نجح الشاب السعودي أنس التركي، مستخدمًا تقنيات متقدمة لتتبع حركة العين والوجه، في حفظ القرآن الكريم. كما يتحدي الإعاقة بتطوير مهاراته في البرمجة والعمل الرقمي بعدما ألتحق بالجامعة ودرس التكنولوجيا. ليصبح نموذجًا ملهمًا للإصرار والإبداع رغم الإعاقة.
وفي رحلة ملهمة من التحدي والإرادة، حوّل حادث أليم في طفولته حياته بالكامل، لكن عزيمته لم تهتز. بل استثمر الصعوبات لتطوير قدراته، محققًا استقلالية وإنتاجية لافتة، وبات رمزًا للتمكين الرقمي والاجتماعي.
أنس يتحدى الإعاقة ويصبح رمزا للإندماج الرقمي
ومنذ مشاركته في مؤتمر أبشر 2025 السعودي للتقنية المقام حاليا بالرياض. أصبح أنس رمزًا للاندماج الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث شارك في ورش تدريبية متخصصة. وأثبت قدرته على التفاعل مع المنصات الرقمية بكل كفاءة، مسجلاً حضورًا فاعلًا رغم إعاقته الجسدية.
وأكدت والدته، الدكتورة أمل السيف لصحيفة سبق، أن رحلة أنس لم تكن مجرد تحدٍ شخصي. بل تحوّل إلى رسالة اجتماعية وعلمية، حيث أصبحت خبراته مصدر إلهام لكل الأسر التي تواجه تحديات مماثلة.
ومن أبرز إنجازاته حصوله على جائزة أمير منطقة الرياض تقديرًا لتفوقه في تطبيقات القرآن. بالإضافة إلى تخرجه في تقنية المعلومات، والتحاقه بأكاديمية طويق لتطوير الألعاب باستخدام Unity. معتمدًا على تقنيات تتبع حركة الوجه والعين.
وتضيف والدته أن «أنس يستخدم هذه الأجهزة ليس فقط للتعلم والعمل، بل أيضًا لإدارة يومه بالكامل. من التمارين الصباحية والمسائية إلى العناية الطبية، والصلاة، وحتى التواصل مع المحيطين به باستخدام ثلاث ابتسامات فقط».
تأسيس جمعية تواصل للتقنيات المساعدة لذوي الإعاقة
ولم تتوقف مساهمة الأسرة عند هذا الحد، إذ فقد أسست جمعية التواصل للتقنيات المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة. وذلك بهدف توفير أكثر من 300 جهاز وتقنية لمستفيدين متعددين، ومن بينهم ذوي الإعاقة، وكبار السن، ومرضى التوحد، والزهايمر، والصم، والمكفوفين.
كما افتتحت الأسرة أيضًا مركز «تقدر» في حي غرناطة بالرياض. حيث يركز المركز على تشخيص الحالات وتجربة الأجهزة، ثم تدريب المستفيدين عليها. بالإضافة إلى تقديم الدعم الكامل لهم، لضمان استفادة الجميع بأقصى شكل ممكن.
وبالانتقال إلى الجانب الإنساني، تؤكد والدته أن الصبر والتفهم، إلى جانب دعم الأسرة والمجتمع، يمثلان العامل الأساسي. في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم تعزيز استقلاليتهم وقدرتهم على مواجهة التحديات.
كما شددت على أهمية البيئة الداعمة والمبادرات المجتمعية. لا سيما في انسجامها مع رؤية المملكة 2030، والتي تؤكد بدورها أن دمج هذه الفئة يجعلهم طاقات منتجة ومؤثرة. وبالتالي يعزّز التنمية المجتمعية ويضمن مشاركة حقيقية وفاعلة للجميع.
وفي النهاية، تُظهر قصة أنس التركي بوضوح أن الإعاقة ليست عائقًا أمام الطموح. بل على العكس، تشكل فرصة لاختبار الإرادة، وتوظيف العلم والتقنية لخدمة الذات والمجتمع. ومن سرير العلاج إلى منصات البرمجة، ومن التحديات الصحية إلى حفظ القرآن والإبداع الرقمي. يُثبت أنس يومًا بعد يوم أن الابتكار، والالتزام، والإيمان، معًا، يصنعون نموذجًا حيًا للإلهام والتميز في مواجهة أصعب الظروف، وبالتالي يقدّم رسالة قوية للمجتمع بأكمله.


.png)

















































