دمج ذوي الإعاقة عبر الرياضة والنشاط البدني.. توصيات مؤتمر خورفكان بالشارقة

دمج ذوي الإعاقة عبر الرياضة والنشاط البدني.. توصيات مؤتمر خورفكان بالشارقة

المحرر: سماح ممدوح حسن-الإمارات

اختتم مؤتمر خورفكان العلمي الدولي الثامن لذوي الإعاقة والتربية البدنية المعدلة أعماله بعد يومين من النقاشات العلمية والحوارات المتخصصة التي استضافها مسرح جامعة خورفكان الإماراتية تحت شعار «النشاط البدني المستدام وجودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة».

وحسب وكالة الأنباء الإماراتية، فقد جاءت التوصيات النهائية للمؤتمر لتعكس حجم الجهود المبذولة من الباحثين والخبراء لتقديم حلول علمية وعملية تسهم في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز دمجهم المجتمعي عبر الرياضة.

توصيات استراتيجية وعملية

من أبرز ما خرج به المؤتمر تقديم مقترح بإنشاء تخصص أكاديمي جديد يمنح درجة البكالوريوس في النشاط البدني المعدل ضمن برامج الجامعات، وهو مقترح يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، ويهدف إلى إعداد كوادر علمية ومهنية قادرة على تلبية احتياجات ذوي الإعاقة وتأهيلهم عبر النشاط البدني، بما يتماشى مع المعايير الأكاديمية العالمية.

كما دعا المشاركون إلى ضرورة نشر ثقافة ممارسة النشاط البدني بين الأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارها وسيلة فعالة لتحسين نوعية الحياة والوقاية من أمراض مرتبطة بقلة الحركة، إلى جانب تعزيز مفاهيم الدمج الاجتماعي والتمكين الذاتي. وشدد الباحثون على أهمية الاعتماد على أساليب علمية دقيقة لجمع البيانات وتحليلها بما يضمن دقة وموثوقية نتائج الأبحاث، مؤكدين أن هناك حاجة ماسة إلى ممارسات قائمة على الأدلة والنظريات العلمية، يتم تطبيقها بشكل مدروس ونشرها بشفافية لتوجيه السياسات العامة المتعلقة برياضة ذوي الإعاقة.

ولم يغفل المؤتمر الجانب التقني، حيث أوصى بتطوير محاكاة افتراضية باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من تعلم مهارات استخدام العصا البيضاء والتنقل بأمان، في خطوة رائدة توظف التكنولوجيا الحديثة لتسهيل حياة هذه الفئة وتعزيز استقلاليتها.

منصة دولية للحوار

المؤتمر الذي نظمه نادي خورفكان للمعاقين بالتعاون مع أكاديمية بحث وتطوير أنشطة علوم الرياضة (دراسا) وبالتنسيق مع مجلس الشارقة الرياضي، شكّل منصة عالمية جمعت كوكبة من الباحثين والخبراء المتخصصين في مجال النشاط البدني المعدل من مختلف دول العالم، ما أتاح فرصة لتبادل الخبرات العلمية ومناقشة أحدث الأبحاث والتجارب الدولية.

وبحسب المنظمين، فقد حملت النسخة الثامنة من المؤتمر طابعاً مميزاً من حيث ثراء الأوراق البحثية المطروحة التي غطت قضايا مثل التدخل المبكر واستراتيجيات التدريب والبرامج التطبيقية لذوي الإعاقة ودور الرياضة في تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية.

إشادة بالدعم الرسمي والمجتمعي

شهدت مراسم الختام حضور شخصيات بارزة يتقدمهم عبد الله صالح النقبي رئيس مجلس إدارة نادي خورفكان للمعاقين ورئيس اللجنة العليا المنظمة، والدكتور لؤي سعيد علاي النقبي نائب الرئيس ورئيس اللجنة التنفيذية، إلى جانب الدكتور أحمد سعد الشريف رئيس جمعية الرياضيين في الإمارات.

وفي كلمة ألقاها خلال الختام، تقدم عبد الله النقبي بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على رعايته الكريمة للمؤتمر، مؤكداً أن سموه ما زال على مدى عقود يمثل داعماً أساسياً لرياضة ذوي الإعاقة ورعايتها وتطويرها، بما أسهم في إحداث نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي. كما أثنى على جهود أعضاء اللجنة العليا المنظمة، وأعضاء نادي خورفكان للمعاقين، والشركات والمؤسسات الراعية، ووسائل الإعلام التي ساهمت في إنجاح الحدث.

وأشار النقبي إلى أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر لن تبقى مجرد حبر على ورق، بل ستكون محل دراسة وتنفيذ خلال الفترة المقبلة، بما يضمن أن يكون لها أثر ملموس في تطوير قطاع رياضة ذوي الإعاقة داخل الإمارات وخارجها.

إشادة الباحثين بالنهضة الإماراتية

من جهتهم، أعرب العلماء والباحثون المشاركون عن تقديرهم للتجربة الإماراتية في مجال رعاية ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرين إلى أن الإمارات والشارقة على وجه الخصوص، باتت نموذجاً عالمياً في الاهتمام بهذه الفئة، من خلال توفير بيئة تشريعية ومجتمعية متقدمة، وتبني مبادرات نوعية في مجالات التعليم، والصحة والرياضة والتوظيف.

وأكد المشاركون أن عقد مثل هذه المؤتمرات بشكل دوري يسهم في تطوير البحث العلمي وتعزيز التعاون الدولي في قضايا الإعاقة، ويجعل من الإمارات وجهة رائدة لاستقطاب الكفاءات العالمية وتبادل الخبرات في هذا المجال.

أهمية المؤتمر على المدى البعيد

يرى مختصون أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر، خصوصاً ما يتعلق بإنشاء تخصص أكاديمي للنشاط البدني المعدل وتبني تقنيات حديثة مثل الواقع الافتراضي، ستحدث تحولاً نوعياً في طريقة التعامل مع قضايا الإعاقة.

فهي لا تركز فقط على الجانب العلاجي أو التأهيلي، وإنما تفتح الباب أمام مقاربات وقائية وتنموية تضع الأشخاص ذوي الإعاقة في موقع الفاعل لا المتلقي، بما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الدمج الكامل والتمكين المستدام.

وبذلك يكون مؤتمر خورفكان العلمي الدولي قد اختتم أعمال نسخته الثامنة وهو يضع نصب عينيه خطة عمل مستقبلية واضحة المعالم، تركز على بناء جيل جديد من المختصين، وتعزيز وعي المجتمع، وتوظيف أحدث الابتكارات لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، بما يجعل الرياضة والنشاط البدني رافعة حقيقية لتحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية الشاملة.

تتبنى دولة الإمارات رؤية إنسانية شاملة في التعامل مع قضايا الإعاقة، إذ وضعت سياسات وتشريعات تضمن المساواة والكرامة والدمج الكامل في المجتمع. وأصدرت الدولة القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2006 في شأن حقوق ذوي الإعاقة، الذي أكد حقهم في التعليم والعمل والرعاية الصحية والمشاركة المجتمعية، كما غيّرت مصطلح «ذوي الإعاقة» إلى «أصحاب الهمم» عام 2017 في مبادرة وطنية تعكس تقدير قدراتهم ومكانتهم.

تطوير الدولة منظومة الخدمات المتخصصة

أنشأت الإمارات شبكة واسعة من المراكز والمؤسسات التي تقدم خدمات تأهيلية وتعليمية وصحية لأصحاب الهمم، تشمل العلاج الطبيعي والتربية الخاصة والدعم النفسي والاجتماعي. وتوفر وزارة تنمية المجتمع برامج تدريبية ومبادرات للتمكين الاقتصادي، فيما تتيح هيئات التعليم الحكومية والخاصة فرص التعلم الدامج في المدارس والجامعات مع توفير الوسائل التقنية والمساندة اللازمة.

تعزز الحكومة الدمج المجتمعي والوظيفي

تعمل الإمارات على دمج أصحاب الهمم في سوق العمل من خلال مبادرات مثل «توظيف أصحاب الهمم» و«منصة تمكين»، وتشجع القطاعين العام والخاص على توفير بيئات عمل مرنة وخالية من العوائق. كما تدعم الدولة مشاركتهم في الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية، وتنظم بطولات محلية ودولية تسهم في إبراز قدراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

توظف الدولة التكنولوجيا لخدمتهم

تستثمر الإمارات في الابتكار لتسهيل حياة أصحاب الهمم، إذ أطلقت مشاريع تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتطبيقات رقمية لتسهيل التنقل والتواصل والتعليم عن بُعد. وتعمل الجهات المختصة على تحديث البنية التحتية بما يتوافق مع معايير الوصول العالمية في المرافق العامة ووسائل النقل والمباني الحكومية.

المقالة السابقة
نائبة بحرينية: الضمان الاجتماعي وتمكين ذوي الإعاقة أولوية برلمانية
المقالة التالية
الرياض تستضيف الملتقى الأول لأبحاث الإعاقة تحت شعار «نبحث اليوم، لنُمكّن غداً»

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (461) اتفاقية الإعاقة (608) الإعاقة (142) الاستدامة (1100) التحالف الدولي للإعاقة (1073) التشريعات الوطنية (845) التعاون العربي (515) التعليم (83) التعليم الدامج (65) التمكين الاقتصادي (90) التنمية الاجتماعية (1095) التنمية المستدامة. (84) التوظيف (64) التوظيف الدامج (828) الدامج (56) الدمج الاجتماعي (637) الدمج المجتمعي (163) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (73) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (509) الكويت (86) المجتمع المدني (1077) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1070) تمكين (87) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (527) حقوق الإنسان (76) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (373) ذوو الإعاقة (156) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1038) ذوي الإعاقة (528) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (396) سياسات الدمج (1058) شركاء لتوظيفهم (386) قمة الدوحة 2025 (650) كود البناء (450) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (342) مجتمع شامل (1065) مدرب لغة الإشارة (640) مصر (84) منظمة الصحة العالمية (663)