ستايسي بارك.. أول أمريكية على كرسي متحرك تُطبع صورتها على الربع دولار

تُعتبر الناشطة الأمريكية الراحلة ستايسي بارك ميلبرن، وأحد مؤسِّسي حركة العدالة لذوي الإعاقة، أول امرأة على كرسي متحرك تظهر على العملة الأمريكية، وأول شخص تُظهر العملة الأمريكية كرسيه المتحرك بوضوح.

فقد أصدرت دار سك العملة الأميركية ربع دولار يحمل صورة ميلبرن جالسة على كرسيها المتحرك، مرتدية نظارة. ففي 13 أغسطس اجتمع ما يقرب من 100 من نشطاء الإعاقة وأفراد أسرتها وأصدقائها في المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي، التابع لمؤسسة سميثسونيان للاحتفال بإطلاق العملة، وصرحت ماريا تاون رئيسة “الجمعية الأميركية للأشخاص ذوي الإعاقة”  لموقع The 19th قائلة: “ستايسي ليست أول مستخدم لكرسي متحرك يظهر على العملة، فالرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت يظهر على  العملة الأمريكية منذ عام 1946، لكنه يُقدَّم كصورة رأس فقط”.

وأشارت تاون إلى أن معظم الأمريكيين لم يكونوا يعلمون أن روزفلت استخدم كرسيًا متحركًا طوال فترة رئاسته، وأكدت أن إظهار إعاقة ميلبرن بهذه الوضوح أمر رائد.

من خلال إظهار جسد ستايسي بالكامل وأنبوب القصبة الهوائية الخاص بها وكرسيها المتحرك وهي في تواصل نشط، فإن ربع الدولار يقدم نسخة مختلفة تماما وأكثر واقعية، من صورة الإعاقة التى لم يسبق أن ظهرت على العملة الأميركية.

توفيت ميلبرن في عام 2020 يوم عيد ميلادها الثالث والثلاثين في ستانفورد، كاليفورنيا، وقد أُطلقت مبادرة “النساء الأمريكيات على العملات المعدنية” عبر تشريع صدر عام 2021 بدعم من الحزبين، رُشحت 11 ألف امرأة من الجمهور العام، ثم اختارت دار السك والمتحف الوطني لتاريخ المرأة والمتحف الوطني لتاريخ المرأة الأميركية 20 منهن، ميلبرن هي الثانية قبل الأخيرة في هذه السلسلة.

وتقول إليزابيث بابكوك مديرة “متحف تاريخ المرأة” التابع لسميثسونيان، خلال الاحتفال: هذه العملات تساعد في سرد قصة أمتنا من خلال النساء الاستثنائيات اللواتي ساهمن في تشكيلها، نحن فخورون بتسليط الضوء على قصص مثل قصة ستايسي، قصص لم يُفسح لها المجال من قبل لكنها تستحق أن تُروى، ستايسي كانت قوة للترابط والتغيير. جمعت الناس ووصلت بينهم حول قضايا مشتركة ونظّمت بوعي وهدف”.

شارك في المناسبة أيضًا بيث زيبارث مديرة مكتب إمكانية الوصول للزوار في مؤسسة سميثسونيان، وجريج داوسون المدير المساعد لدار السك للاستراتيجية والأداء.

وبينما سجّل نحو 200 شخص للحضور امتنع بعضهم بسبب القلق من التواجد الأمني والعسكري المكثف في واشنطن العاصمة، آخرون لم يتمكنوا من الحضور لأسباب صحية أو مادية، فشاركوا عبر حفلات مشاهدة في مختلف أنحاء البلاد.

وقالت والدتها جين ميلبرن، مسلطة الضوء على عمل ابنتها مع “نادي ثقافة العدالة لذوي الإعاقة” الذي أسسته: “ساعد النادي في إيصال المستلزمات الأساسية مثل الكمامات والمعقمات وحتى المواد الغذائية للأشخاص ذوي الإعاقة الأكثر عرضة للخطر في بدايات جائحة كوفيد-19، أن تكون ستايسي من المكرمات على عملة ربع دولار أمريكية أمر يفوق خيالنا، أحمد الله لأنه مكّن ستايسي من إنجاز أمور عظيمة”.

شاركت ميا إيفز-روبي، مديرة “مبادرة العدالة لذوي الإعاقة” في مركز التقدم الأمريكي، عن بُعد بسبب ظروفها الصحية، هذه المبادرة سُميت تيمّنًا بالإطار الفكري الذي صاغته ميلبرن وآخرون.

وقالت: عمل ستايسي يلهمني باستمرار للتفكير خارج البُنى القائمة والتساؤل عن كيفية بناء شبكات دعم لا تعتمد فقط على الهياكل الموجودة اليوم، وأشارت إلى أنها تعرفت على ميلبرن من خلال “المسيرة النسائية” والنشاط الوطني لذوي الإعاقة، حيث واجهوا معًا مواقف اتخذ فيها بعض قادة حقوق الإعاقة مواقف مناهضة للمهاجرين أثناء الدفاع عن السياسات.

وأضافت: نشأنا في ظروف متشابهة، كلتانا من كارولاينا الشمالية من الجنوب الأمريكي، ومن أصول آسيوية أميركية، عندما عرفت قصتها شعرت أنني لست وحدي”.

من جانبها، رأت يومي يونج، التي عملت مع ميلبرن في “مركز بيركلي للعيش المستقل” أن هناك مفارقة في تخليد ميلبرن على عملة وهي مناهضة للرأسمالية، لكنها اعتبرت أن ستايسي كانت ستوافق: “كشخص يحمل فكرًا مناهضًا للرأسمالية لم تكن ستايسي لتتخيل أو تسعى أن تُوضع صورتها على عملة. ومع ذلك ها هي هنا، لأنها أداة، وسيلة”.

وأضافت يونج أن ربع الدولار يمكن أن يكون مدخلًا لفكر العدالة لذوي الإعاقة لمن لم يسمعوا به من قبل، مضيفة، على روعة هذه العملة فهي ليست إرث ستايسي. إنها شرارة وسؤال في يد شخص ما أو في محفظته. سينظر الشخص إلى هذه العملة ويسأل من هي؟ والجواب سيقوده مباشرة إلى رؤيتها وتنظيمها وأحلامها في التحرر”.