Skip to content

دراسة أمريكية: التدخين يزيد معدلات الإعاقة خصوصاً بين النساء

دراسة أمريكية: التدخين يزيد معدلات الإعاقة خصوصاً بين النساء

لا توجد تعليقات

وكالات- جسور- فاطمة الزهراء بدوي

كشفت دراسة نُشرت في دورية Tobacco Control أن معدلات الإعاقة ترتفع بشكل ملحوظ بين المدخنين مقارنة بغير المدخنين. وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تقدّر نسب الإعاقات ومستوياتها بين البالغين في الولايات المتحدة، حسب حالة التدخين والخصائص الديموغرافية.

اللافت أن النساء المدخنات سجلن نسب إعاقة أعلى، من نظرائهن من الرجال. فقد بلغت النسبة بين النساء المدخنات 16.5٪، بينما وصلت بين الرجال المدخنين إلى 12.1٪. أما من ناحية العرق والإثنية، فقد كانت نسب الإعاقة أعلى بين المدخنين من غير ذوي الأصول اللاتينية (19٪)، مقارنة بنظرائهم من أصل لاتيني (11٪).

اعتمد الباحثون على بيانات المسح الوطني للمقابلات الصحية (NHIS) في الفترة ما بين 2019 و2023، وشملت عينة البحث نحو 150 ألف شخص بالغ. ووفقًا للتحليل، تبين أن 14.1٪ من البالغين الذين يدخنون حاليًا لديهم شكل من أشكال الإعاقة، سواء كانت إعاقة حركية، بصرية، سمعية أو معرفية.

وأكد الباحثون أن نسب الإعاقة بأنواعها المختلفة كانت أعلى بمرتين إلى 2.4 مرة بين المدخنين الحاليين مقارنة بغير المدخنين. وتشمل هذه الأنواع صعوبة في الرؤية، السمع، الحركة، أو الإدراك، وهي إعاقات تؤثر مباشرة في القدرة على ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي.

ويشير الباحثون إلى أن هذه البيانات قد تُستخدم في تطوير برامج وتدخلات صحية مخصصة للمدخنين من ذوي الإعاقة، خاصةً أن الحملات العامة للإقلاع عن التدخين قد لا تكون فعالة بالشكل الكافي مع هذه الفئة. فالمعاناة من إعاقة قد تؤثر على قدرة الشخص على الوصول للمعلومات، أو المشاركة في برامج الدعم، أو حتى استيعاب مضار التدخين بصورة كاملة، وهو ما يتطلب أدوات تواصل أكثر تخصيصًا وملاءمة.

وتقول الدراسة إن ربط حالة التدخين بالإعاقة لا يعني بالضرورة وجود علاقة سببية مباشرة، ولكن تكرار هذا الترابط في نتائج الدراسات يدفع الخبراء لإعادة التفكير في الطرق المستخدمة لتشجيع الإقلاع عن التدخين. إذ من المحتمل أن يؤدي التدخين طويل الأمد إلى مضاعفات صحية تؤدي إلى الإعاقة، أو أن يعيش بعض الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئات تزيد فيها فرص التدخين نتيجة العزلة أو التوتر أو قلة الدعم المجتمعي.

كما تسلط النتائج الضوء على التفاوت الاجتماعي في الصحة، إذ ترتبط بعض أنماط السلوك الضار بالصحة مثل التدخين بالطبقات الأكثر هشاشة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. وهذا ما يجعل التدخين لا مجرد عادة، بل ظاهرة لها أبعاد مركّبة، صحية ونفسية واجتماعية. ويختتم الباحثون بالتأكيد على أهمية تطوير أدوات بحث جديدة لرصد الاحتياجات الخاصة للمدخنين المصابين بإعاقات، وتوفير خدمات صحية تستجيب لهذه الاحتياجات بشكل عادل ومنصف.

المقالة السابقة
الإمارات تجدد التزامها بتمكين أصحاب ذوي الإعاقة في مؤتمر الأطراف بنيويورك
المقالة التالية
مسارات يفتح آفاق التمكين ويوظف 492 من ذوي الإعاقة في الشارقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed