ناشد اتحاد الصم في السودان جميع زارعي القوقعة السمعية وأولياء أمورهم بالمشاركة في استبيان بحثي عاجل، يهدف إلى تقييم الأوضاع الصحية والإنسانية لهذه الفئة، في أعقاب الحرب التي اندلعت في البلاد منذ عام 2024 وتسببت في تدهور شامل في الخدمات الصحية وغياب الدعم المخصص لذوي الإعاقة.
وأكد الاتحاد في بيانه أن الظروف الراهنة أدت إلى تعقيد حياة الآلاف من الصم ومستخدمي أجهزة زراعة القوقعة، خاصة مع الانهيار الواسع للبنية التحتية الصحية وصعوبة الوصول إلى المراكز المتخصصة، بالإضافة إلى نقص حاد في قطع الغيار والمعينات السمعية، مما فاقم معاناة هذه الشريحة الهشة من المجتمع.

ويأتي هذا النداء في إطار دعم دراسة علمية تُجرى حاليًا بواسطة فريق من طلاب وخريجي كلية الطب بجامعة الخرطوم، بالتعاون مع عدد من الاستشاريين المتخصصين في زراعة القوقعة، بهدف رصد الواقع الحالي لمستخدمي الجهاز داخل السودان وفي مناطق النزوح واللجوء، وتوثيق العقبات التي تحول دون حصولهم على الرعاية الطبية المستحقة.
وتسعى الدراسة إلى بناء قاعدة بيانات دقيقة تسلط الضوء على حجم الفجوة في تقديم الخدمات، تمهيدًا لاقتراح تدخلات عملية يمكن أن تساهم في تحسين جودة حياة زارعي القوقعة، سواء عبر المبادرات الصحية أو الدعم الإنساني من الجهات الوطنية والدولية.
ويُعد الاستبيان المصاحب للدراسة أداة أساسية لجمع المعلومات من المرضى وأسرهم، حيث يحتوي على مجموعة من الأسئلة المغلقة والمفتوحة التي تغطي الجوانب الصحية، واللوجستية، والاجتماعية المتعلقة باستخدام الجهاز بعد الحرب.
ودعا اتحاد الصم كل من أُجريت لهم عمليات زراعة القوقعة داخل السودان، سواء كانوا مقيمين حاليًا داخل البلاد أو نازحين أو لاجئين في الخارج، إلى المشاركة في الاستبيان، والمساهمة في إنجاح هذا الجهد البحثي الذي يهدف إلى لفت الأنظار لمعاناتهم المتصاعدة، وتفعيل الاستجابة اللازمة لاحتياجاتهم.
تأثرت خدمات الدعم والرعاية الاجتماعية للمعاقين بشكل كبير بسبب الحرب و النزاعات المستمرة والأزمات الاقتصادية في السودان، وفي هذا السياق، تبذل المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة واليونيسف جهودًا مكثفة لدعم ذوي الإعاقة عبر برامج إعادة التأهيل والتوعية وتهيئة البنية التحتية الصحية.
كما تعمل المنظمات المحلية بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لتعزيز دمج المعاقين في المجتمع وتحسين وصولهم إلى التعليم والخدمات الصحية، رغم التحديات الأمنية واللوجستية التي تواجهها البلاد.