أطلقت الكاتبة والصحفية البريطانية راشيل تشارلتون-ديلي مؤخرًا كتابها الجديد Ramping Up Rights: An Unfinished History of British Disability Activism، لتوثيق مراحل الكفاح الذي خاضه ذوو الإعاقة في بريطانيا خلال العقود الماضية.
صدر الكتاب في يوليو 2025، بالتزامن مع تصويت البرلمان على مشروع قانون مخفف يخفض مليارات الجنيهات من إعانات ذوي الإعاقة سنويًا، ما يجعل توقيت النشر رسالة احتجاج ضمنية على السياسات الراهنة.
تأمل الكاتبة أن يمنح العمل شعورًا بالقوة والامتداد للأجيال الجديدة، عبر استعراض تاريخ النضال السلمي الذي قادته مجموعات كـ “شبكة العمل المباشر لذوي الإعاقة” (DAN) منذ أواخر الثمانينيات، وفي حوارها مع الصحفي ستيف توبل من مؤسسة “ذا كناري” The Canary، مشددة على أن العمل المباشر ما زال ضروريًا، خاصةً في ظل الحملات الإعلامية الممنهجة التي تروج أفكارًا مغلوطة عن متلقي الدعم الحكومي من ذوي الإعاقة.
الكتاب لا يقتصر على التوثيق التاريخي، حيث يربط الماضي بالحاضر، مشيرًا إلى مبادرات حالية مثل حملة Taking the PIP، التي توضح تداعيات السياسات التقشفية على حياة الناس، وترى راشيل أن النضال لا يجب أن يقتصر على الاحتجاج، ولكن يمتد بدوره إلى التوعية والمواجهة اليومية مع الصور النمطية والأكاذيب، مؤكدة: “هم يريدون لنا أن نخاف ونرتبك، لأن الخوف يجعلنا أقل مقاومة وأكثر قبولًا للظلم”.
حين سئلت عن أكثر لحظة نضالية ألهمتها، استدعت الحملة التي شنها نشطاء من DAN ضد النائب المحافظ روبرت هايوارد عام 1993، بعد تعطيله مشروع قانون للحقوق المدنية لذوي الإعاقة. طاردوه ثلاثة أيام كاملة خلال حملته الانتخابية، وأطلعوا جمهوره على ما فعله، قائلة: “أتمنى أن أشارك في شيء بهذه القوة يومًا ما”.
رغم تأثرها الشديد بالتحركات الواقعية، أقرت الكاتبة بأن السنوات الأخيرة شهدت طفرة في النشاط الرقمي، ما دفعها للتراجع عن انتقادها السابق لضعف الحملات عبر الإنترنت، مشيدة بظهور كيانات مثل Crips Against Cuts، التي دشنت أسبوعًا من الاحتجاجات الرقمية ردًا على تقليص الخدمات.
بحسب راشيل، التحدي الأكبر أمام الحركة هو ضمان شمولية المشاركة، خاصةً لمن لا يستطيعون التظاهر في الشوارع، داعية لتوسيع الخيارات، من الانخراط في المجموعات المحلية إلى التفاعل الرقمي ونشر الحقائق.
نال الكتاب إشادات عديدة، بينها وصف من فرانسيس رايان بـ”القراءة الضرورية لفهم تاريخ ذوي الإعاقة”، واعتبره كامران مالك، الرئيس التنفيذي لمنظمة Disability Rights UK، “نداءً للتعبئة”. كما أثنت عليه الطبيبة والكاتبة غريس سبينس غرين Grace Spence Green ، مشيرة إلى أنه “وثيقة سياسية وإنسانية تدمج التاريخ بالقوة الراهنة”.
تقول راشيل إن مشروعها هذا انطلق بعد مشاركتها في فعالية جمعتها بالناشطة البارزة باربرا ليسيكي Barbara Lisicki، وشعرت حينها بواجب التوثيق، خاصةً أنه لم يسبقها أحد إلى هذا النوع من السرد الكامل لتاريخ الحركة، وختمت بقولها: “أتمنى ألا نضطر لهذا النضال مستقبلًا.. لكن الواقع يقول إن وجودنا ضروري دومًا”.