.png)
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة بجمهورية مصر العربية، زيارة ميدانية إلى متحف بانوراما حرب أكتوبر بمحافظة القاهرة، بمشاركة عدد من طلاب المدارس وطلاب الدمج، برفقة أسرهم.
جاءت الزيارة ضمن سلسلة الفعاليات التي تنفذها الهيئة احتفاءً بذكرى نصر السادس من أكتوبر المجيد، وترسيخًا لقيم الانتماء والفخر الوطني بين مختلف فئات المجتمع، لاسيما فئة ذوي الهمم.
استهل المشاركون جولتهم بحضور عرض إرشادي داخل قاعة السيمنار بالبانوراما، حيث خاض الطلاب تجربة تفاعلية مميزة تحاكي أجواء حرب أكتوبر، من خلال عروض وثائقية تناولت بطولات الجيش المصري وتضحيات جنوده في معارك التحرير، بما أضفى طابعًا واقعيًا على التجربة التعليمية والثقافية التي قدمت بأسلوب مبسط يناسب الفئة المشاركة.
ذوو الإعاقة يحتفلون بنصر أكتوبر
وتواصلت الفعاليات التي نُفذت بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر الدكتور مسعود شومان، من خلال الإدارة العامة للتمكين الثقافي برئاسة الدكتورة هبة كمال، بجولة داخل معارض الجامعات المصرية المقامة في بهو البانوراما، والتي شهدت مشاركة متميزة من اتحادات الطلاب والقيادات الجامعية، إلى جانب الاطلاع على معارض الأدوات القتالية التي استخدمتها القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر.
واختُتمت الزيارة بالتقاط صور تذكارية جمعت الطلاب مع طلاب الكليات الحربية والبحرية وعدد من القيادات العسكرية، وسط أجواء احتفالية جسدت روح الفخر والانتماء للوطن.
تأتي هذه الفعالية في إطار التعاون المثمر بين وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة ووزارة الدفاع، وبالتنسيق مع وحدة تكافؤ الفرص بالإدارة التعليمية، بهدف دمج ذوي الإعاقة في الأنشطة الثقافية والمجتمعية، وتعزيز وعيهم بتاريخ وطنهم المجيد، وتنمية روح المواطنة لديهم من خلال الفنون والمعرفة.
وتُعدّ الهيئة العامة لقصور الثقافة واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية المصرية التي تولي اهتمامًا خاصًا بتمكين ذوي الإعاقة ودمجهم في الحياة الثقافية والفنية، انطلاقًا من إيمانها العميق بأن الثقافة حق للجميع، وأن الإبداع وسيلة فعالة للتعبير عن الذات وبناء الوعي.
وفي هذا الإطار، تنفذ الهيئة على مدار العام العديد من المبادرات والبرامج المتخصصة التي تهدف إلى تنمية مهارات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وإبراز مواهبهم في مجالات متعددة.
من أبرز تلك المبادرات برنامج «التمكين الثقافي» الذي يُعد الذراع الرئيسة للهيئة في هذا المجال، حيث ينظم ورشًا فنية وأدبية وموسيقية لذوي الإعاقة في قصور الثقافة المنتشرة بجميع المحافظات، مع توفير أدوات وخامات ملائمة لطبيعة كل إعاقة. كما يحرص البرنامج على إقامة معارض فنية لعرض أعمالهم، وإشراكهم في مهرجانات محلية ووطنية، بما يتيح لهم فرصًا حقيقية للاندماج والإبداع.
هيئة قصور الثقافة.. مبادرات لا تنتهي
كما أطلقت الهيئة مبادرة «إبداع بلا حدود» التي تهدف إلى اكتشاف الموهوبين من ذوي الإعاقة في مجالات الرسم والموسيقى والشعر والتمثيل، وتنظيم مسابقات دورية لتشجيعهم على تطوير مهاراتهم الفنية. وتعمل المبادرة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ووزارات التعليم والشباب والرياضة، لتوسيع قاعدة المستفيدين وضمان استدامة الدعم المقدم لهم.
وفي إطار تعزيز الوعي المجتمعي، تنظم قصور الثقافة ندوات توعوية ولقاءات تثقيفية للأهالي والمعلمين حول أساليب التعامل مع ذوي الإعاقة وحقوقهم في التعليم والعمل والمشاركة الثقافية، فضلًا عن عروض مسرحية توظف الفن كوسيلة لتصحيح المفاهيم السائدة عن الإعاقة ونشر ثقافة التقبل والتنوع.
كما شهدت محافظات الجمهورية خلال الأشهر الأخيرة فعاليات متنوعة بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة، تضمنت عروضًا فنية لفرق«ذوي الإعاقة» من قصور الثقافة، ومعارض منتجات يدوية من تنفيذهم كما معرض تراث المقام حاليا، إلى جانب تنظيم رحلات تثقيفية إلى المتاحف والمواقع الأثرية.
وتؤكد هذه الجهود المستمرة أن الهيئة العامة لقصور الثقافة لا تكتفي بتقديم أنشطة تقليدية، بل تعمل على بناء منظومة ثقافية شاملة تُسهم في تحقيق العدالة الثقافية وتكافؤ الفرص، وترسخ قيم الإبداع والانتماء لدى جميع أبناء الوطن دون استثناء.
وتواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة جهودها لتوسيع قاعدة المشاركة الثقافية لذوي الإعاقة من خلال شراكات مع وزارات ومؤسسات المجتمع المدني، وإطلاق مبادرات جديدة في القرى والمناطق النائية. وتهدف هذه الجهود إلى تحقيق العدالة الثقافية، وتمكين الأفراد من الإسهام الفعّال في الحياة العامة والإبداع الوطني.
