Skip to content

دراسة:40% من المسنين ذوي الإعاقة بكوريا الجنوبية يعيشون بمفردهم

دراسة:40% من المسنين ذوي الإعاقة بكوريا الجنوبية يعيشون بمفردهم

المحرر: فاطمة الزهراء بدوي

كوريا الجنوبية – جسور

كشفت دراسة حديثة عن تعمّق العزلة الاجتماعية التي يعيشها كبار السن من ذوي الإعاقة في كوريا الجنوبية، مشيرة إلى فجوات واسعة تفصلهم عن أقرانهم غير المعاقين في نواحٍ حياتية متعددة، أبرزها السكن والدخل والعمل والرعاية الصحية والتواصل الرقمي.

ووفقًا لتقرير صادر عن “المعهد الكوري لتنمية ذوي الإعاقة” (KODDI)، فإن نحو 39.4% من المسنين المعاقين ممن تجاوزوا سن 65 عامًا يعيشون بمفردهم، مقارنة بـ32.5% فقط بين كبار السن غير المعاقين؛ مما يعكس ارتفاعًا مقلقًا في معدلات العيش الانفرادي بين هذه الفئة.

وبينما عرّف التقرير العزلة الاجتماعية على أنها “انعدام وجود شخص يُلجأ إليه وقت الضيق النفسي أو المرض”، فقد أظهرت الإحصاءات أن 26.3% من كبار السن المعاقين يعانون من هذه العزلة، وهو ما يمثل نسبة أعلى بمرة ونصف تقريبًا من المسنين غير المعاقين الذين بلغت نسبتهم 15.5%.

بحلول عام 2024، بلغ عدد كبار السن المسجلين رسميًا كذوي إعاقة في كوريا الجنوبية نحو 1.46 مليون شخص، أي ما يعادل 14.6% من إجمالي كبار السن في البلاد. وكانت الإعاقات الحركية هي الأكثر شيوعًا بينهم بنسبة 46.6%، تلتها الإعاقات السمعية بنسبة 25.3%، ثم الإعاقات البصرية بنسبة 9.7%.

من الجانب الاقتصادي، يتقاضى المسنون المعاقون دخلًا شهريًا يبلغ في المتوسط 2.11 مليون وون كوري (حوالي 1530 دولارًا)، أي ما يمثل 72% فقط من دخل أقرانهم غير المعاقين. ويواجهون في المقابل نفقات صحية ورعائية أعلى بنسبة تفوق 50%، إذ يصل متوسط إنفاقهم الشهري على هذه الخدمات إلى 147 ألف وون.

في سوق العمل، تبلغ نسبة العاملين من كبار السن المعاقين 22.7% فقط، مقارنة بـ39.7% من غير المعاقين. وعلى الرغم من ذلك، أبدى نحو ثلثهم رغبة واضحة في العمل، ما يشير إلى وجود حواجز تحول دون اندماجهم المهني.

أما في المجال الرقمي، فالوصول إلى التكنولوجيا لا يزال محدودًا بشدة؛ إذ يستخدم 47.3% فقط من المسنين المعاقين الهواتف الذكية، مقابل 69% من غير المعاقين، بينما تنخفض نسبة استخدام الحواسيب إلى 7.7% فقط، مقارنة بـ13.3% لغير المعاقين.

علّقت لي كيونغ-هي، رئيسة المعهد، قائلة إن “الشيخوخة مع الإعاقة تمثل عبئًا مزدوجًا يستدعي مقاربات أكثر شمولًا”، داعية إلى تطوير سياسات تراعي احتياجاتهم الخاصة في الإسكان، والرعاية المجتمعية، وإمكانية الوصول الرقمي، بما يضمن كرامتهم ومشاركتهم الاجتماعية.

يُسلط التقرير الضوء على الحاجة الملحة إلى توسيع شبكة الدعم الاجتماعي، وتوفير حلول تراعي الجوانب النفسية والمادية والبيئية لحياة كبار السن من ذوي الإعاقة، في بلد يواجه فيه السكان شيخوخة متسارعة، ما يجعل هذه القضايا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

المقالة السابقة
“القومي للبحوث”: 90% من الأمراض الوراثية في مصر بسبب زواج الأقارب
المقالة التالية
التحول الرقمي يهدد سلامة ذوي الإعاقة وكبار السن فى بريطانيا