«اليونيسيف»: إطلاق صندوق لدعم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية عالميًا

«اليونيسيف»: إطلاق صندوق لدعم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية عالميًا

المحرر: سماح ممدوح حسن-أمريكا
ذوي الإعاقة السمعية

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف عن شراكة استراتيجية مع شركة Starkey  العالمية المتخصصة في تكنولوجيا السمع لدعم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية. لإطلاق صندوق الأطفال ذوي الإعاقة لأول مرة في خطوة تهدف إلى تعزيز الرعاية الشاملة للأطفال ذوي الإعاقة حول العالم.

ويأتي هذا التعاون في وقت تتزايد فيه الحاجة لدعم هذه الفئة، خصوصًا في ظل تراجع التمويل الدولي الأمريكي للعديد من البرامج الإنسانية.

خدمات شاملة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية وكافة الإعاقات

وتركز أهداف الصندوق خلال عامه الأول على تحقيق عدة محاور. أبرزها تمكين 35% من مكاتب يونيسف حول العالم من الالتزام بمعايير الحد من التمييز ضد الأطفال والعائلات والمجتمعات المهمشة.

وكذلك تطوير برامج تدريبية للكوادر في 65 دولة لتقديم خدمات شاملة للأطفال ذوي الإعاقة. بالإضافة إلى ذلك. يسعى الصندوق إلى توفير منتجات وأجهزة مساعدة لما يقارب 444 ألف طفل عبر برامج تدعمها يونيسف. مما يعزز شمولية البرامج ويتيح وصول الدعم إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين.

واستهلت المرحلة التجريبية من المشروع في ثلاثة دول، هي الهند وأوغندا وبيرو. حيث اتبعت كل دولة استراتيجية مختلفة لمعالجة مشكلات السمع.

ففي الهند، ركزت البرامج على التوعية المجتمعية وتغيير السلوك. وذلك بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الفحص المبكر والدعم المباشر للأطفال. خصوصًا أن الوصم الاجتماعي يشكل عائقًا أمام الاكتشاف المبكر والعلاج الفعال.

وفي أوغندا، خضع أكثر من 4000 طفل دون سن الثامنة لفحوصات دقيقة للكشف عن الإعاقات والتأخر في النمو. وتم جدولة برامج الرعاية والمتابعة لكل حالة.

فيما ركزت المبادرات في بيرو على تدريب العاملين الصحيين وتقديم الدعم الفني والممارسات العملية، بما يضمن تطبيق برامج فعالة ومستدامة.

1.5 مليار شخص حول العالم يواجهون تحديات سمعية

ويواجه نحو 1.5 مليار شخص حول العالم تحديات سمعية، بينهم 431 مليون يعانون من فقدان سمعي شديد. بينما يشكل الأطفال نحو 34 مليون منهم، مع ملاحظة أن نحو 80% من الحالات تقع في الدول النامية. وفقًا لبيانات أوين أوليندي، نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات في Starkey للمنطقة اللاتينية وإفريقيا. ومن هنا، تتضح الحاجة الملحة إلى تكثيف الجهود العالمية لدعم هذه الفئة.

وأشار أوليندي إلى أن أبرز العوائق تتمثل في التشخيص، والتكلفة، وضعف البنية التحتية الصحية، مؤكدًا أنه على الرغم من التحديات. فإن معالجة هذه القضايا تعتبر ضرورية. وأوضح أن الدول النامية تعطي الأولوية للأمراض المميتة على حساب المشكلات السمعية، رغم تأثيرها الكبير على صحة الأطفال، وعلى نموهم الشخصي والاجتماعي. وهو ما يجعل التحرك العاجل أمرًا محوريًا وحاسمًا.

من جانبها، شددت ميشيل والش، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التمويل في يونيسف الولايات المتحدة. على أن الشراكة مع Starkey تجمع بين الخبرة الفنية والتجربة المجتمعية. بما يتيح الوصول إلى حلول فعالة ومبتكرة لدعم الأطفال ذوي الإعاقة. وأضافت أن هذا التعاون يعزز أيضًا القدرة على تطوير استراتيجيات شاملة. وهو ما يضمن تنفيذ البرامج بشكل متكامل ومستدام.

وأوضحت والش أن التعاون يركز على بناء وعي المجتمع المحلي، وتدريب العاملين على الكشف المبكر، وتعزيز ثقافة الدمج الاجتماعي للأطفال. بما يعزز قدرتهم على المشاركة الفاعلة في المجتمع، ويزيد من وعي الأسر بأهمية الرعاية المبكرة. علاوة على ذلك، يتيح هذا النهج تعزيز ثقافة التضامن المجتمعي، والاهتمام بالاحتياجات الخاصة للأطفال في مراحلهم المبكرة.

وفي سياق متصل، ستساهم Starkey في دورة الألعاب الأولمبية الخاصة لعام 2026 في الولايات المتحدة.عبر تقديم خدمات الفحص السمعي للرياضيين والمدربين، وإرسال نحو 150 متطوعًا، من بينهم أخصائيون في السمع. لضمان صحة المشاركين ودعم أدائهم الرياضي بشكل مستمر وفعّال. ويأتي هذا الدعم بالتوازي مع جهود تعزيز بيئة رياضية شاملة، وتشجيع المشاركين على تحقيق أفضل النتائج الممكنة، مع مراعاة الجوانب الصحية والمهارية.

شراكات مجتمعية ودولية تغيّر حياة الأطفال للأبد

وأكدت الجهات المنظمة أن هذه المبادرة تعكس التزام الشركاء بتعزيز رفاهية الأطفال والشباب. وتهيئة بيئة ملائمة تمكنهم من تحقيق أفضل نتائجهم، كما تسهم بشكل مباشر في تطوير مهاراتهم وصقل قدراتهم. علاوة على ذلك، تعد المبادرة نموذجًا للشراكات المثمرة التي تجمع بين القطاعين العام والخاص، وتظهر أهمية التعاون المستدام في خدمة فئات المجتمع الأكثر حاجة.

واختتمت يونيسف وشركاؤها البيان بالتأكيد على أن كل مساهمة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، تساعد في تلبية الاحتياجات العاجلة للأطفال.  وقد تغير حياة طفل إلى الأبد، وهو ما يعكس فعالية التعاون الجماعي والتفاني في تقديم الدعم. كما شدد البيان على أهمية الشراكات المجتمعية والدولية. والتي تعتبر حجر الزاوية في تقديم الدعم المستدام والفوري للأطفال ذوي الإعاقة حول العالم. بما يضمن استمرار تأثيره الإيجابي على حياتهم ومستقبلهم.

المقالة السابقة
اختتام فعاليات بطولة الدارتس بشرم الشيخ بمشاركة ذوي الإعاقة الحركية
المقالة التالية
بـ 23 ميدالية.. الإمارات تتألق في الألعاب البارالمبية الآسيوية للشباب «دبي 2025»