«سيارات الأجرة»  تستجيب لمطالب ذوي الإعاقة في ديربان بجنوب أفريقيا

أطلقت جمعية سيارات الأجرة في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا مبادرة جديدة تهدف إلى تسهيل تنقّل الأشخاص ذوي الإعاقة، في خطوة وُصفت بأنها بداية لمعالجة واحدة من أبرز المشكلات التي يواجهها مستخدمو وسائل النقل العام في البلاد.

وبحسب موقع «Health-e News»، يعاني ذوو الإعاقة في جنوب أفريقيا من صعوبات كبيرة عند استخدام سيارات الأجرة، إذ كثيرًا ما يضطرون إلى الانتظار لساعات طويلة بسبب رفض بعض السائقين التوقف لنقلهم، أو يواجهون مطالب بدفع رسوم إضافية مقابل كراسيهم المتحركة.

وحتى في حال تمكنهم من استقلال سيارة الأجرة، غالبًا ما يضطرون إلى السير لمسافات بعيدة باستخدام الكراسي المتحركة أو العكازات وسط بيئات مزدحمة وخطرة.

هذه المعاناة دفعت «هلينجيوي منجادي»، مؤسسة منظمة «سيافامبيلي مانيسووا لذوي الإعاقة» التي أنشأتها عام 2021، إلى التواصل مع جمعية سيارات الأجرة المحلية لطلب دعم مباشر للفئة المستهدفة.
وأكدت منجادي أن تجاوب السائقين وأصحاب السيارات مع المبادرة كان إيجابيًا وسريعًا، ما أسفر عن تطبيق نظام جديد خلال الأشهر الستة الماضية عبر جمعية «قاضي-نيوسوا» لسيارات الأجرة، التي تُشغّل خطوطًا بين مناطق غرب ديربان مثل كوانيووسوا ومكاديني وصولًا إلى هيلكريست وبينتاون وكامبرداون.

يقوم السائقون بموجب هذا النظام بنقل الركاب ذوي الإعاقة مباشرة إلى المرافق الحكومية الحيوية، مثل مكاتب هيئة المساعدة الاجتماعية ومكاتب البريد في بينتاون، بدلًا من إنزالهم في منطقة الأعمال المركزية كما كان يحدث سابقًا.

ويقول «بوزاناني زونجو» الملقب بـ«مانزيني»، وهو مسؤول التدريب في جمعية «قاضي-نيوسوا»، إن هذا الترتيب جاء بعد مناقشات موسعة مع اللجنة المختصة استجابة لطلب المنظمة. وأضاف أن الركاب يتواصلون مع السائقين أو مديري الصف لترتيب رحلات العودة بعد إنهاء زيارتهم لتلك المرافق.

وأوضح السائق «سبوسيسو زولو»، الذي يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 25 عامًا في قيادة سيارات الأجرة، أوضح أن هذه المبادرة لا تخدم ذوي الإعاقة فقط، بل تشمل كذلك كبار السن والنساء الحوامل، حيث يطلب العديد منهم التوقف عند بوابات العيادات أو مداخل وجهاتهم نظرًا لصعوبة السير لمسافات طويلة.

وأبدى عدد من الركاب  ارتياحهم للتجربة الجديدة. فقد روت «باتهوبيلي غوالا» من كوانيووسوا أنها لم تكن على علم بالنظام حتى أغسطس الماضي، عندما عرض عليها السائق إيصالها مباشرة إلى مكتب هيئة المساعدة الاجتماعية عند رؤيته أنها تستخدم كرسيًا متحركًا.

و شددت في الوقت نفسه على ضرورة تطوير المبادرة بشكل أكبر، خصوصًا فيما يتعلق بإنهاء معاناة مستخدمي الكراسي المتحركة من دفع أجرة مضاعفة. أما «نوليزوي نوتشي» البالغة من العمر 54 عامًا فأكدت أنها تشعر باحترام أكبر من السائقين والركاب منذ تطبيق النظام، بعد أن عانت سابقًا من تجاهل السائقين أو الانتظار لساعات طويلة في مواقف سيارات الأجرة.

ورغم إشادة المستفيدين، لا تزال هناك حاجة لنشر وعي أوسع بالمبادرة، إذ قال «نكوسيناثي مزيلّا»، البالغ من العمر 37 عامًا ويستخدم العكازات، إنه لم يكن على علم بها قبل أن يعرف بها من الصحافة، مؤكدا  أنه سيحرص على إخبار الآخرين من ذوي الإعاقة بتفاصيلها، مشيرًا إلى أن الاعتماد على النقل العام سيصبح أسهل إذا استمرت هذه الجهود وتوسعت.