أكد رئيس الاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة حسن الزعلان أن أوضاع ذوي الإعاقة في غزة قبل الحرب على الرغم من صعوبتها كانت تسير ضمن مسار نضالي قانوني واضح لنيل الحقوق. إلا أن حرب الإبادة الإسرائيلية نسفت هذا المسار بالكامل.
وأضاف الزعلان أن الاتحاد يعمل مع الوزارات والمؤسسات الأهلية لمتابعة تنفيذ القوانين. ويقدّم الشكاوى وينظم حملات مناصرة للحصول على الأجهزة المساعدة والتأهيل الطبي والمخصصات الاجتماعية. كما يقوم بتهيئة المرافق العامة. وأوضح أن هناك نظامًا واضحًا لضمان الحقوق عبر القوانين الفلسطينية واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
انهيار الحقوق بسبب الحرب
وأشار الزعلان إلى أن النزوح القسري شكّل مرحلة أخطر للمعاناة. إذ لم تُراعَ احتياجات ذوي الإعاقة في مراكز الإيواء. وأضاف أن هناك أطفالًا على كراسٍ متحركة في خيام موحلة. وأطفالًا من ذوي الإعاقات الذهنية أو التوحد بلا أي دعم نفسي. وأسر عاجزة عن حماية أبنائها، مؤكداً أن ذوي الإعاقة كانوا آخر من يُفكَّر فيهم أثناء النزوح.
التحوّل من الحقوق إلى المساعدات
وحذّر الزعلان من أخطر ما أفرزته الحرب وهو تحويل ذوي الإعاقة في غزة من أصحاب حقوق إلى مجرد حالات إنسانية. وقال قبل الحرب كنا نرفض منطق الشفقة ونطالب بالحقوق. أما اليوم فذوو الإعاقة يُختزلون في كرتونة مساعدات إن وُجدت. دون أي سياسات أو كرامة إنسانية.
وأضاف أن مرحلة ما بعد الحرب ستكون حاسمة. وطالب بإعادة الاعتبار لذوي الإعاقة في غزة كأصحاب حقوق قانونية. وإدماج قضايا الإعاقة في خطط التعافي وإعادة الإعمار منذ اليوم الأول. وأضاف نطالب بحصر شامل للإعاقات القديمة والجديدة. وإعادة تشغيل خدمات التأهيل والدعم النفسي. وتوفير الأجهزة المساعدة والأطراف الصناعية دون قيود. وإلزام المؤسسات المانحة بتمويل برامج مستدامة لا مؤقتة.
وختم الزعلان بالقول إن ما خسره ذوو الإعاقة في غزة ليس البيوت فقط. بل سنوات من النضال الحقوقي. مؤكداً أنهم سيواصلون المطالبة بحقوقهم. لأن ذوي الإعاقة في غزة لا يريدون الشفقة بل العدالة.
ويُقدّر عدد ذوي الإعاقة في غزة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية بأكثر من 170 ألف شخص إلى جانب أسرهم. يعيشون اليوم بين واقع قاسٍ وأحلام مؤجلة بمستقبل أكثر عدالة وإنصافًا. ومع انهيار النظام الصحي والخدمات الاجتماعية بات ذوو الإعاقة في غزة الفئة الأكثر هشاشة والأقل وصولًا إلى المساعدات. في انتهاك صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية.


.png)


















































