين ميلر، البالغة من العمر 40 عامًا والمصابة بالتوحّد، أنها سئمت من التكهنات حول أسبابه، مطالبة بالتركيز على أبحاث عملية تساعد المصابين في حياتهم اليومية، مثل تحسين التعليم وتطوير ممارسات التوظيف وتقديم تسهيلات خاصة للنساء في دور رعاية المسنين.
وبحسب المصدر، يخشى الناشطون والأسر أن تؤدي سياسات الإدارة الحالية إلى تراجع الدعم والخدمات وبرامج الدمج في المدارس، لصالح خطاب يكرّس الخوف من التوحّد بدلاً من تعزيز حقوق وكرامة المصابين به.