قطع «جوردان بيرنز» لاعب الراجبي الإنجليزي على الكرسي المتحرك اليدوي، أكثر من 40 ميلًا باستخدام يديه فقط دعماً لذوي الإعاقة. ولم يكتفِ الشاب البالغ من العمر 30 عامًا بهذا الإنجاز الرياضي. بل حرص أيضًا على إيصال رسالة واضحة مفادها أن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على تحقيق ما يتجاوز التوقعات عندما تتاح لهم الفرصة.
جمع التبرعات دعماً لذوي الإعاقة
نشأ جوردان في منطقة ستانديش بمدينة ويجان البريطانية، ومنذ صغره واجه تحديات الشلل الدماغي. ومع ذلك، اختار أن يجعل من إعاقته قوة دافعة بدلًا من أن تكون حاجزًا أمامه.
قرر جوردان أن يخوض تحديًا استثنائيًا، حيث قاد دراجة يدوية لمسافة 64.4 كيلومترًا. بهدف جمع التبرعات لفريقه في نادي ويجان ووريورز ولجمعية مرض العصبون الحركي. وهو مرض عصبي يؤثر على الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة الطوعية.
وخلال التحدي، تواجدت أسرته وأصدقاؤه وزملاؤه في الفريق داخل مركز روبن بارك الترفيهي، ليقدموا له الدعم والتشجيع.
وبحسب ما قاله في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية BBC راديو مانشستر. فإن إعاقته منحتْه دافعًا قويًا، كما شعر بـ«نشوة كبيرة» حين أدرك أن الجهد الذي بذله طوال الأشهر الماضية أثمر في النهاية.
وأوضح جوردان أنّ كثيرين يعتقدون أن الأشخاص ذوي الإعاقة غير قادرين على القيام بأنشطة رياضية مرهقة كهذه. ولذلك أراد أن يواجه تلك النظرة النمطية بشكل مباشر.
وأكد أن نجاحه في إتمام مسافة الأربعين ميلًا يشكل دليلًا جديدًا على أن ذوي الإعاقة يستطيعون الإنجاز بل والتفوّق.
وأضاف قائلًا:
«أردت أن أظهر للجميع أن الشخص من ذوي الإعاقة قادر على تحقيق أهداف كبيرة. هذا الإنجاز كان رسالة لي ولغيري بأن الإرادة يمكن أن تغير كل شيء»
دافع رياضي وإنساني ودعم مجتمعي
ويستعد جوردان حاليًا لدخول موسمه الرابع مع فريق ويجان ووريورز للرجبي بالكراسي المتحركة. ومع ذلك، لا يقتصر دافعه على المنافسة الرياضية. فهو يسعى أيضًا لدعم ناديه من خلال جمع التبرعات اللازمة لتوفير معدات جديدة وكراسٍ أكثر تطورًا.
وقال:«نحن نريد التطور كفريق، ونريد أن نصبح أقوى وأكثر جاهزية للمنافسات المقبلة. وبما أنني ابن ويجان، فأنا أحلم بأن أحقق البطولات مع النادي»
ولم يتوقف إلهامه عند حدود فريقه فقط، بل استمد الكثير من القوة المعنوية من قصة لاعبَي الرجبي الشهيرين روب بورو وكيفن سينفيلد.
وأشار إلى أنه من أشد المعجبين بالعلاقة التي تجمعهما وبجهود سينفيلد في دعم الأعمال الخيرية، رغم أن كليهما ارتبط تاريخيًا بنادٍ منافس.
ولكي يتمكن من إنجاز هذا التحدي، خضع جوردان لبرنامج تدريبي استمر ستة أشهر. شملت ساعات طويلة من التمرين في صالة الألعاب الرياضية بالإضافة إلى جلسات منتظمة على الدراجة اليدوية.
وعلى الرغم من وجود لحظات شعر فيها بالشك. فإنه تمكّن في النهاية من تجاوز كل المخاوف، ووصف إحساسه بإكمال التحدي بأنه «رائع للغاية»
وفي صباح اليوم التالي للتحدي، تلقى جوردان رسالة من رجل مصاب بمرض العصبون الحركي يشكره فيها على جهوده. وهو ما منحه شعورًا إضافيًا بعمق تأثير ما فعله.
وبمجرد قراءة الرسالة، شعر جوردان برغبة قوية في خوض تحدٍّ آخر في العام القادم، وإن لم يحدد طبيعته بعد.
وقال: «كان من الرائع أن يتواصل الناس معي بهذه الطريقة. هذا الارتباط الإنساني جعلني أكثر حماسًا لخوض تحدٍ جديد قريبًا»
فى الختام، تُبرز قصة جوردان أن الإعاقة لا تُلغي الطموح، وأن التصميم المستمر قادر على تجاوز جميع الحواجز. وبينما يتقدم جوردان في مسيرته الرياضية والإنسانية، يواصل رسالة التحلي بالإرادة والشغف يمكن أن يفتح الطريق أمام إنجازات لا يتوقعها الكثيرون.


.png)


















































