.png)
تواصل جامعة القاهرة في مصر تنفيذ خطتها ضمن المبادرة الرئاسية «تمكين» التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع الأكاديمي والعملي، في خطوة تعبّر عن رؤية الدولة المصرية تجاه تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين.
وتهدف المبادرة، التي انطلقت فعالياتها يوم السبت الماضي وتستمر أسبوعًا كاملًا داخل كليات الجامعة والإدارة العامة لرعاية الشباب، إلى خلق بيئة تعليمية داعمة لطلاب ذوي الإعاقة وتمكينهم من المشاركة الكاملة في الأنشطة الجامعية والمجتمعية على حد سواء.
و أكد الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة بدأت بالفعل في تنفيذ سلسلة من الفعاليات التي تجمع بين التوعية والمشاركة والتعبير الإبداعي، مشيرًا إلى أن فكرة دمج وتمكين ذوي الهمم ليست مجرد واجب اجتماعي بل «استثمار وطني» في طاقات بشرية قادرة على المساهمة في بناء مستقبل أكثر شمولًا وعدالة.
وأوضح أن المبادرة تتضمن مجموعة من الأنشطة التعليمية والفكرية والرياضية والفنية التي تهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس وتنمية مهارات الطلاب ذوي الإعاقة من خلال بيئة جامعية متعاونة وداعمة.
التمكين عبر لغة الإشارة
شهد اليومان الأول والثاني من فعاليات المبادرة تفاعلًا واسعًا بين الطلاب من مختلف الكليات، حيث نظمت كلية طب الأسنان ندوة بعنوان «التمكين عبر الإشارة: من التواصل إلى المشاركة المجتمعية»، ركزت على أهمية لغة الإشارة كوسيلة أساسية للدمج والتفاعل داخل الجامعة.
وشهدت الندوة حضورًا كبيرًا من طلاب الكلية وطلاب ذوي الهمم. كما أُقيمت مسابقة تثقيفية بعنوان «اعرف حقوقك» بهدف توعية الطلاب بحقوق ذوي الإعاقة القانونية والتعليمية داخل الحرم الجامعي، وتأكيد مسؤولية الجميع في دعمهم وتمكينهم.
وفي كلية الحقوق، احتضنت قاعة المؤتمرات ندوة موسعة بعنوان «الحقوق القانونية للطلاب ذوي الإعاقة في مؤسسات التعليم العالي»، ناقشت التشريعات الوطنية والدولية التي تضمن حقوق ذوي الهمم في التعليم والعمل والمشاركة العامة، كما فتحت النقاش بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حول آليات تطبيق تلك الحقوق داخل الجامعة المصرية وخارجها.
فعاليات رياضية وفنية لتعزيز الدمج
من جانبها، أوضحت الدكتورة جيهان المنياوي، مسؤولة ملف الإعاقة بجامعة القاهرة، أن المبادرة ستستمر طوال الأسبوع بمجموعة متنوعة من الأنشطة في جميع الكليات، من مسابقات رياضية وفنية وثقافية إلى عروض مسرحية وغنائية يشارك فيها طلاب ذوي الهمم. وأضافت أن الهدف من هذه الأنشطة هو ترسيخ ثقافة الدمج الشامل، وتأكيد أن الاختلاف الجسدي أو الحسي لا ينتقص من القدرات الفكرية والإبداعية للطلاب، بل يثري الحياة الجامعية ويعزز التنوع داخل الحرم الجامعي.
تنوع الإعاقات وإثراء المجتمع الجامعي
كما صرحت الدكتورة نانيس عصام، مدير مركز خدمات ودعم ذوي الإعاقة بجامعة القاهرة، أن الأيام المقبلة ستشهد تنظيم مسابقات في ألعاب القوى ورفع الأثقال وتنس الطاولة، إلى جانب معارض فنية لعرض إبداعات الطلاب من مختلف الإعاقات.
وأشارت إلى أن المركز يسعى من خلال هذه الفعاليات إلى نشر الوعي حول أهمية التنوع في القدرات الإنسانية ودوره في إثراء الحياة الجامعية، مؤكدة أن جامعة القاهرة تمضي قدمًا في بناء نموذج يحتذى به في دمج ذوي الهمم داخل مؤسسات التعليم العالي في مصر.
