Skip to content

الصمم لا يسكت الحلم.. تشكيلية سعودية تفتتح معرضها الأول في جدة

الصمم لا يسكت الحلم.. تشكيلية سعودية تفتتح معرضها الأول في جدة

لا توجد تعليقات

السعودية – جسور – شيماء اليوسف

افتتحت الفنانة التشكيلية السعودية إلهام أبو طالب، معرضها الفني الأول، تحت مظلة جمعية الثقافة والفنون بمدينة جدة، بدعم من مدير الجمعية الاستاذ محمد آل صبيح، وإشراف من الفنان التشكيلي سفر بن زايد، ومن المقرر أن تستمر فعاليات المعرض حتى التاسع عشر من يونيو الجاري.

تعتبر إلهام أبو طالب، فنانة تشكيلية من جيل الثمانينيات حيث ولدت عام 1987، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، عاشت طفولتها تعاني من ضعف شديد في السمع، وتتلمذت على يد والدها محمد أبو طالب الذي تمكن من تعليمها قراءة الشفاه، عن طريق تحسس ذبذبات الحروف من الحلق ثم اتجهت للفنون التشكيلية وكان يراودها طوال السنين الماضية حلم إطلاق معرض فني شخصي متكامل يضم لوحاتها الفنية التي اقتبس بعض لوحاتها من قصائد الشعراء العرب.

إلهام في معرضها

حضر تجهيزات المعرض كلا من الأستاذ محمد آل صبيح مدير جمعية الفنون الثقافية والفنان التشكيلي سفر بن زيد، والفنانة التشكيلية آلاء الغامدي، وقد اشرفوا على ترتيب وعرض اللوحات بشكل متناسق لتكون جاهزة في استقبال ضيوف المعرض وزائريه.

قدمت الدكتورة مها أبو رضوى، ابنة الفنان التشكيلي عبدالحليم أبو رضوى، والأمينة العامة لجائزة رضوى فن، ومؤسسة مدرسة رضوى الفنية، وقد سبق وفازت إلهام بجائزة عبدالحليم أبو رضوى في دورتها الأولى بالمركز الثالث.

ويُعد هذا المعرض تتويجًا لمسيرة فنية وإنسانية ملهمة، خاضتها إلهام أبو طالب متحدية إعاقتها السمعية التي رافقتها منذ الطفولة. فقد وجدت في الفن صوتها الحقيقي، وتعلمت قراءة الشفاه ببراعة لتتجاوز صعوبات النطق والتواصل، وتُعبّر عن ثقافتها وأفكارها بالألوان لا بالكلمات.

أحد أعمال إلهام أبو طالب

بدأت رحلتها الفنية من ورش مرسم “طباشير”، حيث وجدت بيئة حاضنة لموهبتها، وراحت تصقل أدواتها الفنية حتى تحوّلت إلى معلمة مُلهِمة للفنانات الصم، تفتح لهن الأبواب إلى المجتمع الفني وتُشرف على مشاركتهن في الفعاليات والمعارض.

ورغم مسؤولياتها كأم وربة منزل، لم تتوقف عن العطاء، بل سخّرت موهبتها لبناء جسور تواصل جديدة بين الصم والمجتمع، مؤكدة أن الفن لا يحتاج إلى صوت، بل إلى روح قادرة على التعبير.

وُصفت بأنها “فنانة معجزة”، إذ حوّلت الصمت إلى إشعاع داخلي متدفق، تنقل من خلاله رسالة أمل لكل من يعتقد أن الإعاقة نهاية الطريق، مؤكدة أن الطموح الحقيقي ينبع من الداخل، وأن الفن قادر على منح الإنسان حياة أخرى يراها بقلبه قبل عينه.

بهذا الحضور المتألق، تُثبت إلهام أبو طالب أن الجمال لا يُسمع فقط، بل يُرى ويُحَس، وأن القلب وحده قادر على الإصغاء لما تعجز عنه الأذن.

المقالة السابقة
مقاطعة أوكلاند تستعد لاستقبال ألف زائر في احتفالية “يوم ذوي الإعاقة”
المقالة التالية
اسكتلندا تطلق أول برنامج تدريبي لذوي الإعاقة في رياضة الجولف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed