يحتفل العالم اليوم، السابع والعشرون من ديسمبر، بميلاد نجم السينما الهندية الأول. في الواقع، يرى الجمهور سلمان خان كرمز للقوة واللياقة البدنية المفرطة. لكن خلف هذه العضلات المفتولة، تخفى قصة ألم إنساني مرعب ومستمر. يكشف هذا التقرير تفاصيل مرضه النادر الذي كاد ينهي حياته ومسيرته.
سلمان خان ومرض نادر
يعاني النجم الشهير من مرض طبي نادر وقاس جدا. والذي يعرف علميا باسم ألم العصب ثلاثي التوائم. بينما يطلق عليه الأطباء والمرضى لقب مخيف هو مرض الانتحار. وذلك يعود لشدة الألم الذي يدفعه المريض للتفكير جديا في إنهاء حياته. وصف سلمان هذا الألم بأنه يشبه تلقي صدمات كهربائية قوية في الوجه. حسب صحيفة The Indian Expres.
لم تكن المعاناة قصيرة، بل امتدت لسنوات طويلة من الصبر الصامت. كشف سلمان في تصريحات صحفية حديثة في سبتمبر 2025 عن مدة مرضه. أكد أنه عانى من هذا العذاب لمدة سبع سنوات ونصف كاملة. تخيل أن نوبات الألم كانت تهاجمه كل بضع دقائق بلا توقف أو رحمة.
حول المرض حياة النجم اليومية البسيطة إلى تحديات شبه مستحيلة. حيث أصبحت الأنشطة العادية مثل الكلام أو غسل الوجه تسبب ألما رهيبا. ذكر سلمان أن تناول وجبة الإفطار كان يستغرق منه وقتا طويلا جدا. كان الألم يمنعه من فتح فمه أو المضغ بشكل طبيعي ومتواصل.
جراحة سكين جاما المعقدة
وصل الألم لمرحلة لم تعد تجدي معها المسكنات التقليدية نفعا. لذلك، قرر سلمان الخضوع لعملية جراحية معقدة وخطيرة في المخ. تعرف هذه العملية باسم جراحة سكين جاما وتتطلب دقة طبية متناهية. واستغرقت الجراحة الدقيقة نحو ثماني ساعات كاملة داخل غرفة العمليات المغلقة.
كانت التوقعات الطبية لنجاح العملية محدودة ومحفوفة بالمخاطر الكبيرة. حذر الأطباء من احتمالية فشل الجراحة أو حدوث مضاعفات عصبية دائمة. رغم ذلك، أشار سلمان خان في عام 2025 إلى حدوث المعجزة الطبية. حيث اختفى الألم تماما وعاد لممارسة حياته بلا كهرباء تضرب وجهه.
طالع: ماريسا بود.. أول ممثلة ذات إعاقة تجسد «نيساروز» في فيلم Wicked: For Good
ولم تتوقف الصدمات الصحية عند العصب الخامس ومشاكله فحسب. فاجأ سلمان جمهوره في يونيو 2025 باعترافات طبية جديدة وصادمة للغاية. صرح بأنه يتعايش أيضا مع تشوهات وريدية شريانية داخل دماغه. إضافة إلى وجود تمدد في الأوعية الدموية يتطلب متابعة دقيقة وحذرة.
إصرار سلمان خان
رغم هذا السجل الطبي الحافل بالأخطار، يرفض سلمان الاستسلام للمرض. يواصل النجم تدريباته الرياضية الشاقة وتصوير أفلام الآكشن الصعبة بنفسه. يعمل حاليا على مشروع سينمائي ضخم ومنتظر بعنوان Battle of Galwan. يثبت هذا الإصرار أن الإرادة القوية تستطيع قهر أعتى الأمراض العصبية. وفق صحيفة hindustantimes.
وتسلط حالة سلمان الضوء على مفهوم هام هو الإعاقة غير المرئية. فالمريض يبدو سليما ومعافى من الخارج، لكنه معاق وظيفيا بسبب الألم. ساهمت تجربته في رفع الوعي العالمي حول أمراض الأعصاب المزمنة والخفية. أصبح صوته مسموعا لكل من يعاني في صمت وعزلة تامة.
يهاجم هذا المرض الصحة النفسية للمريض بنفس شراسة الألم الجسدي. لأن العيش مع توقع صدمة كهربائية في أي لحظة يدمر الأعصاب تماما. لذا، يحتاج المصابون إلى دعم نفسي كبير لتجاوز الأفكار السوداوية. كان دعم عائلة سلمان القوي هو الحصن الذي حماه من الانهيار النفسي.
دور المؤسسة الخيرية
لم يكتف سلمان بالحديث عن مرضه، بل وسع دائرة نشاطه الخيري. من خلال مؤسسته الشهيرة Being Human، يقدم الدعم لآلاف المرضى المحتاجين. يحاول تحويل ألمه الشخصي وتجربته القاسية إلى أمل للآخرين غير القادرين. هذا هو الدور الحقيقي للفنان الذي يشعر بوجع الناس ومعاناتهم.
ويمثل احتفالنا اليوم بميلاد سلمان رسالة ملهمة لكل الأجيال الحالية. تؤكد أن العمر مجرد رقم وأن المرض ليس نهاية الطريق المهني. إذا كان سلمان خان يصور مشاهد القتال ورأسه ينفجر ألما، فما عذرنا؟ هو نموذج للمحارب الذي يرفض أن تسقطه الحياة بالضربة القاضية..
دفعت حالة سلمان الكثيرين للبحث عن أعراض هذا المرض النادر. أدى ذلك إلى تشخيص حالات مبكرة كانت تعاني من خطأ في التشخيص. يجب علينا عدم الاستهانة بأي ألم مستمر في الوجه أو الرأس. فالتشخيص الصحيح هو أول خطوة في طريق العلاج والسيطرة على الألم.
في الختام، نحتفل اليوم بإنسان قهر الألم قبل أن يكون نجما. لقد علمنا سلمان خان أن الابتسامة العريضة قد تخفي خلفها جبالا من الوجع. لكن الاستمرار في الحياة والعمل هو الانتصار الحقيقي والوحيد للإنسان. كل عام والنجم المحبوب بخير وقوة وإبداع فني مستمر.


.png)


















































