ذكرى اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. تمر هذا العام على السودان وهو أسوأ حالًا. في ظل أوضاع إنسانية صعبة. حيث أدت الحرب المستمرة. وعمليات المليشيا المتمردة. إلى تدهور شامل في حياة مئات الآلاف من ذوي الإعاقة.
نزوح وتهجير قسري
ورغم أن هذا اليوم يفترض أن يكون مناسبة للتوعية والاحتفاء بحقوقهم، إلا أن الواقع الميداني يكشف عن مأساة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم. إذ تسببت العمليات المسلحة في ارتفاع أعداد المصابين، وتدمير مرافق الرعاية، وتعطيل خدمات التأهيل، إلى جانب النزوح الواسع والتهجير القسري. الذي جعل هذه الفئة من أكثر المتضررين.

وبالتوازي مع ذلك، تفتقر مناطق النزاع إلى الخدمات الأساسية التي يحتاجها الأشخاص ذوو الإعاقة، الأمر الذي يجعل حصولهم على الغذاء والدواء والحماية تحديًا يوميًا. كما أن المخيمات غير مهيأة لاستقبالهم، ولا تتوفر فيها التجهيزات الضرورية كالممرات والمرافق المخصصة، ما يعمّق معاناتهم في لحظة يفترض أن تسلط الضوء على حقوقهم لا أن تكشف حجم هشاشتهم.
تصريحات والي كسلا
وفي هذا السياق، أكد والي ولاية كسلا، اللواء الصادق محمد الأزرق. أن الحرب التي شنتها مليشيا أسرة دقلو المتمردة وأعوانها «ألقت بظلالها على كافة السودانيين، خاصة الأشخاص ذوي الإعاقة. وزادت من أعدادهم». حسب ما نشرته وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وجاء ذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. تحت شعار «نحو مجتمع شامل»، والذي نظمه مجلس الأشخاص ذوي الإعاقة. بوزارة التنمية الاجتماعية بالولاية.
وانتقالًا إلى مواقف الولاية، شدد الأزرق على أهمية العمل المشترك بين الحكومات والمنظمات. لتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة. في مختلف القطاعات، مؤكدًا اهتمام حكومته بدعمهم وإسنادهم خلال هذه المرحلة الحرجة. كما وجه مؤسسات الولاية بأن تكون أبوابها مشرعة. لتلبية حقوق واحتياجات هذه الشريحة. وتطوير مهاراتها عبر التدريب والتأهيل.
وأوضح أن «الإعاقة ليست عيبًا أو جريمة، بل ابتلاء»، مؤكدًا ضرورة مساواة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحقوق والواجبات.
ذوو الإعاقة في السودان يعيشون أوضاعا كارثية
وفي سياق متصل، تشير تقديرات منظمات دولية إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة في السودان. يعيشون أوضاعًا غير مسبوقة. هذا العام، إذ إن نحو 15% من المتضررين من النزاع بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. كما أوضحت التقارير أن مناطق النزاع تشهد نقصًا حادًا في خدمات التأهيل والأجهزة المساعدة. من أطراف صناعية وكراسي متحركة إلى أجهزة السمع والمستلزمات الطبية الأساسية.

وعلاوة على ذلك، تعاني فئة كبيرة من صعوبة الوصول إلى المساعدات. نتيجة ضعف التنسيق وغياب البنية التحتية الملائمة، بينما يتعرض الذين لا يستطيعون الحركة لخطر العزل والتهميش. داخل مناطق النزوح. وإلى جانب ذلك، فقد كثيرون معيلهم أو تشتتت أسرهم بفعل الحرب، ما جعلهم عرضة للمخاطر الصحية والنفسية. دون وجود مؤسسات قادرة على تغطية احتياجاتهم الأساسية.
وبذلك، يتأكد أن دعوات والي كسلا تأتي في توقيت بالغ الحساسية. حيث تتطلب الأزمة الحالية تحركًا واسعًا وسريعًا من الدولة. والمنظمات الإنسانية. لتأمين الحد الأدنى من الحماية والرعاية لهذه الشريحة. التي تواجه اليوم واحدة من أقسى الظروف في تاريخ السودان الحديث.


.png)
















































