أظهرت دراسة جديد أجرتها الجامعة الكاثوليكية الأسترالية (ACU) أن الإعاقة غالبًا ما تُرى بصورة سلبية، وأن الأشخاص المعاقون يواجهون معاملة غير عادلة، واشتكى بعض من شملتهم الدراسة من سلوك الآخر تجاههم، والذي ينبع غالبا من صورة نمطية محفوظة عنهم.
يقول أحد أصحاب الإعاقة: عندما أخرج مع صديقي، يفترض الناس أنه هو مقدم الرعاية لي»، وطالب شباب شملتهم الدراسة بتغيير النظرة للإعاقة، وضرورة التوقف عن رؤية الإعاقة كعيب يحتاج إلى إصلاح.
تركز الدراسة على ما يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة فعله بدلًا مما لا يستطيعون فعله، ومواجهة الصور النمطية السلبية، وتغيير المواقف الضارة التي تؤثر سلبًا على حياتهم، وفقًا لنتائج الدراسة.
تفاصيل الدراسة
قاد البحث والدراسة معهد دراسات حماية الطفل في الجامعة الكاثوليكية الأسترالية وتم تمويلها من الحكومة الأسترالية ضمن استراتيجية الإعاقة الوطنية.
وشملت الدراسة النوعية 39 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا، من ذوي الإعاقة وغير ذوي الإعاقة، بما في ذلك مقدمو الرعاية، ومن خلفيات ثقافية ولغوية وجندرية متنوعة.
رؤية الشباب للمجتمع
قال الباحث الرئيسي، أستاذ مشارك تيم مور، إن الدراسة التي أجريت بالتعاون مع منظمة Children and Young People with Disability Australia وجامعة أستراليا الوطنية، استكشفت كيف يرى الشباب المواقف المجتمعية تجاه الإعاقة.
وأضاف مور: «أردنا فهم كيف تشكل هذه المواقف تجارب الشباب ذوي الإعاقة، خاصة في التعليم والعمل والأنشطة الاجتماعية».
تجارب المشاركين
عند الرد على أسئلة حول المواقف المجتمعية وتأثيرها والعوامل المؤثرة فيها، وأيضًا تجاربهم الشخصية مع الأسرة والأصدقاء والمدرسة ووسائل الإعلام، وما يترتب على هويتهم الثقافية ومكان إقامتهم، جاءت التعليقات كالتالي:
- «هناك الكثير من الأحكام المسبقة التي تنبع من الصور النمطية وقد تؤدي إلى تجريد الأشخاص ذوي الإعاقة من إنسانيتهم أو معاملتهم بشكل سيئ».
- «سأعامل بطريقة طفولية وكأنني لا أستطيع فعل أي شيء، أو لا أستحق نفس الأمور التي يريدها أقراني».
- «غالبًا ما أقارن مع شخصيات التوحد في الإعلام، وإذا لم يكن كذلك، يُتوقع مني أن أكون ذكيا خارقًا مثل شيلدون كوبر».
- «بعض المدارس والجامعات تقدم دعمًا جيدًا مثل المنحدرات، الوقت الإضافي في الامتحانات، أو معلمين يفهمون الإعاقات، بينما أخرى لا تفعل».
- «يبدو أن كل شرير في برامج الأطفال لديه نوع من الإعاقة».
- «هذه الصور النمطية السلبية يمكن أن تؤدي إلى التنمر والتمييز والعزلة».
- «أحيانًا يحاول الآخرون حمايتي أكثر من اللازم، وهذا يمنعني من القيام بما أريد».
- «أنا لست مشكلة تحتاج إلى إصلاح».
دعوات للتغيير
قال أستاذ مور إن الدراسة بعنوان «الكثير من الأحكام تنبع من الصور النمطية»: آراء الشباب حول المواقف الأسترالية تجاه الإعاقة، أبرزت رغبة الشباب في تغيير المواقف المجتمعية، إلى جانب إصلاحات تعليمية، حملات إعلامية، وتحسين خدمات الدعم.
وأضاف: «لا تزال هناك حواجز كبيرة أمام الإدماج الكامل للشباب ذوي الإعاقة في التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية».
وطالب المشاركون بمجتمع شامل تُرى فيه الإعاقة كجزء طبيعي من التنوع البشري، وحملات توعية لتحدي الصور النمطية، وتعزيز شبكات الدعم بين الأقران، وتوفير التعديلات المناسبة في المدارس والجامعات وأماكن العمل.
وأكد الباحث: «الشباب ذوو الإعاقة يستحقون أن يُرى صوتهم، ويُسمع، ويُقدّر، ويحترم».