فقد عينه ولم يفقد رسالته.. مقدم رعاية بريطاني يواصل خدمة ذوي الإعاقة

فقد عينه ولم يفقد رسالته.. مقدم رعاية بريطاني يواصل خدمة ذوي الإعاقة

المحرر: سماح ممدوح حسن-بريطانيا
نيجل ووكر مقدم رعاية بديلة لذوي الإعاقة

أكد مقدم رعاية بديلة لذوي الإعاقة، فقد بصره في إحدى عينيه، إثر إصابة تعرض لها على يد طفل كان تحت رعايته. أنه لم يفكر يومًا في التوقف عن عمله، مشددًا على أن الإعاقة لا ينبغي أن تشكل عائقًا أمام الاستمرار في ما يحب.

وقال نيجل ووكر، من مدينة موركامب في مقاطعة لانكشاير البريطانية، إنه يعمل في مجال الرعاية البديلة منذ أكثر من عشر سنوات. إلى جانب زوجته بيني، ضمن برامج «المجموعة الوطنية للرعاية البديلة».

رعاية بديلة لذوي الإعاقة عمل إنساني يصعب استبداله

وفي عام 2018، تعرض ووكر لإصابة في الرأس أثناء رعايته لطفل من ذوي صعوبات التعلم. ما أدى إلى فقدانه البصر في عينه اليسرى، ودخوله في مرحلة صحية صعبة رافقها صداع حاد ومضاعفات يومية.

ورغم ذلك، أوضح ووكر أن فكرة التوقف عن العمل لم تخطر بباله مطلقًا. قائلًا إن زوجته سألته حينها عمّا إذا كان يرغب في الاستمرار، إلا أنه أجاب بتلقائية: «لماذا يجب أن يوقفنا حدث واحد عن فعل ما نحب؟ ولماذا يجب أن تعيقني الإعاقة؟»

وفي هذا السياق، شدد ووكر على أنه لا يحمل أي مشاعر غضب تجاه الطفل الذي تسبب في إصابته. مؤكدًا أنه يدرك أن ما حدث لم يكن مقصودًا. وأضاف: «لم يكن ينوي إيذائي، هو فقط لم يكن يدرك ما يفعل»

وبعد أقل من شهرين على الحادث، استقبل الزوجان طفلًا آخر من ذوي صعوبات التعلّم في منزلهما. في خطوة عكست إصرارهما على الاستمرار في تقديم الرعاية، رغم التحديات الجديدة.

ومن ناحية أخرى، أوضح ووكر أنه قرر التعامل مع إعاقته بشفافية داخل المنزل. معتبرًا أن إخفاءها عن الأطفال لا يخدمهم.وقال: «نحاول أن نعلّم الأطفال أن الإعاقة جزء من الحياة، وليست أمرًا مخجلًا»، لافتًا إلى أن الأطفال الذين عاشوا معهما أظهروا تعاونًا وتعاطفًا لافتين.

ويرعى الزوجان حاليًا ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين عام واحد وستة أعوام. وأشار ووكر إلى أن المنزل عاد ليضج بالحياة والحركة.وأضاف: «ألوان الشمع على الأرض، الرسوم المتحركة في الصباح والأطفال يتسلقون حجري. كأننا عدنا بالزمن إلى الوراء»

ترسيخ قيم التعاطف والشمول تجاه ذوي الإعاقة

ورغم الإرهاق اليومي، أكد ووكر أنه يشارك الأطفال تفاصيل حياتهم كما كان يفعل قبل إصابته. سواء في مراجعة جداول الضرب أو الاستماع إليهم أثناء القراءة. وقال مبتسمًا: «مجرد أنني لا أرى، لا يعني أنني لا أعرف ما الذي يحدث»

من جهتها، قالت بيني ووكر إن الأسرة دمجت إعاقة زوجها في الروتين اليومي بطريقة إيجابية. موضحة أن الأطفال يشعرون بالفخر عندما يساعدونه. وأضافت: «الطفلة الصغيرة تمسك بيده وترافقه، لأنها تشعر أنها تقوم بدور مهم»

وأكدت بيني أن التجربة تهدف بالأساس إلى ترسيخ قيم التعاطف والشمول، خصوصًا تجاه الأشخاص من ذوي الإعاقة.

وفي سياق متصل، شدد الزوجان على أن الرعاية البديلة تجربة إنسانية عميقة. مؤكدين أنهما ينصحان بها كل من يستطيع تقديم بيت آمن للأطفال. واستشهدوا بقصة طفل عانى في البداية من قلق شديد، حتى إنه بكى لمجرد سؤاله عن نوع الأكل الذي يفضله، خوفًا من اختيار الإجابة الخطأ.

وأوضح ووكر أن الطفل تجاوز لاحقًا تلك المخاوف بدعم الأسرة، قبل أن يكبر ويلتحق بالجيش. حيث يخدم حاليًا في بليز.

وفي ختام حديثهما، قالت بيني ووكر إن الرعاية البديلة «تكسر دائرة الإساءة، وتقدّم نموذجًا آخر للحياة».وأضافت: «نعلّم الأطفال أن البيت الآمن والرعاية الحقيقية حق، وأنه لا يجب عليهم قبول الأذى أو الخوف. هناك دائمًا طريق آخر»

المقالة السابقة
ديربان بجنوب أفريقيا وجهة سياحة دامجة لذوي الإعاقة في أعياد الميلاد
المقالة التالية
انطلاق ماراثون زايد الخيري في مصر و«القومي للإعاقة» يهنئ الفائزين