Skip to content

ذكرى ميلاد كازولي.. عداء فرنسي يحطم الأرقام بكرسي متحرك

ذكرى ميلاد كازولي.. عداء فرنسي يحطم الأرقام بكرسي متحرك

فرنسا- جسور- فاطمة الزهراء بدوي

في مثل هذا اليوم، الخامس من يوليو، وُلد في مدينة فيسول الفرنسية، الرياضي جوليان كازولي Julien Casoli، أحد أبرز الأسماء في تاريخ ألعاب القوى لذوي الإعاقة.

لم يكن كازولي مجرد عدّاء على كرسي متحرك، ولكن مثالٌ حقيقي للتحدي والانتصار على القيود الجسدية، ورسالة حية عن قوة الإنسان حين يعانق الشغف.

أُصيب كازولي بشلل نصفي سفلي، نتيجة جلطة في العمود الفقري، عندما كان في الرابعة عشرة. لم تُثنه الإعاقة عن الحياة؛ حيث اختار المضي في طريق مختلف، فبدأ تجربته الرياضية خلال فترة التأهيل، وتنقّل بين ألعاب متعددة مثل كرة السلة ورفع الأثقال، قبل أن يجد نفسه في عالم سباقات الكراسي المتحركة، الذي بدأ فيه رسميًا عام 2001.

في عام 2005، انضم إلى المنتخب الفرنسي، وسرعان ما أصبحت مشاركته في البطولات الدولية عادة سنوية، خاض أول ألعاب بارالمبية له في بكين عام 2008، حيث نال ميدالية برونزية ضمن سباق التتابع 4×400 متر، تبعتها مشاركات بارزة في لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2021، وتنوّعت إنجازاته بين سباقات 400 و800 و1500 و5000 متر، فضلًا عن الماراثون.

واحدة من محطاته الفارقة هي فوزه بماراثون باريس مرتين، عامي 2012 و2015، إذ أكد أنه لا يعتبر الماراثون هدفًا نهائيًا، بقدر ما يراه محطة لبناء اللياقة والصلابة الذهنية، لكن الفوز وسط الجمهور الفرنسي له وقع خاص، حتى أنه تلقّى تهانيَ تفوق تلك التي تلقاها بعد تتويجه بميدالية بارالمبية.

يُعرف عن كازولي التزامه الصارم بالتدريب، وتقديره للنوعية على حساب الكم، خاصةً مع تقدمه في السن. في الثلاثينات من عمره، صار أكثر وعيًا بجسده واحتياجاته، فبدأ في تعزيز برنامجه الرياضي بالتدريبات البدنية الخاصة، مما ساهم في تحسين تحمّله واستقراره الجسدي.

خارج الميدان، يهوى التنزه في الطبيعة، والسباحة، ويتابع سباقات السيارات بشغف، حتى إنه يعتبر “قيادة الفورمولا 1” وظيفة أحلامه، يستلهم من الرياضي الفرنسي الشهير كلود إيسورات، ويؤمن بشعار شخصي بسيط لكنه شديد العمق: “انهض كل صباح وقل لنفسك: أقدر أن أفعلها”.

يعد جوليان أكبر من مجرد رياضي بارالمبي؛ فهو صوتٌ فرنسي، يُجسّد فكرة أن الإعاقة لا تُلغي الطموح، ولكنها تدفعه نحو أفق جديد.. مع كل سباق يخوضه، وكل ميدالية يحرزها، يكتب صفحة جديدة في كتاب الإرادة الإنسانية، ويُلهم الأجيال القادمة من الرياضيين حول العالم.

المقالة السابقة
ولاية نيفادا توفر كتبًا صوتية ومجلات برايل مجانية للمكفوفين
المقالة التالية
محكمة هندية ترفض طعون الحكومة ضد منح المجندين معاش الإعاقة