ديربان بجنوب أفريقيا وجهة سياحة دامجة لذوي الإعاقة في أعياد الميلاد

ديربان بجنوب أفريقيا وجهة سياحة دامجة لذوي الإعاقة في أعياد الميلاد

المحرر: سماح ممدوح حسن-جنوب أفريقيا
سياحة ذوي الإعاقة

مع دخول موسم أعياد الميلاد ورأس السنة ذروته، تستقطب مدينة ديربان بدولة جنوب أفريقيا السياح من مختلف أنحاء العالم. بحثًا عن الشواطئ والمعالم الطبيعية والفعاليات الثقافية.

وفي هذا السياق، يبرز تساؤل أساسي حول مدى جاهزية المدينة لاستقبال سياحة ذوي الإعاقة. وما إذا كانت مرافقها ووجهاتها السياحية تلبّي احتياجات هذه الفئة على نحو عادل وشامل.

ابتكارات تكنولوجية لتعزيز سياحة ذوي الإعاقة الدامجة

للإجابة عن هذا السؤال، تحدّثت شكيلا ماهاراج، من شركة ShazaCin Accessible Media. عن واقع الإتاحة في ديربان، موضحة أن تجربة السائح من ذوي الإعاقة لا تتوقف عند جمال المكان. بل تبدأ من مستوى الإتاحة الذي يوفره منذ لحظة الوصول وحتى مغادرة الوجهة السياحية.

وفي هذا الإطار، أوضحت ماهاراج أن شركتها تعمل في مجال التقنيات المساعدة. وتركّز على إتاحة المحتوى البصري للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من خلال الوصف الصوتي.

وأضافت أن الشركة، التي حصدت عدة جوائز، تتعاون مع مواهب محلية لإنتاج محتوى موصوف صوتيًا باللغتين الإنجليزية واللغات المحلية. بما يوسّع دائرة الوصول إلى الثقافة والسياحة.

وأشارت إلى أن الوصف الصوتي يحوّل المشاهد البصرية إلى كلمات دقيقة. ما يتيح للأشخاص الذين لا يستطيعون الرؤية فهم المحتوى المرئي والاستمتاع به بشكل كامل. مؤكدة أن هذا الأسلوب يُعد أداة معترفًا بها عالميًا ومتوافقة مع المعايير الدولية في مجال الإتاحة.

وفي سياق متصل، كشفت ماهاراج عن تطبيق describeAT الذي طوّرته الشركة. والذي يهدف إلى جعل عدد من التجارب السياحية، مثل المعارض الفنية والمتاحف والمواقع التراثية. أكثر إتاحة للأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية، سواء عبر الزيارة الفعلية أو من خلال جولات افتراضية.

الإعاقة تؤثر بشكل مباشر على اختيار الوجهة السياحية

ومن ناحية أخرى، شددت ماهاراج على أن وجود إعاقة يؤثر مباشرة في اختيار الوجهة السياحية داخل المدينة. موضحة أن مستويات الإتاحة تختلف من مكان إلى آخر.

وأضافت أن الأشخاص من ذوي الإعاقة، شأنهم شأن غيرهم، يرغبون في الاستمتاع بكامل التجربة السياحية. سواء من خلال زيارة الواجهة البحرية أو الحدائق النباتية أو الفعاليات الموسمية مثل مهرجان الأضواء.

ديربان بجنوب أفريقيا وجهة سياحة دامجة لذوي الإعاقة في أعياد الميلاد
ديربان بجنوب أفريقيا وجهة سياحة دامجة لذوي الإعاقة في أعياد الميلاد

وفيما يخص مستخدمي الكراسي المتحركة، أوضحت ماهاراج أن بعض المواقع، مثل مجمّع Suncoast. تُعد من أكثر الأماكن إتاحة في ديربان. غير أنها أكدت في الوقت نفسه أن ذلك لا يعني حصر ذوي الإعاقة في مواقع بعينها. إذ يستطيع كثير منهم التعامل مع العوائق المختلفة عند الوصول، خاصة إذا توافر الدعم المجتمعي المناسب.

وأضافت أن الإتاحة ليست مسألة مكانية فحسب، بل تشمل أيضًا وسائل النقل وحالة الأرصفة وسهولة الحركة في الفضاءات العامة. معتبرة أن هذه العناصر تشكّل جزءًا أساسيًا من التجربة السياحية.

وفي هذا السياق، وصفت ماهاراج ممشى ديربان الساحلي بأنه مهيّأ بشكل جيد لمستخدمي الكراسي المتحركة. إلا أنه ما زال يفتقر إلى مسارات بلغة برايل تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية التنقل باستقلالية باستخدام العصا البيضاء، من دون الحاجة إلى مرافقة دائمة.

كما أوضحت أن تطبيق describeAT يوفّر جولات إرشادية كاملة لعدد من الوجهات في ديربان. مثل مستوطنة غاندي ومعهد أولانج، مشيرة إلى أن الشركة تعمل باستمرار على إضافة مواقع جديدة. رغم التحديات المرتبطة بالتمويل والحصول على دعم الجهات المعنية.

رفع مستوى الوعي بالسياحة الدامجة

ومن جهة أخرى، أكدت ماهاراج أن رفع مستوى الوعي داخل قطاع السياحة يُعد خطوة محورية نحو تحقيق سياحة دامجة. موضحة أن مفهوم الإتاحة لا يقتصر على المنحدرات ودورات المياه. بل يشمل فئات واسعة من الإعاقات غير المرئية، مثل الصمم وضعف البصر الجزئي والنظر المنخفض.

وأضافت أن السلوك الإيجابي والتعامل الإنساني يمكن أن يعوّضا في كثير من الأحيان ما قد ينقص في البنية التحتية. خاصة في مواسم الذروة التي تشهد ازدحامًا يقيّد حركة مستخدمي الكراسي المتحركة والعصي البيضاء.

وفي بعدٍ اقتصادي، أشارت ماهاراج إلى أن الاستثمار في السياحة الدامجة لا يخدم القيم الإنسانية فقط، بل يعود أيضًا بفوائد تجارية واضحة. إذ غالبًا ما يسافر الأشخاص من ذوي الإعاقة برفقة أفراد من العائلة أو الأصدقاء. ما يضاعف العائد الاقتصادي للوجهات السياحية.

وفي ختام حديثها، شددت ماهاراج على أن تقديم الخدمات للأشخاص من ذوي الإعاقة لا ينبغي النظر إليه باعتباره عملًا خيريًا. بل جزءًا أصيلًا من تلبية احتياجات شريحة مهمة من السوق السياحية.

وأكدت أن احترام هذه الفئة وتقديرها كمستهلكين يفرض على القطاع السياحي تطوير خدماته وتصميمها بما يتناسب مع احتياجاتهم. وهو ما يشكّل جوهر مفهوم السياحة الدامجة.

المقالة السابقة
ظهور نادر لأعضاء «منظمة غرينويتش» لحقوق ذوي الإعاقة على قناة أمريكية
المقالة التالية
فقد عينه ولم يفقد رسالته.. مقدم رعاية بريطاني يواصل خدمة ذوي الإعاقة